كنت بالأمس مناوباً ، صباح وقبل بداية الطابور المدرسي ، في تنظيم دخول الطلاب للمدرسة ، كان يبهجني أن كل من يمر من الطلاب يلقي السلام علي قبل الدخول، وبعضهم يصافحني
أحد الطلاب ، توجه إلى وسلم علي، سألني عن أحوالي وسألته عن أحواله وأبيه وإخوانه (على أني ما بيني وبينهم أي قرابة أو معرفة قوية)
قبل ما يدخل المدرسة ، قام ونزل راسي وأصر على تقبيله ! ثم دخل المدرسة
مثل هذه الأفعال كنت أراها إذا جاء طالب متخرج من المدرسة له سنين، أو بعد رجوعنا من إجازة، أو إذا ما رآني خارج المدرسة في بقالة أو غيرها ، أنه يسلم ثم يقبل رأسي ( على عدم رغبة مني )، ولكن هذا الحاصل
الدافع لكتابة الموضوع ، ليس غرض الشهرة أو غيرها ، فأنا لا أعرف أحدً بالمنتدى شخصياً ، ولا أحد يعرفني مطلقاً
جلست أتساءل مع نفسي ، ما الذي دفع هذا الطالب إلى هذا الفعل، مع بداية اليوم الدراسي ؟! وأعطاني دافعاً قوياً لتقديم المزيد لطلابي
إنها المعاملة الراقية والرحومة مع الطلاب وحب إفادتهم وتعليمهم
لا أخفيكم شدتي وحزمي في التعامل مع الطلاب-خلال الحصة وأثناء الدرس- بشكل عام قرابة 20 سنة والتي هي خدمتي في التعليم وأحياناً قليلة جداً يصل إلى الضرب (غير المبرح طبعاً )
ولكن متى ما انتهى الدرس أو احتاج الطالب إلى أي نوع من المساعدة أو إعادة الدرس والحفظ أو الشفاعة لدى معلم آخر أو عند إدارة المدرسة ، فسوف يجد مني الإعانة والـ(الفزعة)
كلمة أخيرة
إخواني المعلمين والمعلمات
لن يبقى لك بعد تركت مجال التعليم إلا الذكر الحسن والدعوة الطيبة التي أنت في أمس الحاجة لها بعد التقاعد أو الاستقالة ، وقبل ذلك الأجر من الله تعالى ، فأنت تمتهن مهنة الأنبياء والرسل ، وهي ( التعليم )
اتمنى فهم الموضوع بالفهم الراقي، وعدم الدخول في النيات، فرب العباد هو أعلم بها