![]() |
رواية الهاربة - للكاتب كاري سوذرلاند - قصة الهاربة - كاري سوذرلاند الملخص : اب وحيد يبحث منذ سنين المرتحلة تيسا كاهيل اختارت حريتها في الاستقرار مع ماكس وينثروب لقد تعلمت من الحياة الصعبة ان التعلق بالناس وبالاماكن تجلب التعاسة. بينما كانت تجول في العالم كان هو متمسكا بجذوره فقد تزوج من صديقة تبسا الحميمة واصبح والدا فحول الوقت علاقة ماكس وتيسا الى صداقة صلبة وعميقة..... اما الان بعدما ترمل واصبح وحيدا رحب ماكس بقدرة تيسا على اسعاد ابنه رايان واضحاكه فقد اصبح يعرف تيسا جيدا ويعرف انها ستذهب في مغامرة جديدة في هذا الوقت لم يرد ماكس انتظار حلمة المستحيل. |
المقدمة احست تيسا بالنسيم الربيعي يداعب خصلات شعرها وهي تتأمل ظهر ماكس وينثرون العريض. وهو يتأمل ابنه الذي يتأرجح في الفناء الخارجي للمنزل. كتفاه العريضتان بدتا الان مرتختان تحت قميصه البولو الحمراء والبيضاء. كانت تيسا محتارة ما اذا كانت ستذهب اليه ام لا. لقد لمحت من وقت طويل ذكرياتها عن ايام الصيف التى امضياها معا قبل رحيلها الى نيويورك وقبل تعرفه على ليسلي . وكل هذه الايام كانت تفكر به كزوج صديقتها الحميمة. والان ليسلي رحلت وفي الشهرين المنصرمين التي امضتهما في جينكيز عزل ماكس نفسه عن الجميع. بعد موت ليسلي حاولت تيسا ان تقدم لعائلتها الراحة وحاولت مساعدة ماكس للاهتمام برايان بقدر ما كان يسمح لها لانه رجل متغطرس ولا يسمح لاحد تحمل مسؤولياته عنه.وكانت تتمنى لو انه يوافق على طبيع حياتها وكانت ايضا تتمنى ان يتقبل مساعدتها. قطعت المسافة بجانبه. "ماكس". حدق ماكس بابنه وقال:"رايان في الرابعة من عمره.ماذا سيفعل من دونها؟ وماذا سأفعل انا من دونها؟". لم تتمكن تيسا من الابتعاد عنه ووضعت يدها على كتفه. الدلوعة توتو "انت قوي ورايان لا يزال طفلا سيعتاد على الامر. سوف تتخطيان المحنة وتتابعن حياتكما". عندها التفت ماكس اليها وقال :"انني افتقدها." حزنه اطلق العنان لحزنها . فهي وليسلي كانتا تعتمدان على بعضهما وقد كانتا متقاربتين جدا. "وانا افتقدها." لم تعلم تيسا كيف حصل الامر. ولكن فجأة كانت بين ذراعي ماكس ومتعلقة فه ويديها تلفان رقبته احست بنبضات قلبه وقوته ومواساته واحست بشئ اخر ايضا حاولت ابعاده عن تفكيرها ولكنه عاد. ماكس بحاجة الى تشجيعها ولن تتردد لكنها بقيت من دون حراك وحاولت ان تقنع نفسها انها فقط تشعر بالوحدة والاسى وتفتقد الى اقرب شخص كان لديها في هذه الحياة. وهذه اللحظة لن تحصل بعد الان يجب ان تعود الى عملها.والمهمة التى بانتظارها في ايطاليا سوف تساعدها على الشفاء. فالسفر حول العالم جعلها تشعر انها تنتمي الى الاماكن على عكس ان تكون شخصا بلا انتماء. وماكس سيشفى ايضا.وكل ما يلزمه هو الوقت. |
الفصل الاول وقفت تيسا اسفل السلم وهي تنظر الى اعلى "ماكس" لوح خشبي صغير انزلق عن سطح الكاراج ووقع على ازهار الاقحوان .وسمعت صوت ماكس يقول "تيسا اعتقدت انك ستصلين الاسبوع القادم" "انتهيت من مهمتي وقررت انني بحاجة الى الراحة" "سأكون عندك بعد دقيقة" لم تتعود تيسا الانتظار تسلقت السلم بخفة بدون اصدرا صوت عند وصولها لاعلى السلم عندما رآها ماكس هز رأسه وابتسم بطريقة ساخرة. الدلوعة توتو "اعتقدت انني قلت لك..." "اردت ان ارى المنظر من هنا .انظر الى الالوان هذه الاشجار الاحمر والاصفر ازاء اللون الازرق للسماء. الا تتمنى ان تبقى هذه الصورة بمخيلتك للابد؟." وبدأت بتسلق المنحدر للوصول الى الحافة الناتئة لتقف بقربه. نظر ماكس اليها وقال"ربما انت معتادة على تسلق الجبال ولكن لا اريدك ان تقعي عن سطح بيتي." وكان يقصد رحلتها الاخيرة لتغطية اخبار فريق اراد تسلق جبال الافرست. "ماكس لا تقلق" ذمنذ ذلك اليوم عندما واسا بعضهما ببعضا بموت زوجته حاولت تيسا الابتعاد عن ماكس قدر الامكان ولكن ليس عن رايان فهي تحب هذا الولد وكانت تعود كل شهر ايلول"سبتمبر"منذ ولادته لجينكيز لتحتفل بعيد ميلاده . فجأة رأت حركة في الفناء. "تيسا تيسا"صرخ رايان عندما رأى حقيبتها والكمبيوتر المحمول على الارض. "انت هنا ذكرى مولدي الاسبوع المقبل ابي هل كنت تعرف انها ستصل اليوم؟" عند سماعها صوت رايان حاولت تيسا الالتفات لتنظر اليه فانزلقت رجلها وقبل ان تستطيع التنفس امسكها ماكس من خصرها. "هل بامكانك النزول عن السطح الان؟" سألها بصون منخفض ومتماسك. كانت تعلم بأنه ليس علو السطح الذي جعلها ترتجف "حسنا" ثم قالت لرايان:"سأكون عندك بعد دقيقة." رفع ماكس يده عنها وقال لها :"دعيني انزل قبلك حتى اتمكن من امساك السلم" ابتسمت لتخفي انزعاجها وقالت:"سأدع نزوتك تتحك هذه المرة" "ولن سأدفع الثمن لاحقا؟" وهو يبتسم على مضض. "في استطاعتك ان تكون واثقا من ذلك." نزل ماكس السلم وهو يفكر ان تيسا على الدوام تطالب بالانتباه فنشاطها وحيويتها جذباه اليها مرة.... قبل ان تتركه من اجل عملها وقبل ان يتعرف الى ليسلي . فقد كان دائما شاكراً زواجه وابنه... رايان. لم تنتظر تيسا ليصل ماكس الى الارض قبل ان تبدأ بالنزول فهز رأسه بسخط وكادت ان تصل امامه وبين ذراعيه قبل ان يتمكن من النزول. توقفت لتنظر اليه وقاالت:"انا بخير الآن." ارتعب لرد فعله غير المتوقعة تجاهها ووصل الى الارض وامسك السلم بيد واحدة. قالت له:"مرحبا يا حبيبي اشتقت اليك.ماذا كنت تفعل؟" "كنت عند الجيران العب مع سكيرفي. آيما تقول انها لا تستطيع رمي الكرة كما كانت تفعل من قبل .انت ستبقين لعيد ميلادي اليس كذلك؟" "بالطبع سأبقى لندخل الى المنزل حتى استطيع الاتصال بالفندق واحجز غرفة حتى لا انام بفنائكم الخارجي الليلة." "ابي لماذا لا يمكنها المكوث معنا؟ سيكون الامر ممتعا.وبما لا استطيع الذهاب معها الى بيت جدتي بعد الان..." عاد ماكس بتفكيره الى والدي ليسلي ...العائلة الوحيدة التي كانت لدى تيسا فقد انتقلوا منذ خمسة اشهر الى اريزونا ليحصل جد رايان على الراحة من التها المفاصل .لقد كرها الابتعاد عن حفيدهما ولكن عليه ورايان زيارتهما الصيف المقبل من المهم ان يبقى رايان على اتصال مع عائلته. "لا اريد ازعاج والدك" "ولكن لا يمكننا صنع الفطائر المحلاة في الصباح اذا كنت بالفندق." تابع وهو ينتحب :"ابي..." نظر ماكس الى تيسا فهي لم تبق في بيته من قبل وسيكون من السخف ان تقيم في الفندق وكانت صديقة ليسلي الحميمة فلماذا لا يمكنها البقاء اذا؟ "نحن نرحب ببقائك معنا اذا اردت تيسا" نظرت الى كومة الاحشاب على الارض وبدت لاول مرة مرتبكة. "لا اريد ازعاج السيدة كلارك" الدلوعة توتو "السيدة كلارك رحلت ببداية الصيف فأنا لا ادرب كرة السلة هذه السنة وقررنا ان نحاول تذبير امرنا لوحدنا" "ولكنك تحب ان تدرب." قالت تيسا ذلك بتعجب. منتديات ليلاس "شعرت انني ورايان بحاجة لقضاء بعد الوقت مع بعض والتدريب يأخذ الكثير من وقتي" تأملته تيسا لبرهة طويلة قبل ان تهز رأسها كأنها فهمت الامر. "اذا كان الامر لا يزعجك سأبقى." بدأ رايان بالقفز والصراخ بابتهاج ولكن بعد ان نظر ماكس الى وجه تيسا وانفها الصغير وعينيها الخضروين وشعرها الاشعت تساءل ان هو ارتكب غلطة.فتيسا بامكانها ان تكون مشاكسة ولكنه على قدرة ان يواجه الامر لبضعة ايام. تناول ماكس قميصه عن غصن شجيرة الاقحوان ولبسها وحمل حقيبة تيسا قبل ان تعترض ومن المعتاد ان تعترض فهي امرأة استقلالية ويعتقد ان الامر يعود الى جذورها فهو لا يعرف الكثير عنها فقط انها امضت معظم طفولتها في بيوت للتبني. الدلوعة توتو عندما اصبحا داخل البيت وضع المحمول خاصتها على الطاولة وعندما اراد وضع حقيبتها في غرفة النوم العلوية لاحظت تيسا ان لديه رسالة على الة الرد. منتديات ليلاس "هل انت بانتظار اتصال مهم؟لثد اعطيت رقمك الى مقدم الخدمات الطارئة حتى اتسجل بالفندق." نظر ماكس الى رايان:"اصعد واغتسل لنتناول العشاء." سأل رايان متأملا"بيتزا؟" "اذا كان الامريهم تيسا" "البيتزا شهية.."وافقت بابتسامة لانها تعلم ان رايان يفضل اكل البيتزا يوميا اذا سمح له. حمل ماكس الحقيبة:"سأضعها في غرفة الضيوف وابأمكانك الاستماع الى الاتصال ومن الممكن انه لك على كل حال وان لم يكن لك فناديني" الدلوعة توتو كبست الزر بالالة وسمعت:"سيد وينثروب انا السيدة باريت معلمة رايان ارجو ان تتصل بي"واعطت رقمها. نادت تيسا ماكس وسمع الرسالة ليسأل بعبوس:"اتساءل ما الموضوع؟"وهو يطلب الرقم سمعت تيسا جهة ماكس من الحديث وهي تراقب الدرج لقدوم رايان .رأت وجه ماكس القلق. |
"تريد السيدة باريت مقابلتي نهار الاثنين بعد المدرسة فرايان لديه بعض المشاكل وتريد ان اتدخل قبل ان يسؤ الامر" "ما هي نوع المشاكل" "اشارت الى قلة الانتباه صعوبة بالقراءة ومشكلة بانشاء صداقات" منتديات ليلاس "نه في بداية الفصل الدراسي" "انها ممتازة تيسا.وهي مع القسم منذ عشر سنوات ولا تتصل من اجل شئ تافه فلديها اهتمامات اخرى" "هل كان لدى رايان مشاكل السنة الفائتة؟" "لم انتبه للامر ولكن لا اعتقد ذلك." عرضت تيسا مرافقة ماكس حين رأت وجهه المتهجم. "سأذهب معك اذا احببت" لم تعرف كيف سيتعامل مع الامر لكنها كانت تريد مساعدته اذا سمح لها.هل هذا لانها لم تقدرعلى مساعدة ليسلي؟لا شئ منع السرطان من اخذها من بينهم. "لا اريد ان اغير في جدول اعمالك" "انني اعمل على عدة مقالات وهذا لا يمنع ان اساعدك بحل مشكلة رايان ربما سأسمع شيئا لم تسمعه انت فأنا اعرف كيف تدور الاجتماعات." منتديات ليلاس نظر اليها لحظة طويلة ليسبر غور تفكيرها. "حسنا اذا اردت الحضور فلن نزعج احدا فأنا اعرف انك تحبين رايان فهو يبدو كثير الهدوء هذه المدة ويمضي الكثير من الوقت لوحده في غرفته . ولقد حاولت ان اجعله يتكلم معي..." حاولت ان تغض النظر عن قميص ماكس المفتوح فاقتربت منه ولمست يده:"هون عليك يا ماكس اين تريدنا ان نقابلها" نظر الى يدها واجاب:"في غرفة صفها عند الساعة الرابعة." الدلوعة توتو جذبت تيسا يدها بسرعة وشعرت بالقشعريرة تسري فيها وبلحظة فهمت ما حاولت ان تفعل. مقابلة السيدة باريت ليست المشكلة ,المشكلة هو الاجتماع في مبنى المدرسة فلم تكن تفكر لو كانت.... ولن تنسحب عرضها برغم ذلك.ستكون منزعجة لبعض الوقت فالمهم هو رايانويجب ان تقوم بهذا العمل من اجله وان تدعم ماكس وبعد ذلك ستحاول مواجهة مخاوفها. |
