هناك موضوع يضايقني كثيراً كثيراً ويحزنني كثيراً كثيراً
َ
وهو موضوع العمالة الذين نراهم في ما يسمى بـ ( العمال) وما شابهه
َ
َ
لا حول ولا قوة إلا بالله
َ
َ
والله إن حالهم مأساوي جداً.. حالهم كسيف جداً.. حالهم والله يبكي الحجر
َ
نراهم كل يوم.. وكل وقت.. وكل ساعة.. وكل دقيقة.. طوال الأربعة والعشرين ساعة يومياً
َ
كل واحد منهم واقف على رجليه طول الوقت في الشارع
َ
تحت الشمس صيفاً
َ
وفي شدة البرد شتاء
َ
كأنهم مشردون.. لا محل يؤويهم ولا غيره
َ
بعضهم يمسك في يده فرشاة الدهان ويلوح بها ويهزها ليراها المارة في الطريق
َ
والثاني واقف ومعه طرمبة الماء
َ
والثالث معه كتالوج
َ
والرابع
َ
والخامس
َ
والعاشر
َ
والعشرين
َ
لا أحد يعطيهم وجه
َ
ولا أحد يعطيهم أي اهتمام أو يرد لهم أي اعتبار
َ
وهم يقفون أو يجلسون طوال ساعات اليوم!!!
َ
حتى ملوا من الملل
َ
ملوا من الملل
َ
وماتوا وهم أحياء من القهر
َ
نراهم أحيانا مجموعة واقفين أو جالسين مع بعضهم يتكلمون ويحاولون أن يخففوا عن أنفسهم ويتناسون البلاء والمصيبة اللتي هم فيها
َ
انتهى الكلام... وانتهت السوالف من زمان... ولكنهم يجترونها اجتراراً
َ
َ
بل وصل بهم الحال أنهم وبدون مبالغة -فحالهم لا تحتاج للمبالغة- وصل بهم أن بعضهم والله بعيني رأيته -لا أقول إنه يقال لي- من شدة الحر في الصيف بنى له مثل العش الصغير من بعض الحجر والصفائح وغيرها بحجم يجعله يستطيع أن يجلس بداخله!!!
َ
وبعضهم والله غرس له شجرة وجلس يسقيها طوال السنة حتى يستظل بظلها!!!
َ
َ
ووالله أبصم بالعشرة أنه يمر عليهم... لا أقول اليوم ولا اليومين ولا الثلاثة... بل يمر عليهم الأسبوع
َ
وهم لم يحصلوا من كل هذا الوقوف والجلوس في الشارع إلا أقل القليل من الدريهمات هذا إذا حصلوها
َ
َ
ويأتي من يحسدهم عليها ويتكاثرها عليهم من موتى القلوب والضمير منا
َ
َ
وكل أيامهم على هذه الحال.. بل كل شهورهم.. بل كل سنينهم!!!
َ
َ
لا تسأل عن أحوال أهاليهم في بلدانهم الذين ينتظرونهم بالشهور بل بالسنين ليجلبوا لهم لقمة العيش
َ
ولا يجدون منهم بعد كل ذلك الانتظار شيئاً يستحق أن يذكر
ََ
َ
لا تسأل عن وقع ذلك على قلوبهم هم وأهاليهم.. تلك القلوب المنكسرة بانكسار حالهم وشدة فقرهم
َ
َ
َ
أنا قلت كل هذا الكلام عن هذه الفئة المنسية بل المجحودة من إخوان لنا في الإسلام مع الأسف والحسرة
َ
الفئة التي نحاول جاهدين أن نتعامى ونتصدد عنهم إذا رأيناهم
َ
حتى وصل بنا الحال أننا لا نشير إليهم ولو بالسلام على أقل أقل القليل إذا مررنا بهم
َ
( لنحسسهم بوجودهم فقط ) !!!
َ
َ
ولم أر أنا شخصياً من تكلم عنهم في مجلس أو غيره أو كتب عنهم في صحيفة أو غيرها على الإطلاق!!!
َ
َ
َ
أقول... أنا قلت كل هذا الكلام عنهم... بغض النظر عن كل الأسباب والمسببات
َ
لكن الحمد لله أن قلبي لم يمت كما ماتت قلوب قومي
َ
ولذلك كتبت عنهم هذا الكلام على الأقل!!! .