![]() |
بين «التهجير» و«التطوير» قلوب أهالي طيبة تحترق المدينة المنورة – : http://upload.hawamer.com/d.php?hash...XL7EJERF35MOXL بين آلاف التغريدات التي تغذي موقع تخرج تغريدة هادئة تتحدث عن مشروع التوسعة الذي يعتزم تنفيذه بالمدينة المنورة ، تتهادى كلماتها تحمل أسفا مبطنا لما سيكون عليه حال أهل طيبة الطيبة بعد البدء بالمشروع . لا اعتراض على توسعة الحرم النبوي ، ورغبة الملك في تهيئة المكان لضيوف الرحمن ، ويرون أنهم مع مشروع الملك قلبا وقالبا ، هكذا يقول أهلها . لكن ثمة أخطاء في مخطط المشروع هي مايستفز أهالي طيبة الطيبة ويثير مخاوفهم . أول تلك : أن الأماكن المقرر ازالتها تتجاوز الحاجة ،حيث تشمل المنطقة الممتدة من جبل أحد إلى مسجد قباء ، ممايعني إزالة أعداد هائلة من المنازل والمرافق الخدمية والآثار النبوية ، وسيكتسح الآلآف من أشجار النخيل التي توارثها المدينيون منذ عهد النبوة . ثانيها : أن عشرات الالآف من المواطنين في تلك المنطقة سيفتقدون “جوار الحرم ” وهو الشئ الثمين الذي لاتستطيع أموال الدنيا تعويضه . والثالث : أن هؤلاء سيغادرون للمجهول بعد نزع ملكياتهم ، فلا أراض معدة للبناء ، ولا مساكن مهيأة لاستقبالهم ، حيث سيصبح العرض أقل من الطلب ، وهو مايصعد بمؤشر الأسعار إلى مبالغ خيالة لاطاقة لهم بها . ويأتي رابع المستفزات لصدور أهاليها أن آثار المدينة وهويتها الأصيلة سيتم سحقها تحت جرافات الشركات ،رغم الوعود بإعادتها ، إلا إنهم يرون أن من الظلم أن يستبدل مسجداً صلى به خير الخليقة بفندق يحمل علامة تجارية لاعلاقة لها بالمكان من قريب أو بعيد . هذه المخاوفات التي نثرها أبناء طيبة في مجالسهم وفي شبكة الانترنت ، بلغ بعضها اللجنة المكلفة بتنفيذ المشروع ، ولم يصل حتى اللحظة رداً حاسماً تجاهها سوى بعض التطمينات التي لاترتقي إلى مستوى الاقناع . الأهالي يكتمون مشاعر متناقضة تجاه المشروع ، ففي جزء منه خدمة لضيوف الرحمن ، وفي الجزء الأكبر منه نزع جوار وهوية ورأسمالية لاتقيم للقيم الروحية والمعنوية وزناً ، ولاتعترف سوى بجملة ” هل من مزيد ؟ ” ، ويرون أن الحرم بحالته الراهنة يستوعب الحشود في أوقات الذروة مستشهدين ببقاء الساحة الغربية خالية تلك الأوقات ، ولايمانعون من تنفيذ رغبة الملك في تحقيق أقصى درجات الراحة لضيوف الرحمن ، ويتمنون أن تقدر الحاجة بقدرها ، ولايستغل المشروع النبيل لسحق هوية المدينة النبوية ، وطمس آثارها ومعالمها ونخيلها ومساجدها التي تضرب أطنابها في عمق التاريخ ، ويقترحون أن تتنازل اللجنة المشكلة للاستماع إليهم ، والأخذ ببعض مقترحاتهم والوصول إلى نقطة وسط ، تحقق الهدف السامي من المشروع وتزيل عن صدورهم هموم التخلي عن الجوار ، والكثير من المرافق والخدمات مقابل أموال تعود لجيوب قلة قليلة لاتعرف لجوار المصطفى قيمة سوى ” النقود ” . عمليات ترقيم المباني المقرر إزالتها مستمرة ، وتصحو أحياء السحمان والمستراح والضيافة والشهداء وقربان والعوالي والحرة الشرقية وقباء والمغاربة والبحر والسيح والنصر والدرع وغيرها كل صباح على أصوات معدات لجنة الترقيم ، وهي ترش جدران المنازل والمساجد والفنادق والمدارس والمستوصفات وكل مرفق يعترض طريقها ، وتستمر المعاناة في التضخم ، وسط صمت مطبق من الجهات المعنية ، وتجاهل لمناشدات السكان بالاستماع إلى أصواتهم ، مما يجعل الحرقة تتزايد في صدور أهل طيبة على قرب ساعات الرحيل ، والبعد عن جوار الحبيب ، ويفتح الأبواب على مصراعيها لكل شامت في علاقة المسؤول بالمواطن ، وساع لتأجيج مشاعر الغضب . ويبقى أهالي طيبة الطيبة ، جيران مصطفى الأمة وهادئها بحاجة إلى من يستمع إليهم . |
الساعة الآن 02:54 AM بتوقيت مسقط |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0 Designed & TranZ By
Almuhajir