بعد عدة ساعات انضمت تيسا الى ماكس لاقاء التحية على رايان قبل خلوده الى النوم. جلست على حافة السرير بينما كان ماكس يقرأ قصة قصة لأبنه. احصنة, قطط , وجراء ترقص مرسومة على البرادي وغطاء السرير. رايان كبر وتغير وقد لاحظت ذلك في الساعات الماضية عندما كانا يلعبان. لقد زارت جينكينز الربيع الماضي قبل انتقال والدي ليسل وقد كبر رايان من وقتها وتغيرت نفسيته ايضا فلم تتمكن من ايجاد المشكلة لكنه كان منغلقا على نفسه اكثر. منتديات ليلاس اغلق ماكس الكتاب ووضعه الى جانب السرير فاقترب رايان من والده وعانقه:"تصبح على خير يا والدي" عانق ماكس ابنه وقبله:"تصبح على خير." هذا المشهد ادمع عيني تيسا فحب ماكس لولده كان واضحا. عندمانهض ماكس وذهب باتجاه الباب تقدمت من رايان وعانقته وقبلته :"احلام سعيدة,سأراك في الصباح." "ابي هل لدينا الفراولة وكل شئ تريده تيسا؟" "اكيد لدينا." عند زيارتها الماضية كانت تضع المحلاة مع الفراولة لرايان. الفطائر كانت من الوجبات التي كانت تطهوها بانتظام . وكان دائما قادرا على اكل ثلاث قطع على الاقل ولهذه اسمته الفطائر المحلاة. ابتسمت له ولحقت بماكس الى غرفة الجلوس بالطابق السفلي. الدلوعة توتو "هل تريدين قطعة اخرى من البيتزا ؟" سألها ماكس وهو يتوجه للمطبخ. "فكرة حسنة لم يكن هناك بيتزا بالمكان الذي كنت فيه" بينما كانت تضع البيتزا لتسخن بالمايكرويف كان ماكس يحدق من النافذة في العتمة وفهمت تيسا بأنه يفكر في اجتماع نهار الاثنين مع معلمة رايان . "القلق لن يفيد بشئ" التفت اليها وقال:"هذا ما يفعله الاهل وعندما لا يكون موجودا الا والد واحد ....." "انت تبلي بلاء جيدا بعملك" "كما يظهر بوضوح لا اعتقد ذلك." ورفع قطع البيتزا الى الطاولة وسكبت تيسا قدحين من القهوة قبل ان تجلس بجانبه. "ما هو المخطط لنهار الغد؟" منتديات ليلاس "في بعض الاوقات نذهب لنتزلحق على الزلجة ذات العجلات على الحلبة" "هذا شئ مسلي" قالت وهي تقضم البيتزا لتسيل الجبنة على ذقنها مسحه ماكس باصبعه فشعرت بوخز خفيف يصعد الى رأسها وبدت ان السنين التسع من فرافهما اختفت. استراح ماكس في كرسيه ومسح اصبعه بالفوطة كما يفعل عادة مع رايان "لم تزاولي التزلج من وقت طويل؟" الدلوعة توتو "اعتقد من ايام الجامعة حين ذهبت انا وليسلي مع مجموعة من الاصدقاء". "من الصعب ان اتخيل انكما كنتما رفيقتين بالحجرة وصديقتين حميمتين , فأنتما مختلفتان بالاطباع ".كانت ليسلي تشبه الحرير والعطر وتيسا كانت تشبه الجينز والقطن والهواء العليل. انهت تيسا قطعة البيتزا بسرعة وغسلت فنجان القهوة قبل ان تتكلم :"سأتوجه الى النوم والا فان رايان لن يحصل على الفطائر المحلاة قبل الظهر." نهض ماكس وقال:"يجب ان نحضر السرير فهو بدون اغطية." "لتوفر عن نفسك اشغال اضافية" قالت ذلك وهو تبتسم هز كتفيه ليجيب:"نزعت السيدة كلارك الاغطية قبل ان تغادر ولم ازعج نفسي بترتيبه,ولم افكر بقدومك." "يبدو بقائي معكم غير مألوف." قالت تيسا وهي تفكر ربما بقاءها معهم غير شعورها اتجاه ماكس . منتديات ليلاس هز رأسه ولكنه لم يرد عليها كي لا تعرف شعوره وهذا ليس بغريب عن ماكس فهو لا يعبر عن شعوره الا عندما يكون الامر يتعلق برايان. سحب ماكس الاغطية من الخزانة ولحق بتيسا الى الغرفة .الستائر مزينة بالزهور وباللون الخوخي تغطي النوافذ وتتناسق مع غطاء السرير. كانت ليسلي تحب مزج وتناغم الالوان وكانت تفضل وتحب اختيار الزهور وكانت مفروشات المنزل وكانت تفضل وتحب اختيار الزهور وكانت مفروشات المنزل والستائر مرسومة بنوع او باخر من الزهور. ولكن تيسا تفضل الاشكال المخططة والاوان الواضحة.وعند دخوله الى الغرفة احست تيسا بتضاءل حجم الغرفة. عندما تقابلا لاول مرة رأت لاعب كرة السلة السابق الوسيم والذي كان يعرف ما يريد من الحياة ,مركز مدرب ,منزل,زوجة,واولادواستقرار منزلي لم تفهم معناه تيسا والان رأت الرجل القوي وقوته تأتي من ايمانه الراسخ وحشمته ومحبته.... رجل يحب ابنه ولا يزال يؤمن بالقيم التقليدية. الدلوعة توتو كانت تيسا تعلم انها قوية وكان يجب ان تكون قوية وهي تنتقل من بيت للتبني الى اخر ولكن التقاليد لا تعنيها وكيف يجب ان تعني لها عندما لم تشعر بالانتماء الى اي مكان. فرش ماكس الغطاء على الفراش وامسكت تيسا بالطرف الاخر. نظرت تيسا الى اسفل وشدت زاوية الغطاء .عندما انحنت تدلى من رقبتها خاتما معلقا في سلسالها. سألها ماكس:"هل هذا من شخص مميز؟" بطريقة آلية غطت الخاتم بيدها واجابت :"غير ما تعنيه." ورفعت يدها عن الخاتم لتتركه يتدلى. توقف ماكس امامها ورفع الخاتم المرصع بحجر الاوبال. منتديات ليلاس "ماذا اعني؟فأنا لا اتذكر هذا الخاتم من قبل." "كان لامي .ألبسه عندما اسافر واكون وحيدة." "لم افكر من قبل انك من النوع العاطفي." لم تعرف بما تجاوب لذا قالت :"انه كل ما لدي منها وضعته بأصبعي يوم تخلت فيه عني" امتلأت عيناه بالشفقة وقال:"لم تخبريني بهذا من قبل ولكنني ظننت انها تخلت عنك عندما كنت طفلة كم كان عمرك" شفقته افقدتها رباطة جأشها فقالت:"ست سنوات .ولقد تخلت عني طفلة ليرعاني احدهم" وسمع نبرة الوحدة بصوتها واعتقدت انها تخلت عن ذلك الشعور منذ زمن طويل . تردد لبرهة قبل ان يسألها:"وهل بحثت عن امك." "عندما حصلت على اول عمل لي بنيويورك وكنت قادرة ان استخدم محققاً خاصاً." تذكرت تيسا خيبتها وألمها وغضبها عندما سلمها الرجل المعلومات التي ارادت. الدلوعة توتو "لقد ماتت من التهاب رئوي قبل خمس سنوات بملجأ للنساء واعتقد انها لم تقدر بأن تستعيد حياتها." "انا متأسف لقد كانت صدمة لك" "اجل واعتقد دوما انه في يوم من الايام سألتقي بأمي.... نوع من الاستقرار النفسي ويبدو انه لن يحصل على الاقل عرفت انها لم تكن تقدر على الاعتناء بي ولم يكن بمقدورها استرجاعي حتى ولو ارادت." "اعتقد انها كانت تريد ذلك" |
سألت تيسا نفسها هذا السؤال كل عمرها وتمنت ان يكون صحيحاً. "إذن لماذا تقومين انت بهذا الامر؟" "اقوم بماذا؟" "القفز من مكان لاخرز فأنت تريدين البقاء في لندن بنقطة الانطلاق ولكنك لا تبقين الا لعدة اسابيع او اقل في كل مرة.فأنت تنتقلين كثيراً في حياتك فلماذا لا تثبتين قدميك في مكان ما؟." يمكنها ان تقول له بأنها لا تعرف الى اين تنتمي وبامكانها ان تقول له انها خائفة من البقاء بمكان واحد لانها خذلت من قبل كثيرين في حياتها حتى ليسلي ولكنها لم تفعل لانها قررت من وقت طويل ان لا تسمح لنفسها الشعور بالشفقة على حالها فهي سيدة نفسها وبامكانها صنع حياتها بالطريقة التي تريد. الدلوعة توتو "عندما كنت طفلة يا ماكس لم يكن لدي حق الاختيار . فأمي اختارت لي وكذلك قسم الخدمات الانسانية كل مرة عندما لم يعرفوا ماذا يفعلون بي وعندما تخرجت قررت ان اذهب الى المكان الذي اختاره انا واكون بالمكان الذي اختاره انا." قال بفظاظة:"لقد اوضحت هذا الامر لي عندما تخليت عني بعد ان قضينا الصيف معا." لم يناقشا الامر من قبل.تعرف ماكس على ليسلي واحبها بعمق وكانت تيسا متأكدة من ذلك مع ماكس وجدت ليسلي موهبتها وعملها كزوجةوام وتيسا.... كانت تيسا تعرف نفسها جيدا فهي بحاجة الى حرية الاختيار وحرية المكان والحرية لتكبر وكل ذلك بشروطها هي لانها كانت سجينة النظام لوقت طويل ولم تستاء من زواج ليسلي وماكس. ولكن وجودها هنا الان مع ماكس وفي بيته حركت مشاعر اعتقدت انها اختفت.بطريقة ما بحياتها لا تختلف عما كانت عليه منذ تسع سنوات .فهي لا تزال بحاجة لعملها فهو قوتها بالحياة. رفعت الخاتم واخفته داخل قميصها كان ماكس يراقب حركتها,حين نظرت اليه عرفت ان عاطفتها نحوه لم تتغير واحست انه يشعر بذلك ايضا. عملت تيسا بالمطبخ نهارالاثنينبعد الظهر وهي تغني مع الراديو.لم تكن تكره الطهو ولكنها ليست معتادة على ذلك .فعادة تأكل اشياء سريعة التحضير مثل السلطة او تحضر معها الاكل الجاهز ولكنها كانت تعرف كيفية تحضير وجبات صحية ولا داعي ان يقلق ماكس.حتى كان يقترب منها او يضحكان معا كما فعلا بالامس عندما كانا بحلقة التزلج قد جعلها تحسب بانها قليلة الخبرة غير لبقة ويفقدها شجاعتها .هذا ليس بمهم فهي سترحل بعد اسبوع. وضعت تيسا قطعة اللحم بالفرن ولفت البطاطا بورق الالمينيوم وكانت تقطع السلطة عندما رن جرس الهاتف. "الو" سمعت صوت امرأة عجوز:"هذه ايما ووفري جارتكم وماكس دائما يقول لي اذا احتجت لشئ ان اتصل...." كانت تيسا تعرف جارة ماكس فقد كانت تكلمها عندما تزور ليسلي ورأت ايما تمشي مع كلبها سكروفي البارحة وتكلمت معها. "بالطبع ايما هل يمكنني مساعدتك؟" "لقد وقعت وتأذيت واعتقد انني كسرت يدي لم اتمكن من الوصول الى ابنتي اذا كان بامكانك توصيلي الى الطوارئ...." "سأكون عندك."قالت تيسا بسرعة وهي تنظر الى ساعتها فبامكانها الوصول الى المستشفى والعودة وان تكون على الوقت للاجتماع في المدرسة مع ماكس.انها اكيدة من ذلك. نهاية الفصل الاول |
