القاهرة - ترجمة
دينا مصطفى
تناقلت الصحف البريطانية الجمعة (30 أكتوبر 2015)، أنباء بدء رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حملة دبلوماسية مكثَّفة لإنقاذ العلاقات الثنائية بين المملكة وبريطانيا، خاصة عقب ورود أنباء عن عزم المملكة استدعاء سفيرها في بريطانيا الأمير محمد بن نواف، مناشدًا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عدم سحب السفير.
وذكرت صحيفة "تليجراف" البريطانية أنها علمت أن الخارجية البريطانية انزعجت كثيرًا عقب علمها بأن سفير المملكة في بريطانيا الأمير محمد بن نواف يستعد لأخذ إجازة مؤقتة مفتوحة ليعود خلالها إلى المملكة؛ حيث سيتم استعراض حجم العلاقات الثنائية بين المملكة وبريطانيا وإعادة النظر فيها.
وبيَّنت الصحيفة أنه بات واضحًا أن المملكة غضبت بشدة من قيام بريطانيا بإلغاء التعاقد القائم بينهما، وتقوم بريطانيا بمقتضاه بتقديم بعض الاستشارات الأمنية لإدارة السجون السعودية، وكذا من الطريقة التي يتم بها تناول الشأن السعودي في بريطانيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن تدخل رئيس الوزراء قد يكون هدَّأ بعض الشيء في المواقف بين البلدين إلا أن السعوديين مازالوا في حاجة لضمانات.
وتحدثت الصحيفة عن الهلع الذي أصاب الحكومة البريطانية في "داوننج ستريت"، مقر الحكومة البريطانية، فور علمها بأن المملكة تدرس سحب سفيرها من بريطانيا، وتعمل على إعادة النظر في علاقتهما الثنائية، نظرًا لأهمية الدور الذي تؤديه المملكة كشريك أمني وتجاري لبريطانيا.
وأفادت الصحيفة أنها علمت أن مكتب رئيس الوزراء البريطاني قام بإرسال رسالة خاصة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، كما أنه أرسل وزير خارجيته فيليب هاموند في زيارة مفاجئة للمملكة؛ لتصحيح الأوضاع هناك، وأكدت الصحيفة أنها علمت أن ديفيد كاميرون سيقوم بزيارة المملكة نهاية العام الجاري.
ونقلت الصحيفة عن أحد الساسة البريطانيين قوله، إن فكرة عودة السفير السعودي في بريطانيا للمملكة لم تعد مطروحة بعد تدخل كاميرون الذي هدَّأ من الوضع كثيرًا؛ ولكن المملكة مازالت في حاجة لمزيد من التطمينات والتأكيدات من بريطانيا أن مثل هذا التدخل غير المقبول في شؤونها الخاصة لن يتكرر.
ولفتت الصحيفة إلى أن بريطانيا أصبحت، في هذه الايام بالذات، في حاجة ماسة للمملكة وذلك نظرًا للتحذيرات التي قدمتها هيئة الاستخبارات البريطانية m15 للحكومة بأن بريطانيا ستشهد في الفترة المقبلة الكثير من المخططات الإرهابية التي سيقوم بعض عناصر تنظيم داعش بتنفيذها على الأراضي البريطانية.
وتعتبر المملكة أهم حلفاء بريطانيا في الشرق الأوسط، ويخشى البريطانيون من أن التوتر القائم الآن في العلاقات الثنائية بين الجانبين قد يؤثر بالسلب على التعاون الأمني الكبير بين الجانبين، وتبدأ المخابرات السعودية في تقليل المعلومات الاستخباراتية التي تقدمها لبريطانيا وتساعد الأخيرة في كشف الكثير من المخططات الإرهابية التي يخطط لها تنظيم داعش على أراضيها، كما أن الأداء الاقتصادي لكبرى الشركات البريطانية وفي مقدمتها الشركات الدفاعية سيكون مهددًا كذلك.
المواضيع المتشابهه 
كاميرون يُناشد خادم الحرمين عدم سحب سفير المملكة بلندن 
العرض المتطور