الفصل االثاني رفعت تيسا شعرها عن وجهها بعد توقيفها السيارة بموقف المدرسة . من حسن الحظ انها لم تعلق بزحمة سير ومع ذلك فهي متأخرة عشرين دقيقة عن الموعد. فالطوارئ كانت مزدحمة وايما لم تدخل الى غرفة التصوير بعد ولكن ابنتها وصلت اخيرا. اسرعت تيسا بخطواتها على طريق المدرسة وعندما وصلت فتحت الباب الزجاجي وشعرت انها طفلة من جديد. بضع خطوات داخل الردهة كانت كفيلة ان تجعلها ترتعش. بعد دوام المدرسة كان السكون غير طبيعي. كانت اروقة المدرسة مليئة بالظلال.وبالرغم من وجود بعض الاعمال الفنية المعلقة على الواح مزينة بالاوان الخريفية لم تتذكر الضحك والنجاحات الاكاديمية بل تذكرت استهزاءات الاطفال الذين يرتدون ثيابا اجمل من ثيابها والاصوات الحادة التي حددت قدرها.فهي جلست في ممر شبيه بهذا بعد يوم مدرسي في الصف الاول عندما كان الناظر يتصل بأمها او حاول ان يتصل بها لم تعرف تيسا الطريقة لتخبره انها كانت وامها تعيشان في السيارة منذ اسبوع. لم تستطع السلطات ان تجد امها.وتيسا لم تعرف ابيها.فالجرس كان الوسيلة الوحيدة التي تذكرها بالعائلة التي لم تعرفها وموظفو الشؤون الاجتماعية كانوا يذكرونها دائما ان امها تحبها كثيرا لدرجة انها تخلت عنها من اجل ان تحصل على حياة افضل. وكانت تيسا تفضل ان تصدق كلامهم. فهذه هي الطريقة الوحيدة لتنجو من المأوى ومن منازل الاهل بالرعاية التي عاشت عندهم خلال فترة مراهقتها. اسرعت نحو صف رايان محاولة إزالة الذكريات المؤلمة وكان ماكس قد اعطاها الارشادات لتصل الى الغرفة وقف هناك الان امام الباب ويداه متشابكتان على صدره ويعلو وجهه العبوس الشديد لدرجة ان جعلها تفكر بالعودة الى ايما. "اين كنت" سألها بصوت خافت. وقبل ان تجاوب تابع "عرفت اي ساعة نقابل فيها السيدة باريت" وتنقلت نظراته بين قميصها وسروالها الجينز وشعرها المجعد"او طرأ عليك امر اهم؟" كانت على وشك ان تخبره السبب لكنه ادانها قبل ان يحاكمها سألته فجأة "هل بدأت؟" "كلا فأنت قلت انك تريدين ان تكوني موجودة . والسيدة باريت كانت كريمة كفاية بانتظارها لكن...." "اذا دعنا لا نؤخرها اكثر"اقترحت تيسا ودخلت وماكس الى الصف. تبعها لكنه حملق بها وهي تعرف بنفسها امام السيدة باريت وجلس في احدى الكراسي الموضوعة امام طاولتها. بدأت تجول بنظرها في الغرفة من دون ان تنخرط بالمحيط الموجودة بها. المعلمة الاربعينية ابتسمت بطريقة لطيفة وقالت "السيد وينثروب قال لي انك صديقة مقربة للعائلة." "اجل هذا صحيح . بماذا يمكنني مساعدة رايان؟" "لقد سألني السيد وينثروب الؤال ذاته وقد قال ايضا انه حاول التواصل مع رايان وانا ايضا حاولت لاتمكن من معرفة ما يشغل باله" لاحظت تيسا ان ماكس يراقبها تململها بعبوس فأجبرت نفسها ان تتحرر من توترها العصبي وسألت المعلمة"هل تعتقدين ان هذه مشكلة بالتعلم؟" اجابت السيدة باريت"يمكننا امتحانه لمعرفة اذا كان عاجزا عن التعلم فأحيانا يكون عمله متوسطا واحيانا اخرى يركز اهتمامه ولكنه يبدوو مشتت التفكير اكثر من اي وقت اخر." انسجمت تيسا مع السيدة باريت وما تقوله ونسيت مكان وجودها. قالت تيسا:" لا افهم ." "بعض الاولاد يقعون بالفوضى بسهولة ربما يشاهدون فيلما ويرتعبون منه ويبقون مرتعبين ولا يقدروا ان يناموا ليلا لاكثر من سنة حتى يتخبطوا خوفهم ." تيس تتفهم الخوف الطفولي..... والكوابيس. "وانت تعتقدين ان الامر نفسه مع رايان ؟" "لا اعرف .ولكن رايان فقد والدته ومن الممكن ان انواعا عديدة من المخاوف تزعجه." فسرت لتيسا "السيد وينثروب تكلم مع رايان عن امه عن مكان وجودها وبدا رايان انه تفهم الامر ولكن لا احد يدري ما يدور بفكر الطفل." "اذا ماذا بامكاننا ان نعمل من اجله." نظرت اليدة باريت الى المعلومات امامها للحظة وقالت :"بامكاننا ادخال مستشار المدرسة الى هذه المشكلة لكني اعتقد بأن رايان لن يكون منفتحا معها اكثر مما هو معنا . فهو يريد شخصا قريبا منه ويعرفه من قبل."وهي تنظر اليهما. قال ماكس عابسا:"كما افهم ليس انا." "نحن اساتذة سيد وينثروب ونحن نعلم ان احد الوالدين قد يكون سبب المشكلة. اخبرني كم مرة كان الصبيان في الفريق او تلاميذك بالصف كانوا صادقين معك؟" فكر ماكس وهز رأسه وقال:"انت على حق . يقولون لي اشياء لا يقولونها لاهلهم ومع ذلك اريد ان اكون الشخص الذي يثق به رايان." "يمكنك ان تدعمه وان تكون بجانبه عندما يرير مساعدتك . انسة كاهيل كما افهم انت تدخلين وتخرجين من حياة رايان وبالنسبة له انت صديقة مفضلة." "نعم. وبعض الزيارات تكون اطول من غيرها." "لا اعرف كم يسمح لك وقتك ان تبقي مع رايان هذه المرة وربما بامكانك ان تشجعيه ليخبرك ماذا يحصل معه بالمدرسة . وبماذا يحس ربما قد يساعدنا ويعطينا الحل لما يجري بداخل تفكيره." "طبعا سأحاول وكنت اتمنى فعل اكثر من هذا" قالت تيسا ذلك وشعرت بنظرات ماكس تحدق بها. "ربما هذه غلطتي لانني لم اجد امرأة تقف الى جانبه." كان يتحمل اسباب كل المشكلة وتمنت تيسا لو بامكانها ان تضع ذراعيهاحوله وتعطيه عناقا هو بحاجة ماسة اليه وان تقول له ان هذه المشكلة ليست بسببه:"اعتقد انه يجب ان تكون مناسبة يا ماكس." "لم ارد ان يكون احد بقرب رايان لا يستوفي الشروط المطلوبة." "لم اقصد ذلك على الاطلاق والا يمكنك مصادقة الشخص المناسب لك وتطلب من رايان ان يتوافق معها." "انت تعرفينني اكثر من ذلك ولم ارد استعراض النساء داخل منزلي." كان لا يزال منزعجا من تأخيرها وهي لم تساعد في حل الامور . نظرت الى السيدة باريت وكانت المرأة تتأملها وشعرت تيسا بالاحراج. "سيد رايان ليس هناك من جواب فقط استمع لرايان بانتباه ودعه يتوسع بكل ما يخبرك اياه." سأل ماكس"وماذا عن عدم المصادقة مع زملائه؟" وافقت معه تيسا وقالت:"بحلبة التزلج اراد البقاء معنا ولم يرد ان يتزلج مع الاولاد الذين يعرفهم فهل هذا طبيعي؟" "ربما يشعر بالامان معكما . شجعاه ليلعب مع اترابه يمكن دعوة عدد من رفاقه في الصف الى المنزل ربما عندما يكون في منزله يساعد ذلك في الشعور بالثقة بالنفس وسيتعامل معهم." عندما انتهى الاجتماع عاد محيط تيسا يغلق عليها الاجواء وحاولت قدر المستطاع تجاهل رائحة المدرسة من الشمع والطبشور ورؤية الشبابيك المكسوة بالجليد لحفظها من الفساد والكتب المكدسة على الطاولة خارج الصف وهي تحاول ان تلحق بخطوات ماكس. وعوضا عن ذلك حاولت التركيز على رايان ومشاكله ربما تصبح اكثر جدية اذا لم يتم التعامل معها الان. هل سيتغيرالوضع اذا بقيت بجينكيز اكثر من اسبوع؟ عندما وصلا الى موقف السيارات وقفت بقرب سيارة ماكس وقالت :"انا متأسفة على تأخري وانت تعلم انني لن افوت هذا الاجتماع." "هل اعرف ذلك؟كان بامكانك ان تتلقي اتصالا هاتفيا وتسافرين الى تيمبوكتو." |
تراجعت الى الخلف وقالت :"لا يمكن ان افعل ذلك لرايان." "انا لست اكيدا من اولوياتك." "احب رايان واريد مساعدته." تأمل ماكس وجهها وهو يحدق بعينيها. فتغيرت نظرته وتسألت بما يفكر. "انت لا تصدقني؟" "اصدق انك لا تريدين المسعدة ولا اعرف اذا كان بامكانك ذلك لان العهود ليست من طباعك." الضربة كانت سريعة وغير منتظرة واوجعتها فابتعدت تيسا عن ماكس وتوجهت نحو سيارتها وسمعته ينادي على اسمها ولكنها اغلقت الباب وادارت مفتاح السيارة وتركت موقف السيارات بدون ان تنظر الى ورائها. تلاشى الالم تدريجيا وكانت مسرورة بأم ماكس سيتأخر بالوصول لانه سيمر ليأتي برايان من عند الجليسة . ربما بامكانه الحضور المنزل في المدة القصيرة التي ستبقى فيها...... اذا سمح له ماكس. استقبلتها رائحة اللحم والبطاطا المشوية ولكنها لم تنتهي من اعداد السلطة ولا تزال الخضار منتشرة على الطاولة. شاكرة بان لديها بضع دقائق وحيدة غسلت يديها واعدت الطاولة وانهت السلطة قبل وصول ماكس ورايان. دخل رايان راكضا قبل ماكس متوجها نحو تيسا وهويبتسم وقال :"والدي سألني ماذا اريد ان افعل نهار عيد ميلادي. هل بامكاننا الذهب للتخييم؟" "نخيم؟ تبدو فكرة جيدة لو عرفت لجلبت معي خيمتي وكيس نومي." "لديك خيمة؟" "نعم احيانا لا يوجد فنادق في الاماكن التي اذهب اليها هل لديك عدة التخييم؟" "لقد حصلت عليها من اجل الكشافة اليس كذلك والدي؟ ولكنني لم استعملها بالخارج بعد فقط في غرفة الجلوس .اوه...سيكون هذا ممتعا." "اليس هناك اي مشكلة ببقائك نهار الاثنين؟" الغضب الذي في عينيه في المدرسة خف ولكنها لم ترد ان تقترح ببقائه مدة اطول بوجود رايان في الغرفة وخاصة بعد ما قاله لها ماكس"لا ليس هناك مشكلة." اخرجت تيسا اللحم من الفرن ووضعته على الطاولة وعندما نزعت الغطاء ملأت الرائحة الغرفة. تبادل ماكس ورايان نظرات التعجب. قال رايان:"الرائحة اشهى من شواء السيدة كلارك." هزت تيسا كتفيها وقالت:"انها فقط قطعة من اللحم المشوي لم احاول صنع الصلصة ولكن اذا اردتم فسأحاول." تنحنح ماكس وقال:"لم اعرف انه بامكانك الطهو غير الفطائر." "لم اقل من قبل انه لا يمكنني الطهو ولكن لم يكن يوجد عندي وقت من قبل وبامكاني القراءة كما تعلمت بعض الاشياء من ليسلي. هل لديك سكين للتقطيع؟" كان ماكس يفتح الجارور عندما سمعوا قرعا على الباب.ففتحت تيسا الباب ووجدت ايما عند البابويدها بالجفصين وسلة على الارض بقربها تحوي على قالب من التارت الشهي. "هذا لك يا عزيزتي فليس بامكاني حمل السلة وقرع الباب بالوقت نفسه." رفعت تيسا السلة عن الارض وقالت :"هذه التارت تبدو شهية." "جئت لاشكرك لانك اوصلتني الى المستشفى." "المستشفى؟" سأل ماكس وهو ينظر الى ايما "لقد وقعت." اجابته ايما" وكانت رايت تيسا داخلة باكياس المشتريات هذا الصباح فطلبتها على الهاتف وارجو ان لا تكوني تأخرت على موعدك." "ليس كثيرا اعتقدت ان قالب التارات للاحتفال." "لقد صنعت خمسة ولن يفتقدوا واحدة منهم استمتعوا بها." "الا يجب عليك ان تستريحي ؟هل ابنتك معك؟" "انها بانتظاري لاعود وعلى الارجح بانتظاري على الشرفة فلقد دعتني عجوز عنيدة قبل مغادرتي ولن اعترف بذلك على كل حال لانني خائفة من كلمة عجوز ولهذا اردت الذهاب الى المستشفى هذا الصباح ولم اكسر يدي ولكن يجب ان اضع الجص لعدة ايام. استمتعي بالتارت زسوف تكون اشهى اذا اضفت البوظة عليها" وبعد ان شكرت ايما تيسا مرة اخرى ودعتهما وتركت تيسا وماكس يراقبانها حتى وصلت الى شرفتها. عندها ماكس قال لرايان:" لماذا لا تضع اغراضك في غرفتك وتتحضر للعشاء وسنناقش ما تريد من عدة التخييم على العشاء" اخرج ماكس التارت من السلة ووضعها على الطاولة. "اولا اريد ان اشكرك لتحضيرك العشاء كنت سأصنع رغيفا من اللحم عند عودتنا الى البيت" اغلقت تيسا الباب وقلبها يخفق بسرعة من دون ان تدري لماذا "لقد قال رايان بالامس بأنه مل اكل رغيف اللحم" خلع ماكس جاكيت بدلته وعلقها على الكرسي وابتسم لها ابتسامته المعهودة التي اثلجت قلبها. "انا متأسف لما بدر مني في موقف السيارات فلقد تخظيت حدودي" "انت تعتقد انك تعرفني ماكس ولكنك تجهلني." "اعرف انك رحلت عندما دعوتك للبقاء" "كان علي الرحيل" "وهذا ما قلته حينذالك" تابع وهو يتنهد"ولكن من الماضي" واشار الى الطاولة والتارت"لم لم تخبريني عن ايما؟" "هل منتحتني الفرصة؟" "ربما لا ليس عند وصولك ولكن كان بامكانك اخباري بعد ذلك" كان قرب ماكس منها في المطبخ يعكر تفكيرها وقالت له :"بصراحة انت اعتقدت انني لن احضر؟" وكان عدم رده الجواب الكافي لها فسوء التفاهم شئ ولكن قلة الثقة شئ اخر واحست انها تريد البكاء مرة اخرى. |
لماذا هو الوحيد الذي لديه القدرة لتحريك هذه المشاعر فيها؟لا احد غيره يستطيع ذلك . "انت تأتين وتذهبين كما تريدين تيسا. انا اعرف انك لست معتادة على التقيد وعلى المسؤوليات." ووضعت يديها على خصرها بغضب لانه تجرأ على الحكم عليها. "هل تتذكر اي مرة خذلت فيها ليسلي ؟او خذلتك انت او رايان؟" "كانت تتمنى ان تكتبي او تتصلي اكثر ." "سألته بتحد :"حدد" "تأخرت بالمجئ عند ولادة رايان." ارتفعت يدها بالهواء وقالت:"طائرتي ماذا كان بامكاني ان افعل؟استعمل جوانحي واتخلى عن جوانح الطائرة؟" انخفض صوت ماكس وهو يجيب :" كان بامكانك القدوم قبل يوم." "كان علي ان انهي مهمتي." فك ربطة عنقه وهو يقول :"هذا ما عنيته عندك اولوياتك." "ومهنتك اليست من اولوياتك؟" سألته هي لم تعد خائفة من جرح احاسيس ليسلي فيجب ان توضح الامور. الدلوعة توتو "انا متأكدة انك تذهب الى المدرسة باكرا وتترك عندما تنتهي من اعمالك. ولاني اختار مهماتي واتحكم بساعات عملي هذا لا يعني انني لست مسؤولة من قبل احد, فعندي وقت محدد لانهي عملي ووقت محدد لتسليم مقالتي لرئيس التحرير ليوافق عليها. واذا لم اسلم عملي في الوقت المحدد فلن يعود لدي عمل, فأنا لا اتمتع بنزهة بالسيارة وخاصة من حيث اللامبالاة بالنفقات لانني لم اولد غنية فأنا بحاجة الى العمل مثلك." "ربما نظرتي الى عملك كعطلة طويلة فنحن لم نناقش الامر من قبل." هي وماكس لم يتداولا اي نقاش طوال التسع سنوات الماضية حتى عندما كانت ليسلي مريضة,فقد ثابرا على الاحاديث السطحية والمواضيع التي لا جدال فيها. ولا تعرف اذا كان هذا النقاش سيسبب الجدل او لا. "ماكس اتريدني ان ابقى اكثر من اسبوع؟فليس هناك ما يمنعني من البقاء عدة اسابيع اذا كان هذذا يساعد رايان. لدي فقط مؤتمر اقتصادي في أوسلو يجب ان اغطيه بإمكاني البقاء حتى ذلك الوقت." "بإمكانك فعل ذلك" "نعم ,وسأفتش عن غرفة......." "لا لا .بإمكانك البقاء هنا." قال ماكس قاطعا "هل انت متأكد انك لن تنزعج؟" "وكيف انزعج؟فأنت تساعدين ابني. هل رأيت تلك الابتسامة العريضة على وجهه عندما قبلت ان نذهب لنخيم؟فأنا لم أرى تلك الابتسامة منذ وقت طويل." كان ماكس مسرورا من اجل رايان وهذا لم يشعرها انه مرحب بها من قبل ماكس والسؤال هو...... لماذا يهتم لذلك؟ ذهبت الى الفرن ورفعت صحن البطاطا ثم قالت:"من المستحسن ان نبدأ بالطعام قبل ان يبرد...." لم يبدأ ماكس بتقطيع اللحم بل رفع رأسه وتأمل تيسا. "كنت لطيفة بمساعدتك لايما." "لم افعل ذلك لاكون لطيفة." ابتسم ابتسامة غامضة وسألها:"ولماذا فعلت ذلك؟" كان يحاول ان يرى ما بداخل قلبها وربما روحها واحست بأنها عرضة للانتقاد ولم تحب هذا الشعور. "كانت بحاجة للمساعدة وساعدت. وانتهى." انحنى ماكس الى الامام ورفع خصلة من شعرها عن وجهها ومرر اصبعه على خدها فأحست بعاصفة من الاحاسيس داخلها. منتديات ليلاس "سيدة صعبة المراس" ولكنه لم يقل اذا كان يصدق ذلك.وكانت لمسته تسحرها وشعرت انه يجب عليها التحرك او على الاقل الابتعاد ولكنها كانت جامدة مكانها. "انا متأسف تيسا.انا متأسف لانني اخطأت بالحكم عليكومتأسف لانني ذكرت الماضي." تابع ماكس وهو يشير الى المطبخ:"واعدك من اجل مساعدتك بالطعام ولموافقتك على الذهاب للتخييم ان نذهب لتناول العشاء في يوم من ايام الاسبوع المقبل." ارادت ان تلقي برأسها على كتفه وان تشعر بذراعيه حولها ولكنه كان شعورا خاطئاً فالتقرب من ماكس كان خطأ ومحاولة تفهمه لم تريحها. فابتعدت عن لمسته قالت:"وهل تعتقد انني سأطهو الطعام كل ليلة؟" "الن تفعلي" "من المستحيل يا صديقي سأطهو عندما انا اريد ذلك ولكن لا تتوقع ذلك كل يوم." "لن احاول" قال ذلك وهو يبتسم لكنه كان يتوقع من ليسلي.فكرت تيسا بواقعية وكل مرة ينظر اليها كانت تتساءل ان كان يقارنها مع صديقتها الحميمة ولم ترتاح للفكرة ولم تحبها على الاطلاق. * * * * * |
"انظر يا والدي ... تيسا اعدت خيمتها قبلنا." نادى رايان ماكس وهو يرفعون الخيم بالمخيم ليلة الجمعة. وافقت تيسا ان يذهبوا الى منتزه الولاية تلك الليلة حتى يكون لديهم كامل نهار الغد. "رايان لما لا تذهب وتجمع الاخشاب للنار فيما والدك سينهي نصب الخيمة." قال ماكس:"انا سأذهب فأنت لا تعلمين ما قد يكون يجول حولنا؟" نظرت اليه نظرة تحد وقالت:"لا شئ ضخم,فهذه المنطقة ليست مخططة بالرمادي." "من الاحسن اذا انا ذهبت.ربما بامكانك مساعدة رايان في الانتهاء من اعداد الخيمة. واذا يمكنك احضار الفراش الهوائية من السيارة." "هل هناك تعليمات اخرى,حضرة الرقيب؟" وهي تبتسم له بوقاحة. "فقط لا تدعي الخيمة تنهار عند غيابي." اقترب رايان من والده وسأله:"لن تضيع اليس كذلك ؟" لا يا صديقي فأنا عندي احساسجيد للطرقات وبالوقت الذي تنتهي انت وتيسا من تحضير الخيمة للنوم اكون قد عدت." كان ماكس يفكر بالماضي وهو يجمع الاخشاب للنار معظم الوقت حاولت تيسا تجنبه لم يكن متأكداً لماذا ولم يعرف لماذا يزعجه هذا الامر ولماذا يلاحظ لمعان شعرها او الحزن بعينيها الخضراوين التي تحاول اخفاءه.هناك شئ يرير قوله لها بما انها ستبقى ولا يعرف كيف ستتقبل الامر. ولكن سلامة رايان بالمرتبة الاولى وهذا يجب ان يتكلم فيه. عندما عاد ماكس الى المخيم مع الاخصان جهز النار المكان المخصص له ووقفت تيسا مع رايان ليتأملاه حتى قال لرايان:"الملاعق بالسيارة في الخلف بقرب صنارة الصيد هل بامكانك احضارها." عند ابتعاد رايان قال ماكس:"تيسا بما انك ستبقين ارجو ان تفكري قبل ان تقترحي اي شئ لرايان . بعد هبوط الليل لا اريده ان يكون في الغابة." "ولكنه سيكون برفقتي." "هذا لا يهم" "يجب ان تهتم.انا خيمت بصحراء الموجافي.ماذا عنك؟" "لا .فهذا ليس على دفتر مواعيدي في القريب لهذه السنة." حاول اعطاء النقاش بعض الخفة والفكاهة ولكنه لم يستطع. بدلا من ذلك ابتعدت عنه وسألته:"انت لا تثق بي اليس كذلك؟" حاول ان يكون ناعما بإجابته عندما قال:"انا لا اعني انك لا تحبينه او تهتمين لاجله ولكن من الممكن ان لا تكوني حذرة مثل امه." "ربما حذرك هذا يشعره بالاختناق." سألها وهو يتأملها:"هل تعلميني كيف اربي ابني؟" اجابت:"انا اقترح ان تعطيه مساحة ليتنفس فالتعلق به يشدة سئ كعدم التعلق مطلقاً." "هل هذا هو؟" صرخ رايان وهو يحمل ملعقة طويلة. توجهت نحو السيارة قائلة:"سأحضر ستراتنا بدأ الطقس يبرد." فكر ماكس وهي تبتعد انه مهما حاول ان يصلح الامور فقد كان يخرجها .لم يكن يعرف ما كان يزعجه اكثر في تيسا. انها لم تكن بحاجة اليه,او كان يتمنى ذلك. منتديات ليلاس لسلي كانت تعود اليه للحصول على نصيحة منه من اجل الدعم النفسي والمعنوي. رمى بضعة اغصان في النار من دون ان يعلم لماذا كان يفعل هذه المقارنة. ساعدت تيسا رايان في ارتداء سترته,مغلقة إياها حتى ذقنه. علاقتها برايان ممتازة كأن جزءاً منها مازال طفلا صغيراً. هذا الجانب منها لم يفهمه ماكس هل كانت المرأة المستقلة التي لا تحتاج احداً؟ ام كانت تدعي ذلك بطريقة دفاعية؟ بعد العشاء ,جلس ماكس في كرسيه ووضع رجليه امام النار المشتعلة. ضحكت تيساورايان بسبب ذوبان حلوى الخطمي المشوية في فمهما . والرغوة البيضاء علقت على شفتي تيسا. فاندفع ماكس الى الامام ومسحها عن فمها.شئ ما اوحى له انها لم تكن فكرة سديدة. اعطاها محرمة:" هل تحتاجين الى هذه؟" "ليس بحجم حاجتي الى الحمام." ولوحت بأصابعها الدبقة ووضعت إحداها على خده الايمن,في حين تعلو وجهها بسمة شريرة. "تبدو رائعة يا ابي" انتقد رايان البقعة الدبقة على خده . امسك ماكس معصم تيسا قبل ان تضع اصبعها على الخد الاخر."هل تبحثين عن مشاكل." كانت ضحكتها ماكرة وهي تجيب:"اعتقدت انك بحاجة الى خدين مطابقين." بدا معصمها ضعيفانظرا لقوة اصابعه فتركها بعد ان اطلقت صرخة قوية."اريدك ان تتصرفي كراشدة." "هل هذا لا يعني انه لا نستطيع ان نمرح؟"سألت بنظرة براقة وبصوت جدي. تمتم ماكس :"ربما نسيت كيف اتسلى." "لديك حلوى اخرى على شوكتك يا ريان .احضرها الى هنا." "تيسا...." حذرها ماكس, بالرغم من انبهاره من جرأتها. احضر رايان الشوكة بحذر كي لا تقع الحلوى,في حين كانت تيسا تنظر الى ماكس."انت تظن انه امر سهل .نريدك ان تأكل هذه الحلوى من دون ان تتسخ." نظر ماكس الى وجه رايان العابس ,والى التحدي بنظرة تيسا,وقرر لا بأس ان جعل نفسه احمقاً. اخذت تيسا الحلوى من الشوكة وقالت:"افتح فمك". "لا استطيع مقاومة اي تحد." تمتم وهو يفتح فمه. ووضعت الحلوى داخل فمه,احست شفتاه بنعومة اصابعها و كاد ينسى الحلوى . عاد يذكر نفسه ان هذه لعبة مد يده وقال هل رأيتم ؟لم اوسخ نفسي يجب ان افسر لكم الدرس." احمرت وجنتاا تيسا وقدمت له كيس الحلوى "هذا لان فمك اكبر من فمنا. هل تريد واحدة اخرى؟" فضحك ماكس ومسح فمه بالمنشفة"اعتق بأننا تناولنا الكثير من االسكر لليلة واحدة .لنتحضر للنوم يا صديقي فلدينا الكثير من المشاريع للغد." سألها رايان:"ستذهبين معنا للصيد في الغد اليس كذلك تيسا؟" "بالتأكيدالا إذا اغرقت المركب." فكرة تيسا مبتلة وثيابها ملتصقة الى جسمها اسرعت نبض قلب ماكس. لماذا يحصل هذا الان؟بعد كل هذه السنوات؟ وهو ليس اكيد مما يحصل فيجب ان يكون شديد الحرص ويحافظ على توازنه. دخل رايان الى الخيمة ليتحضر للنوم.حملت تيسا عصا لتحرك النار عندما يرش عليها ماكس الماء وهي تتساءل متعجبة من نفسها عندما طلت وجه ماكس بالحلوى, فقد كانت رد فعله غير ارادية فهو دائما جدي.لا يزال يفكر بليسلي ويتوق اليها بأسى.فحزنها عليها خمد بطريقة ما. فالوقت ساعد وهي تتذكر الايام الجميلة التي امضتها معها اكثر من تفكيرها بمرض ليسلي بالسرطان ومعالجتها لمدة سنة. اطفأ ماكس النار وقال:"اعتقد ان هذا يكفي هل معك المشعل الكهربائي؟" قدمت له المشعل الذي كان بجانبها"هنا بجانبي لقد كنت متأكدة انني سأنسى شيئاً." "انا معتادة على ذلك هل نسيت؟" مع ان الضوء كان خافتاً لكنها رأت عبوس وجهه. "لا اتذكر" لتغير الموضوع سألته:"رايان اشار بحديثه الى مهرجان في البلة نهاية الاسبوع المقبل لقد اغفلت عنه السنوات الماضية.ما هذا المهرجان ؟" الدلوعة توتو "يدعى مهرجان اكتوبر, فلديهم اكشاك لبيع الحرف اليدوية بالمنتزه نهار السبت لكن العادة الاكثر اهمية هي لعبة الكرة الناعمة نهار الاحد. فهذا احتفال جماعي." كلمة عادة اربكتها فهي لا تعرف الكثير عن هذه الكلمة." "هل اختيرت الفرق." "لا ,من يحضر يلعب .هل تريدين اللعب؟" "لقد كنت في فريق المدرسة."كانت الاقوى بالفريق والاسرع. "نحن ندمج الفريق بين النساء والرجال وبالعادة يكون الامر ممتعاً." اقترب منها وقال:"تيسا اني اعلم ان بقائك بجينكينز صعب وماي وقت تريدين الذهاب......." "تعبت مني" سألته بمزاح مع انها لا تشعر بذلك. "لا.ولكنني لا اريد ان تشعري انك مجبرة على البقاء مهما كانت مسألة رايان سأحلها مع الوقت." تجهم وجه تيسا وسألته:"انت لا تريد المساعدة او انك لا تريد المساعدة مني أنا؟" "لا تأخذي موقفاً الان اريد مساعدتك فقط إذا اعطيتها براحتك." تنفست الصعداء واجابت :"قلت لك بامكاني البقاء عدة اسابيع ربما علي الذهاب لليلة او اثنين الى نيويورك ولكنني سأبقى الا اذا حدث اي طارئ." الدلوعة توتو هز رأسه ونظر حوله:"اعتقد كل شئ امين والسيارة مقفلة.هل تريدين ان ايقظك عند الصباح؟" "سأنهض عند الفجر اذا لم يفعل ذلك رايان." ضحك ماكس ضحكته الجذابة ورأت يده تقترب منها وفكرت بأنه سيلمس وجهها ولكنه اقفل زر ياقتها وقال لها:" ابقي دافئة واذا اردت المزيد من الاغطية ناديني." "سأكون بخير.تصبح على خير ماكس." "تصبحين على خير تيسا." دخلت خيمتها بسرعة قبل ان تشعر انها تريده ان يلامس اكثر من سترتها. نهاية الفصل الثاني |
الفصل الثالث رمى رايان بصنارته في كل الاتجاهات وعضلاته الصغيرة تعمل بقوة والاثارة تنير وجهه اجبر ماكس نفسه بتركه يحاول لوحده وذهب الى الجانب الاخر من اللقارب. "انظري كم هي كبيرة فهي بحجم السمكة التي التقطها ابي."قال رايان وهو يجر الصنارة والتفت الى تيسا والفرحة تعلو وجهه :"هل بامكانك مساعدتي لاخراجها عن الصنارة؟" لم تجفل تيسا كبقية النساء عندما امسكت بالسمكة وقالت شيئاً لرايان بصوت منخفض لم يسمعه ماكس. فهز رايان برأسه:"اجل انت على حق.ابي سنعاود ارجاعها الى الماء." "وماذا بخصوص العشاء؟"وهو يقاوم اظهار بسمته. اعادت تيسا السمكة لرايان ومسحت يديها على بنطالها:"لدينا اثنتين نعتقد انها تكفي ولدينا البطاطا اليس كذلك؟" تعجب حين رأى ان تيسا لديها جانب عملي وخصوصا انها اقنعت ماكس بشراء قالب حلوى لعيد ميلاد رايان الليلة بدل ان ينتظروا لان يعودوا الى المنزل في الغد."وكذلك لدينا الجزر." سألت تيسا:"هل سنذهب بنزهة طويلة سيراً على الاقدام اليوم؟" سألتهم وهي تحاول رفع علبة المعدات. "هناك ممر مرسوم قرب مخيمنا." اجاب ماكس وهو يتأملها لانها اصبحت متململة مثل رايان من البقاء بالمركب بدون حركة فيبدو ان قلة النشاط تدفعهما الى الجنون. "هناك ممر غير مرسوم قرب المدخل." نظر ماكس الى رايان بتفكير وشعرت تيسا بقلقه وقالت:"يمكننا الرجوع عندما نريد وستكون الطريق غير مداسة من قبل وهكذا بامكاننا ان نتأمل الحياة البرية وهذه ستكون هدية مميزو لعيدك اليس كذلك؟" عرف ماكس من تعابير وجه رايان انه موافق وان تيسا على حق باختيار الممر غير المرسوم فسيكون ممتعا اكثر متى اصبحت حياته مستقرة ومأمونة؟ وهل تيسا دائما تختار الممرات غير المرسومة؟ جدف ماكس المركب نحو المرفأ بدون ان ينظر الى تيسا وابتسامتها ووجهها المحاط بخصلات شعرها وبأشعة الشمس. احس بالحاجة اليها وان قلبه ينقبض من هذا الشعور. عندما وصلوا الى المرفأ امسك بالمركب بيدين مرتجفتين من احساس لم يفهم معناه. خرجت تيسا وساعدت رايان على الخروج ثم بدأوا بالعودة الى مخيمهم. وضع ماكس يديه بجيبه ونظر الى تيسا بحذر وتساءل لماذا عاد احساسه بالجاذبية تجاهها الان؟عند تقاطع الطرق توقفت تيسا. "هل هناك مشكلة؟" "يجب ان اتوقف عند المكتب." "لماذا؟" "يجب ان اتصل بأيما؟" فكر انه يعرف ماذا ستقول ولكن يمكن ان يكون على خطأ وعندما لم يسأل اكملت:"انني انتظر رزمة من اجل مؤتمر اوسلو وعندما علمت اننا سنغادر طلبت منها ان تستلمه عني." "الا يمكن الانتظار الى الاسسبوع المقبل؟" "انني اكتب مقالة تمهيدية متوقعة للاسبوع القادم. فالانتظار لا ينطبق ولا الجذور او السؤولياتانها لم تتغير فعملها لا يزال له الاولوية بحياتها ولماذا يهتم ؟فلا يجب ولا يريد ان يهتم. * * * * * * |
صرخة رايان ايقظت ماكس من نومه العميق بسط يده نحوه بعتمة الخيمة وسمع صوت تيسا يسأله :"ماكس هل رايان بخير؟" "ابي المكان مظلم ولا اجدك." صرخ رايان بخوف. جذب ماكس ابنه بين ذراعيه وفتح سحاب الخيمة لتدخل تيسا اسرعت بالدخول وجلست بقرب ابن الثامنة المرتجف. "ما هنالك يا فطيرتي؟" مد رايان يده اليها:"لم اتسطع رؤية والدي بالظلام." تمسك بكتفيها ومن دون تردد ضمته الى صدرها . فتش ماكس عن الضوء واضاءه:" هل هذا احسن؟" هز رايان رأسه وهو يغمر تيسا بشدة. "هل تريد ان تحمل الضوء بيدك؟" هز برأسه مرة اخرى واخذ الضوء من ماكس. رؤيته لرايان بين يدي تيسا لمست قلب ماكس فابنه بحاجة ماسة للمسة انثوية في حياته. فهو اقرب غريزيا من تيسا بهدف الحصول على الراحة وتغلغل بين يديها لم يستطع ماكس ان يخرج من رأسه صورة تيسا تخلط البطاطا المهروسة في حين كان هو يقلي السمك وتأخذ جزرة من صحن رايان وتصفق بحماس عندما اطفأ رايان كل الشموع المضاءة على قالب الحلوى. لقد ابتاعت له السلاح الخارق وكتاب يتكلم عن الديناصورات وهو الموضوع الذى بدا انه يكثرت له. والان تبدو وكأنها تعرف كيف ترضيه في الظلمة هذا الامر جعل ماكس يشعر بنقص في طريقة تربيته لابنه لكنه سرعان ما تدارك الامر ولاحظ انه لا يستطيع ان يمثل كل شئ بالنسبة لابنه. لم يتأخر رايان كثيرا قبل ان يغفو مجددا ووقع المصباح من يده فأخذته تيسا ووضعته بجانبها من دون ان تطفأه. تمتم ماكس :"لم اكن لافكر ان اعطيه المصباح ليمسكه." بدا صوتها حزينا:" اعرف ما هو الشعور حين تخاف من الظلمة فعليك ان تعالج الامر باسرع ما يمكن." "متى كنت تخافين؟" سأل ماكس من دون ان ينتظر جوابا من تيسا. وضعت خدها على رأس رايان:" عندما ذهبت الى اول منزل للرعاية قبل ان انام في غرفة مع عشر فتيات لم يكن المكان مظلماابدا او ساكتا مع العائلة عشت في غرفة في..... القبو كان المكان شبيها بالحبر الاسود بعد إطفاء النور." اقترب منها متأثرا:"ألم يتركوا اي ضوء مضاء؟" تثاقل صوتها وبدا اكثر من همسة :"لقد طلبت منهم ذلك لكنهم قالوا انها سترفع قيمة فاتورة الكهرباء." ساد الصمت والسكون حولهما:"ماذا تقصدين؟" "كان هناك ولدان اخران وعندما احضروني احضروا معي المال وحضروا على خادمة مجانية." "انت تمزحين كم كان عمر الولدان؟" "ثلاثة وخمسة اعوام.كنت احب ان اعتني بهما ولكنني كنت اكره العمل المنزلي. ولا اظن احد يحبه." "لهذا احضر السيدة كلارك لتنظف المنزل مرة في الاسبوع." سألها ماكس وهو متأثر :"لما تركت تلك العائلة؟" لاحظ ارتفاع كتفها البسيط :"انتقلوا خارج الولاية ليحصل الزوج على عمل افضل كانت هذه العائلة من افضل خبراتي." "كم تجربة كان هناك؟" "ثلاثة بعد الاولى اذيت ظهري ولم يرد احد الحصول على فتاة طليقة اللسان في عمر الرابعة عشر لا الومهم." شعر ماكس فجأة بالحاجة ان يضم تيسا الى صدره كما كانت تضم رايان لكنه فكر انها ستبتعد عندما يقترب فاعترافات الليل مختلفة عن تلك في ضوء النهار. جلسا لفترة طويلة يستمعان الى صوت تنفس رايان المنتظم فماكس كان ينظر الى تيسا التي تنظر الى رايان رايان لكن يبدو ان ماكس غط في نوم عميق وعندما استيقظ كان يرى الضوء عبر فتحة الخيمة. كانت تيسا مستلقية بجانب رايان يتلحفان في الغطاء نفسه بدت رائعة بخديها الزهراوين وشعرها المتموج كان شعرها طويلا وكثيفا قرب خديها. همس لها:"تيسا." "نعم؟" "هل تريدين ان تنامي بكيس النوم خاصتي؟" احست بالدهشة وهي تنظر اليه. "انا ذاهب لاشعل النار احضر ابريق القهوة ولكن اذا احببت ان تنامي لمدة اطول..."قال لها وهو يأخذ رايان من يديها. "لا لا انا صاحية وسأكون عندك بعد دقيقة."هزت رأسها ومررت اصابعها بخصلات شعرها .نظر اليها وحارب الشعور بأن يمرر اصابعه بشعرها ثم وضع ماكس ابنه في فراشه وغطاه. الدلوعة توتو نظرت اليهما خلسة وهي تمرر اصابعها بشعررها مرة اخرى.فالولد لم يتحرك من مكانه والخيمة تتسع لاثنين ولكنها وماكس قريبين من بعضهما مع ان رايان يتوسطهما فجو الخيمة يعطي احساس بالالفة ما الذي يجعل قلبها يخفق بسرعة وهل يشعر بذلك هو ايضاً؟ لقد اجابت على اسئلته بكل وضوح الليلة الماضية ولم تعرف ان تبقى على حياد لوقت طويل. "خذي وقتك لتستيقظي الشمس لم تشرق بعد والقهوة ستحتاج القليل من الوقت لتغلي."ثم خرج من الخيمة. اخذت تيسا نفسا عميقا فهي لا تريد وقتا للاستيقاظ فمازال صدى صوته يرن بأذنيها وحرارة نفسه لازالت تلسع رقبتها مما جعلها تستيقظ توقفت امام خيمتها لتأخذ صابونتها منشفتها فرشاة اسنانها ولباس ومن ثم توجهت نحو الحمام. تطلب شعورها بأنها امرأة اخرى نحو عشرون دقيقة ليتحقق واصبحت جاهزة لتواجه ماكس ومشاعرها المعقدة نحوه على الاقل ظنت انها جاهزة حتى راته جالسا امام نار الصباح يحدق بألسنة النار. منتديات ليلاس شاهدها ترمي بمنشفتها وفرشاتها في الخيمة قبل ان تقترب منه. "لم اشأ ان اترك المخيم ورايان نائماً." حك ذقنه وقال:"علي ان اربي لحية في فصل الشتاء فهذا يوفر بعض الوقت بدل من استعد في الصباح واحلقها." وقبل ان تضبط نفسها :"انت لاتريد ان تخفي هذا الذقن." "لا اريد؟" حاولت ان توضح كلامها:"كلا ومتى سأستطيع اذا ان اعرف انك معقد." "وهل يخبرك ذقني بهذا؟" "طبعاً." وأشارت الى الجهة الشمالية :"لديك عضلة هناك تبدو وكأنها تقفز." ابتسم وردت له الضحكة معتبرة انها طريقة جيدة لتبدأ النهار فرائحة الاوراق الندية ورائحة الصنوبر وهي تبتسم وتضحك لشخص هي..... وتوقفت تيسا عن هذه الفكرة. اشار ماكس الى النار الخفيفة:"القهوة شبه جاهزة حركت كتفها وادات رأسها من جهة الى اخرى:"حسنا." "هل يؤلمك عنقك." |
"اظن من الطريقة التي غفوت بها." "كم من الوقت بقيت حاملة رايان؟" هزت رأسها:"لا اعرف." فهي لم تحمل رايان فقط بل شاهدت ماكس وهو ينام ايضا. دفع كرسيا صغيرا امامها واشار اليه:"اجلسي وسأدلك لك كتفك هذا قد يساعد." "ستزول التشنجات فالحمام الساخن قد ساعد." "هذا جيد وسيرتاح العضل اكثر اذا دلكته." مازالت مترددة وتساءلت لماذا لما تبالغ في هذا الامر؟ كانت ترتدي قميصا وسترة وهو سيدلك كتفها فقط. يدا ماكس عريضتان واصابعه طويلة وانتقل مباشرة نحو العقد كما لو كان هذا امر كبير كان التدليك مريحا وراح يدلك اعمق واعمق يلامس عضلاتها اكثر واكثر فاهتمامه والراحة انتقلا مباشرة من يديه الى قلبها. لم ترد ان يتوقف لكنها علمت انه سيفعل عاجلا ام اجلا بدأ الضغط يزول وابهامه بدأ يتحرك بشكل دوائر صغيرة ثم ابتعد عنها. اغلقت عينيها للحظة لتستدرك نفسها. "شكرا لك." قالت بتهذيب:" لقد ساعدني هذا كثيرا." وقف هو ايضا :"انا مسرور لهذا وانا اشكرك لبقائك مع رايان ليلة البارحة." "هذا يسعدني." كانا يقفان قريبين من بعضهما.والهواء بينهما بدأ يفقد رطوبته وبدأت حرارته ترتفع كانت تنظر بعمق في عيني ماكس لكنها لم تكتشف نوع المشاعر التي رأتها ربما الحاجة والرغبة..... وجدت نفسها تقبله ورجعت تيسا شابة من جديد فالرغبة كانت هناك والحرارة كانت هناك والحاجة التي ظنت انها لا تحتاجها كانت موجودة. وعندها شعرت بقلبها ينبض بقوة كأنه يحاول ان يهرب من صدرها ثم فجأة ابعد يديه وتركها وحيدة. فتحت عينيها وهي تشعر كأن حياتها شهدت تحولاً جذريا في غضون ثوان لم يبدو ماكس وكانه يهتم الا.....هل كان يتنفس بالسرعة عينها؟ الدلوعة توتو كان صوته فظا عندما تكلم :"القهوة تغلي سأحضر الفناجين." وعندما توجه نحو الطاولة لم تعلم تيسا ما عليها ان تفكر.... او تشعر شاهدته يسكب القهوة وهي مسرورة انه يفعل ذلك عوضا عنها فما زالت يداها ترتجفان مثل جسمها. * * * * * ليلة يوم الجمعة سكب ماكس الصلصة في وعاء ووضعه في المايكرويف بينما تيسا تحرك المعكرونة لم يتبادلا الكثير من الكلام خلال الاسبوع وحتى النظرات فربما كانا خائفين من حصول شئ لا يريدانه ان يحصل مثل قبلة ثانية لم يدر ما الذي اصابه ربما كان يقر بعرفان الجميل لنهاية اسبوع جميلة ولكنه لايريد الاعتراف بقرارة نفسه بالاثارة التي سرت عروقه ضم تيسا بين ذراعيه فربما هذا ذكريات الماضي. ولكنه ينتظر نهاية هذا الاسبوع للمهرجان بالمنتزه والعاب الكرة ففكرة وجوده خارج المنزل في الهواء الطلق والشمس الدافئة عوضا عن بقائه بقربها تفرحه. جفل عندما دق الباب الخارجي فهو لا ينتظر احدا فتح الباب فرأى اثنين من تلاميذه على الشرفة. الدلوعة توتو ابتسم الشاب ذو الشعر الاحمر وقال :"مرحبا جيبني وانا اريد انا اتكلم معك بخصوص حفلة الرقص هل لديك وقت؟" قال جيني الشقراء وهي تبتسم بخجل:"لقد قلت لكيفن ان نتصل قبل قدومنا اذا الوقت لا يناسبك فنعود ثانياً." تردد ماكس بالاجابة فكان عليهما الانتهاء من تحضيراتهم قبل الان وهو لا يعلم كيف ستتقبل تيسا الامر نظر اليهما وقال:"كنا على وشك تناول العشاء." اخرجت تيسا من الفرن رغيف خبز مع الثوم وقالت له:"هناك الكثير من الاكل ماكس اذا احببت ان تدعوهما للدخول يمكن مناقشة الامر بينما نتناول طعامنا." منتديات ليلاس بعد ان عرفهما على تيسا سألهما:"هل تحبان ان تنضما الينا؟" ابتسم كيفن وقال:"بالطبع." نكزته جيني بيدها وقالت:"ولكنك تناولت قطعة همبرغر كبيرة للتو." "لا اعرف كيف افسر الموضوع ولكنني بطور النضوج." هزت رأسها بسخط كأنها معتادة على الامر معه. الدلوعة توتو ضحكت تيسا واحضرت كوبين اضافتين من الخزانة سألت تيسا:"لاية حفلة تحضرون؟" اجابت جيني:"حفلة موسم الخريف نقيمها بمبنى الاطفاء والمدرب هو المسؤول عن طلاب السنة الثانية في الكلية يجب ان نطلعه على كل شئ قبل الموافقة." بدأ ماكس بسكب المعكرونة في الصحون :"هذه السنة تأخرت اللجنة في تنظيم الحفل تأخرتم كثيرا." قال وهو ينظر اليهما بصرامة. منتديات ليلاس وصل رايان راكضا الى المطبخ وعندما رأى الشابين تباطأ ليجلس في مقعده. "هل غسلت يديك؟" سألته تيسا رغيف الخبز واعطت قطعة لرايان. وضع ماكس الصحون على الطاولة وسأل كيفن:"حسنا ماذا احضرتم؟" جلس كيفن بقرب رايان واجاب:"هذه هي المشكلة فنحن لم نحضر شيئا حتى الان ليس لدينا اي افكار جيدة فكل الافكار مستهلكة ونريد شيئا جديدا هذه السنة." "اذا لم تباشروا بالتحضير قريبا فلن يكون لديكم الوقت الكافي لذلك فالحفلة بعد اسبوعين." "ما كانت الافكار السابقة؟" سألتهم تيسا وهي تحضر الاكواب الى المائدة. جلس جيني بقرب كيفن واجابت :"من المعمول به ان يكون الموضوع عن الخريف مثل:الخريف في نيويورك الخريف في سان فرنسيسكو السنة الماضية كان الموضوع عن الخريف في باريس ولكن هذه السنة ارتبكنا هل لديك اي فكرة؟ يجب ان نقدم للجنة عدة افكار ويجب ان نحل الامر الليلة بأي طريقة حتى نبدأ بالتزيين يا مدرب كل شئ اخر حاضر. من الشراب التحضيرات واغطية الطاولات." الدلوعة توتو "يجب ان تكون الافكار منكم." قال ماكس وهو يجلس بقرب جيني. تناول كيفن قطعة خبز من السلة واجاب:"هل تدري ما يجول بفكرنا؟الخريف بأيوا الخريف بكندا الخريف بكنساس ليس بالهام جدا." منتديات ليلاس قهقه ماكس وقال:"لا يمكننا القول بأنهم لم يحاولوا." تجهم وجه كيفن وقال:"اذا هذه هي المحاولة يجب ان احصل على علامة عالية بالحساب." يعرف ماكس ان كيفن يحاول ان ينجح بمادة الحساب لكن حتى الان حصل على المعدل. قطعت تيسا قطع المعكرونة بشوكتها لتكون اسهل على رايان. "بامكانكم استعمال مكان معروف ولكن ليس بحقيقي مثلا الخريق بكاميلو." ابتسمت جيني وقالت:"فكرة عظيمة ولكن لا تمكنني تصور الزخرفة." سأل كيفن بارتباك:"وما هو كاميلو؟" منتديات ليلاس سألته جيني :"الم تشاهد الفيلم او المسرحية؟" "او قرأت الاسطورة عن الملك ارثر؟" "لقد فاتني الامر ولكنني فهمت المعنى مثل:الخريف بأوز او الخريف بمتروبولس." تساءلت جيني :"متروولس؟" تناول ماكس شوكته وهو يتأمل تيسا تتناول المعكرونة وقال:"المكان الذي اصبح فيه سوبرمان معروفا." قالت جيني:"افضل اوز او كاميلو ماذا تقول يا مدرب؟" قال ماكس:"بامكانكم استعمال اي واحدة واذا قدمتها بامكانكم مساعدتكم بأكثر من فكرة." قال ماكس ذلك وهو يتناول قطعة خبز من السلة.وكذلك تيسا فتلامست اصابعهم واحس بالكهرباء تسري بجسمه وكذلك رأى نفس الشعور بعينيها. ولكنها التفتت بسرعة لرايان وناولته فوطة ليتمكن من مسح فمه. "مدرب؟" "انا متأسف لم اسمع السؤال .فماذا قلت؟" الدلوعة توتو تحول نظر كيفن من تيسا الى ماكس واعاد السؤال:"نحن بحاجة الى مرافقين هل لديك اي نصائح؟" سألت تيسا:"الا تريد الاهالي المشاركة بالحفل؟" تبادل كيفن وجيني النظرات قبل الاجابة:"المراهقون لا يرريدون تواجد اهاليهمانسة كاهيل الا تذكرين مشاعرك عندما كنت في الكلية؟" احس ماكس بلمحة حزن ظهرت في وجه تيسا ففكر ان الصعوبة لديها كانت عدم تواجد الاهل معها لتعارضهم وقال:"انسة كاهيل محررة صحفية بالخارج وتسافر على الدوام ولهذا فهي لا تعرف اي شئ عن حفلات المراهقين." نظرت اليه تيسا نظرة شكر وفي نفس الوقت كأنها تقول له ولكن استطيع التكلم عن نفسي. "لم اذهب الى الكثير من الحفلات كيفن." "ولما لا؟ فأنا اشعر بأن الكثيرين كانوا يتمنون مرافقتك؟"وتضرج وجهه بالخجل عند انتهائه من كلامه. اراد ماكس ان يساعد بتمهيد الموقف ولكنه اراد ايضا ان يعرف كيف ستتعامل تيسا مع كيفن. ابتسمت ببسهولة وقالت:"شكرا لك وهذه من اجمل المجاملات التي حصلت عليها وبالحقيقة عندما كنت مراهقة بعمركم كنت اعمل كل دقيقة من وقتي لاجني المال للجامعة وذلك لم يترك لي الوقت الكثير لحضور حفلات." قالت جيني:"الكثير من الشبان بذلك الموقف فقد قررنا ان تبقى الحفلة غير رسمية للتخفيف من المصاريف وبذلك سنحصل على الحضور الكثيف." "هل الاهالي فقط يرافقون الى الحفل؟" "لا" اجاب كيفن بسرعة:"هل يمكنك الحضور مع المدرب؟" "اذا اردت مرافق اخر سأكون مسرورة للحضور ومتى ستكون الحفلة؟" "بعد اسبوعين من يوم غد." "اذا لم يكن عندكم موضوع فكيف روجتم للحفلة؟" "فقط احتفال موسم الخريف والموضوع سري دعينا الجميع ليأتوا ويتفاجؤوا." قالت جيني ذلك بارتباك . ضحكت تيسا وشعر ماكس بالسعادة وهو يتأمل تيسا تتكلم مع الشباب بسهولة ليسلي كانت تبتعد عن تلاميذه فلم تتمكن من فهم تمردهم ومشاكستهم تيسا فهمت وهي حتى لم تنس رايان الجالس بقربهم فهي تشاركه بالحديث وتضحك معه.... بعد ذهاب كيفن وجيني ذهب رايان الى غرفة الجلوس ليشاهد فيلم فيديو وسأل ماكس تيسا وهو يراقب رايان يجلس على الكنبة:" هل تعتقدين انه في يوم من الايام سيكون مثل كيفن؟ مهتم بالفتيات وبالنشاطات المدرسية ويجد صعوبة بالمسائل الحساببية؟" الدلوعة توتو شعر ماكس بالابتسامة لكلامها:"اعرف ويجب ان اتوقف عن القلق." "لماذا تركت اللجنة اختيار موضوع حفلتهم؟" "هذه حفلتهم هم ومسوليتهم ونجاحها يعتمد عليهم وكنت بدأت بالقلق ولكن يبدو انهم سينجحون." "هل كيفن وجيني يتواعدون؟" سألت تيسا وهي ترفع الصحون عن الطاولة. "في بعض الاوقات فهما مختلفتان تماما مثل الليل والنهار. في دقيقة يجادلان وبعدها يتصالحان ويبدوان كأعز الاصدقاء." وضعت تيسا الصحون على المجلى وقالت:"لا اظن ان تصرفاتها غير راشدة."قالت ذلك وهي تفتح الحنفية لتبدأ بالتنظيف. * * * * * * |
ارسلت شمس الخريف اشعتها الصفراء على الحقول. حاولت تيسا رفع شعرها عن جبينها ومسح التعرق عن وجهها اقشعر جلدها وهي تحاول تركيز بصرها على ماكس وهو يحاول السيطرة عليها متأملا ان تخسر تركيزها ولا ثانية ولكن نظرات ماكس بعينيه البنيتين انستها مكان وجودها وكما كان يحصل عندما تلتقي نظراتهما في البيت ولكن ليس بالمرات الكثيرة لانهما حاولا جاهدين الابتعاد عن بعضهما. وعندما يكون رايان خارج المنزل تبقى في غرفتها لتعمل ونهاية هذا الاسبوع خفف من رتابة الامر فالبارحة تنزها في الحديقة العامة واليوم يلعبان الكرة وفكرت عن مرافقة المراهقين للحفل الراقص هل سيدعوني للرقص؟ وكيف سأشعر عندما يعانقني؟ منتديات ليلاس ركزي كاهيل فالان هو الخصم وهي تغرز رجليها لتتمكن من ضرب الكرة عندما يرميها. لا تحاولي ابدا ان تضربي بالضربة الاولى انتظري الرمية المثالية. مرت الكرة بجانبها "الضربة الاولى" نادى الحكم . "هيا تيسا يمكنك القيام بها." ناداها رايان من وسط المتفرجين وكانت فرحة ان رايان يشجعها ولكنها عادت وسمعت صوته:"يمكنك القيام بذلك ابي خسرها." ابتسمت تيسا فرايان يشجع الجهتين. خرجت الكرة الثانية من المرمى ونادت الى ماكس:"هيا ماكس يجب ان تكون افضل من هذا." ابتسم لها بطريقة معتدة ومهددة فلديه نزعة تنافسية وكذلك هي تحمي ماكس للضربة ومن هذه المسافة كانت تتأمل عضلاته من تحت القميص وقبعته على رأسه ووقفته الرجولية وهو يرمي. مرت الكرة من جانبها ولم تنتبه"ما بك كاهيل هل خسرت لمستك؟" صوت ماكس العميق اثار اعصابها:"انت فقط ارمي وبدون تعليق." كانت مستعدة لهذه الضرب ارجع ماكس يده ليسدد الضربة فكانت تيسا متهيئة لاستقبالها رجليها ثابتتين ونظرها على الكرة ضربت الكرة بالمضرب فسمعت ماكس يشتم ورايان يصيح ولكنها كانت مشغولة بالركض الى القاعدة وصلت الى االثالثة ونظرت الى الاعلى لترى الهدف الثالث بانتظار ان يطاردها ويمسها لتخرج.فانحنت ويديها علىركبتيها لتلتقظ انفاسها عندما استوت بوقفتها التقت عيناها بعيني ماكس مما غير الانزعاج الذي فكرت انها ستراه حياها بقبعته وعاد للعب. عند انتهاء الجولة جلس ماكس على المقعد ليراقب تيسا لاعب الوسط كانت منسجمة مع محيطها وجينزها الوسخ عندما تنزلق لتصل القاعدة في كل جولة وشعرها يتطاير في الهواء والشمس تلفح بشرتها. ليسلي كانت شخصية مختلفة تفضل ثيابها ان تكون على الموضة وشعرها مصفف باتقان ولكن تيسا. جذبته في المخيم حنانها مع رايان وروحها المغامرة تلك القبلة.... تسلبه النوم لذا يجب ان يحاول ويبدأ بالمصادقة على الاقل المحاولة تيسا كانت محقة عندما قالت له انه يجهلها.ربما ولكنه يعلم بانهما غير متجانسين فهي عنيدة ومتشبثة برأيها وحياتها بعيدة كل البعد عن حياته. فهي هنا من اجل رايان ولا شئ غير ذلك وكما تفعل بزيارتها القديمة ولكن الفرق هذه المرة بقيت في منزله وليس في منزل اهل ليسلي. حاول ماكس تركيز نظره الى البعيد ليتابع الشوط وهو يشاهد ضارب الكرة يقف على الصفيحة ويرمي الرمية الاولى لتحلق فوق الملعب الى جهة تيسا ولكن هناك لاعب اخر يتوجه الى الكرة بنفس الوقت ولم تره تيسا. شعر ماكس بحنجرته تتمزق من الصراخ وبدأ بالركض باتجاهها قبل ان تضرب باللاعب الاخر وتقع على الارض. وصل ماكس الى تيسا ليرى اللاعب الاخر رجل ضخم قوي البنية ويفوق وزنه وطوله مرتين وزن وطول تيسا يتدحرج عنها ويجلس. جثم ماكس بقرب تيسا على العشب عيناها ولون وجهها باهت بلون الكرة التي لا تزال في بيدها. "تيسا تيسا هل انت بخير؟" لم تفتح عينيها واعتقد بأنها لا تتنفس. نهاية الفصل الثالث |
الفصل الرابع حاولت تيسا ان تلهث وتسحب الهواء الى رئتيها وافلحت بذلك المرة الثانية. "تيسا انظري الي." سمعت صوت ماكس المعتاد يناديها ففتحت عينيها بدا وجهه متجهم و.... خائف. وعندما ارادت النهوض ساعدها. "تنفسي على مهل..... على مهل." فكرت وهي تتابع ارشاداته كم هو قوي ومريح. كان بامكانها ان تشم رائحة العشب، ورائحة ماكس وتناست الضغط على صدرها لتتنعم بحمايته والاحساس بقوته اغلقت عينيها لتستمتع بقربه. "تيسا هل انت مصابة بالدوار؟ هل يؤلمك شيء؟" فتحت عينيها لترى نظرة ماكس القلقة. "انا بخير ولكن الضربة اخرجت الهواء من صدري فلم اتمكن من التنفس للحظة ولكنني بخير الان." "انسة كاهيل. انا جد متأسف." سمعت شخصا بجانبها يقول لها ذلك. تجاهل ماكس الاعتذار ولم ذلك تجاهل ماكس الاعتذار ولم يتركها "هل بامكانك الوقوف؟" "اكيد. لا مشكلة."ولكن ساعدها ماكس على الوقوف وتركها لوحدها احست برجليها ترتجفان. الدلوعة توتو "هذا ما اعتقدته." وحملها بين ذراعيه. "ماكس انزلني." توجه ماكس بها الى مكان الجلوس وقال لها:"ليس قبل ان اتأكد انك سالمة." "ماكس انا بخير فقط مرتعشة من الضربة." "لقد ضربت برجل مثل الشاحنة. وانت شاحبة الان ابقي هادئة وتنفسي بهدوء حتى نصل الى مكاننا." تساءلت اذا كانت فظاظته ناجمة عن خوفه عليها. ولكنها كانت تعرف انه لا يمكنها التنفس بسهولة اذا بقيت بين ذراعيه. ماذا كانت تفكر؟فهذه هي الافكار التي حاولت الابتعاد عنها فتململت بين ذراعيه. "ابقي هادئة." "اين رايان؟ فان رآك تحملني......" "انه بمكان الالعاب فلقد مل عند الجولة الثالثة." سألت تيسا بتمني:"انه بمعية اطفال اخرين؟" "لا، مع ايما وسكروفي، فأيما احتاجت رايان ان يبقى مع سكروفي،مثل هذه الاوقات اتساءل ان كان يجب ان اجلب له حيوانا اليفا." سألته تيسا:"ولكن؟" "لا لعلم ان هو اهل للمسؤولية." ازاح ماكس تيسا من بين ذراعيه ولمس انفها رقبته.ولم تشعر بالدوار من قبل ولكنها احست الان بذلك واصبحت غير قادرة على المتابعة الحديث. بعد دقائق ساعدها لتجلس على المقعد بنعومة ولم تعلم تيسا بانها احدتث جلبة، فقد انها احيطت باللاعب الذي ضرب فيها وبقية اللاعبين ومجموعة من جيران ماكس الذين ارادوا المساعدة فنظرت الى ماكس بطريقة منزعجة لانه لو تركها تمشي بمفردها لما حصل هذا فهي تكره ان تكون محط الانظار. فهي تحصل على قصصها المهمة لانها تندمج بمحيطها. حاولت تيسا ان تطمئن الجميع بانها بخير وفجأة شعرت باحساسهم الجماعي وبأنهم مهتمون. وقبل ذهاب اللاعب كرر اسفة لها مرة اخرى. منتديات ليلاس ابتسمت له وقالت:"المرة القادمة اريدك ان تكون معي في الفريق فأنت تعرف طريقة التقاط الكرة." "اعتذر اذا المتك باية طريقة....." "لا انا بخير حقيقة ولن اسمح للعبة الكرة ان تهزمني." صافح اللاعب يدها وقال :"اننت رياضية عن حق." الدلوعة توتو "عد الى اللعب واربح وانا بعد دقائق سأنضم اليك." "انت لن تغادري مكانك."قال لها ماكس بصوت منخفض. "اذا اردت ان العب......" وحاولت النهوض. اشار ماكس الى االمقعد وقال:"اجلسي سأذهب واجلب لك شرابا باردا وبعدها سأرى اذا كان لديك جروح او كدمات." لم تجلس واجابت:"لا تأمرني يا ماكس." بدا غاضبا كما بدت.رت على كتف اللاعب وقال له:"اذهب واربح الجولة من اجلها." تأمل الرجل وجهيهما المتوترين واعاد قبعته على رأسه وتوجه الى الملعب. واجهها ماكس وقال:"انني لا امرك تيسا" "لم اسمعك تطلب مني ذلك." "تيسا هل تتناولين المشروب الغازي معي؟" "انت لا تحب المشروبات الغازية." هز رأسه بسخط ظاهر:"كيف يمكنني ان انسى انكم الصحفيين تنتبهون لكل شاردة؟ سأجد شيئا احبه واتيك بالمشروب الغازي.موافقة؟" "موافقة" وعادت تجلس على المقعد. بلم يفهم ماكس التوتر الذي يشعر به. من اللحظة التي علم ان تيسا بخطر عرف ان شعوره نحوها بدأ يتغير عاد اليها وهو يحمل كوبين بيديه. حسنا كانت تغطي حربا وضربة خفيفة لن توقفها ربما تبدو قوية لكنها تؤلم. عندما ناولها ماكس كوبها سألها اذا كانت بيت تعني له غير ما تعني لها. "نظرت اليه واجابت:"لم نأكل بعد."ابتسم.فهي تجبره على الابتسام اكثر من غيرها وسألها:"انت جائعة؟" "بالطبع. يجب ان اشبع من طعامكم وانا موجودة بالولاية." وعندما حاولت ان تتناول كوبها ضربت يدها بالطاولة واجفلت. وضع ماكس كوبه على الطاولة وسألها:"ما الخطب؟" "لا شيء." رفع يدها وحاول رفع كمها عندما ابعدت يدها عنه. "تيسا اذا كنت كشطت يدك عندما وقعت يجب الاهتمام بها." "لسبع وعشرون سنة اهتممت بنفسي بشكل جيد." قال لها بصوت ناعم:"لنرى ذراعك تيسا." اخذت نفسا عميقا ورفعت كمها فرأى الكشط على ذراعها حتى كوعها. "هذه موجعة لدي علبة اسعافات اولية في السيارة." ابتسمت وقالت:"وتريد مني ان ابقى هنا حتى تعود؟" "وان تكوني فسأجدك." كلامه كان وعدا فهو لا يصدق كيف ان تحديها له يجعله مصمما اكثر فالرجولية تقابل التحرر عند المرأة. عاد ماكس بالعلبة وفتحها على الطاولة. "المطهر اولا." "لقد مر عليك هذا الموقف من قبل." "اكثر من مرة فقط اسألي فأنا عجوز متمرس بالمهنة." "لا تبدو عجوزا." |
تناول ماكس زجاجة المطهر واجاب:"بعض الايام اشعر بانني في الستين من عمري وليس الثلاثين." "لقد مررت بأوقات صعبة اليس كذلك؟" "كانت اصب على رايان مهما حاولت فلا استطيع ان اكون امه وابوه في نفس الوقت ضعي ذرعك على الطاولة.هنا ارجوك ضعي يدك هنا هل تريدين مني ان اعدك بلوح شكولا عندما ننتهي؟" "افضل صحنا كبيرا من البوظة." ضحك وقال:"دائما طلباتك صعبة ولكن بامكاننا ان نهتم بذلك." عندما لمست اصابعه يدها،جفلت وقد كان مليئا بالاحساس عندما لمسها ليهدىء روعها ويعتني بها ويعوضها الاهتمام الذي لم تحصل عليه في حياتها. ولكن فوق كل هذا اراد ان يأخذها بين ذراعيه ويقبلها. فالحاجة اليها كانت مسيطرة عليه وعلى سلامة تفكيره. "هل اوجعتك؟" "لا لكنني شعرت بوخز." كان صوتها عميقا وهزت كيانه عندما رفع القطنة المبلولة بالمحلول قال لها:" هذه من الممكن ان تحرق." تجمدت مكانها وهو يطهر الجرح وحاول ان يكون سريعا.كانت تراقبه باهتمام وعندما انتهى قال لها:"لندعها تجف لبعض الوقت هل لديك اماكن مجروحة اخرى." "لن ادعك ترى لتطمئن." مجرد الفكرة جعلت دماءه تغلي في عروقه. ابعد نظره عنها حتى لا ترى ما فعلت كلماتها به.مسح اصابعه من المطهر واخذانبوبا من الكريم ووضع القليل منه على اصبعه:"سأحاول ان لا اوجعك."وهو يدهن الجرح بالدواء وعندما اخذ الرباط من العلبة "لا تريدين الجرح ان يحف بالقماش وبامكانك رفعه عند وصولنا الى البيت." الدلوعة توتو لم تعارض واحس بالرضى. "ماكس هل بامكاني ان اطلب منك شيئا؟" اخذ يتصور ماذا ستطلب منه؟ من الممكن انها شعرت في تغيير مشاعره نحوها وهذا ما لا يريده. ومن الافضل ان يتحدثا بخصوصه لحل اللغز ومتابعة حياتهما كلا على حدى. "اطلبي وتمني." "اتمانع ان غيرت ديكور غرفة رايان؟" "تغيير الديكور؟ ولماذا؟" عندما كان ماكس ينظف الجرح احست تيسا بنبضها وبحرارة جسمها وخافت ان يظهر شعورها على وجهها.ولاخفاء الحقيقة قررت ان تسأله عن غرفة رايان. فقد كانت بالموضوع كل الاسبوع. ابعدت يدها عنه واستوت في جلستها واجابت:"لانه يكبر يوما بعد يوم ولا اعتقد ان صور الحيوانات تهمه فهو يحب السيارات هل تعلم انه يميز بين لامبورغيني والفيراري؟ وايضا علمت ان مايكل جوردان هو المفضل لديه من بعدك انت على الاكيد." وهي تتمنى ان يشعر باهتمامها برايان. "ليسلي صنعت البرادي وغطاء السرير ومزجت الالوان واختارت الطلاء." كانت تيسا تعلم ذلك وكانت تعلم ايضا ان رايان لا يمكنه المتابعة هذه الاجواء حتى يبدأ ماكس بالتغيير. |
فحاولت ان تبقى صوتها مقنعا"انه قرارك ولكن اعتقد ان التغيير سيفيده وتغيير ديكور غرفته سيجعله يشعر بانه مميز." نظر ماكس تجاه الملعب:"فكرت ان ابقاء كل شيء على حاله يعطيه الاحساس بالاستقرار." "الاستقرار وابقاء كل شيء على حاله كلمتان متباعدتان عن بعض." "من الممكن ذلك.بماذا كنت تفكرين؟" رفعت يدها:"لا اعرف لاشيء محدد ربما بامكاننا الذهاب الى محل الاثاث ونلقي نظرة على المكان." "الزينة في غرفته كانت عبارة عن طاولة لتغيير حفاضاته والسرير..... كان لليسلي عندما كانت طفلة." "اعرف وربما تريد الابقاء عليهما. ولكن لن يزعجك الامر ان القيت نظرة." قال ماكس وهو شارد التفكير:"لا لن يزعجني الامر ان القيت نظرة."فجأة شعرت تيسا بالتردد فالقاء نظرة ممكن ان يمهد السبيل للتغيير. استلقى ماكس على سريره في الطابق الاول... فالغرفة الرئيسية"بكيب كود" تكون في الطابق الارضي. فلقد تركط تيسا منذ ساعتين ولا يزال لا يستطيع النوم ويحاول ان يحلل لما كل مرة يحاول لمسها يشعر بالحرارة تملأ جسمه. كانت مرتاحة في المنتزه وهي تكلم الجيران كما لو انها تعرفهم منذ زمن. حياتهم ولكنها ليست في بيتها فهي لا تملك بيتا وسمعها تخبر ايما عن الاولمبيك ببرشلونة وسمعها تفسر كيف قضت عدة اسابيع تحاور مقاتلين عن الحرية في بلاد ممزقة بالحروب الاهلية فهذا نموذج عن المرأة لا تقدر ان تنتمي الى مكان معين. سمع صوتا في الطابق العلوي وبعدها سمع انسياب الماء من الظاهر ان تيسا لا يمكنها النوم وعندما سمع صوت خبطة قوية تساءل عما اوقعت على الارض ربما تضررت عندما وقعت ولا تريد الافصاح عن ذلك فقد كانت هادئة بعد اللعبة وبعد حديثها عن رايان ولا يزال غير مقتنع باقتراحها. الحمام في الطابق العلوي كان بين الغرفتين وعندما صعد ماكس الدرج خرجت تيسا من غرفتها متوجهة صوب الحمام. سألها:"هل انت بخير؟" "لم انوي ايقاظك."ابقت صوتها خافتا مع ان باب غرفة رايان كان مغلقا. "لم اكن نائما." "وانا ايضا فكلما تقلبت في السرير كنت اشعر بالوجع.فكرت ان حمام ماء ساخن سيساعد." "ربما قد تكونين متشنجة في الغد." "مرحلة وتمر."ابتسمت له ابتسامة ماكرة وسألته:"هل اجد عندك صابون رغوة؟" "رميت كل اغراض ليسلي السنة الماضية." اختفت ابتسامتها بسرعة وأسف لاول مرة لذكره اسم زوجته واحس بالذنب فلا يجب ان يأسف لانه ذكر اسمها وان يفكر بها. "ولكن عندي مرهم استعمله عندما اعتقد انني لا ازال شابا مثل التلاميذ الذين ادربهم." "لا شكرا اكره رائحته." قال لها:"كنت افكر في غرفة رايان فلديه اجتماع للكشافة غدا مساء بامكاننا الذهاب والنظر بالمحلات." "هل انت متأكد؟" سألته تيسا بتعجب. هز رأسه بالايجاب:"اذا كان ذلك سيساعد رايان فلا يمكنني التغاضي عن الفكرة فهو يتكلم معك بالكثير اليس كذلك؟" هزت كتفيها واجابت:"احاول ان اوقف ما افعله لاستمع اليه عندما يتكلم." الدلوعة توتو "لقد كنت اعلم ان مايكل جوردان هو محبوبه ولكنني لم اكن اعلم عن السيارات." "لا يمكنك ان تكون او تعلم كل شيء عنه ماكس فأنت شخص واحد." "اعرف ذلك."قال وهو يتنهد وكان ايضا يعرف انه لا يجب ان يكون هنا ويتأمل تيسا بلباس النوم هز رأسه باتجاه الحمام. "ارجو ان يساعدك ذلك على النوم." "وانا ايضا ارجو ذلك."قالت وهما ينظران في عيني بعضهما البعض. تركها على الدرج وهو يقظ اكثر مما كان. ربما كوب من الحليب الساخن قد يساعده على النوم ولكنه يشك بالامر. المساء التالي وعندما كان ماكس يقف عند زاوية المتجر كان يقول لنفسه انه كان على علم بان الامر لن ينجح. فهو وتيسا لم يتفقا على لون الاثاث حتى يتفقا على تجديد الديكور. "هل تعتقد ان ابنك يرغب بالسرير العادي؟ اعتقد انه سيختار سرير سيارة السباق؟"قالت تيسا ذلك وهي تتأمل السرير الاحمر على شكل سيارة الفيراري"الا تتصور الامر يا ماكس؟ هذا السرير الاحمر مع ورق الجدران المقلمة بالازرق حول غرفته بسيارات سباق وبامكاننا طلي خزانته بالاحمر بالاحمر او بالازرق...." صاح بحدة"لا." "لا." "الوان صارخة."شعر البائع بالامر المتأزم فاعتذر منهما ليذهب الى مكتبه. "ليست الالوان صارخة بل مفعمة بالحيوية ورايان حيوي فستحرك خياله." "وتبقيه من دون نوم بالليل؟" نظرت تيسا اليه بغضب:"هل تعلم ما هي مشكلتك؟" "لا ولكنك ستقولين لي." "الاشياء الجديدة والمختلفة تغضبك وتهز نمط وتوازن حياتك." حك ماكس رأسه فهناك شيء من الحق بما قالته فهو لم يتغير منذ موت ليسلي ولكن هذا لا يعني ان تيسا على حق بشأن السرير وورق الجدران... "وما يشكو السرير العادي مع صور الاوز على الحائط؟" "هذا ما انت تختاره." "وانت تريدين سيارة سباق للنوم؟" "انني احاول ان اكون بسن الثامنة ولو بامكاني اختيار غرفتي..... حسنا اعلم انني لم اكن سأختار الكشاكش واللون الزهري كباقي الفتيات." "لكنت اخترت......" |
"اوه ماكس لا اعلم وكل ما اعلمه ان الطفل يجب ان يقول ما لديه بالمكان الذي سيمضي معظم وقته فيه يجب ان يشعر بالراحة والانتماء." منتديات ليلاس "انت تتكلمين عن نفسك تيسا وليس عن رايان فهو ينام في الليل بعمق ولن يهتم بما سيكون على الجدران." "نموذج للموقف الذكوري."تمتمت بصوت منخفض. "عفوا؟" "انت تنظر الى الموقف هكذا." "وانت لا؟" "من الواضح لا." غاضب منها ومن الفكرة بأكملها نظر ماكس الى ساعته وقال:"يجب ان يحضر رايان فاجتماعه الكشافي يكاد ان ينتهي." قالت وهي تبتعد عن السرير:"دعه يختار بنفسه." تأمل ماكس تيسا وهي تربت على السرير.وتساءل انه لم يرها هادئة اكثر من خمسة دقائق:"افعل ماذا؟" "لنحضره الى هنا وندعه يختار فهذه غرفته." "وانت ستتقبلين اختياره؟" "كن صادقا وينثروب من سيختار سريرا عاديا على سرير يشبه السيارة؟" "انا" هزت رأسها واجابت:"سأوافق على ما يختار ولكن انت فقط انتظر وستتعجب." بعد نصف ساعة تعجبا هما الاثنين فقد كان لرايان رأيه ولكن ليس مما اختارا. الدلوعة توتو جلس على السرير المختار من قبله وفتح واغلق الابواب الموجودة في المكتبة الموجودة على اللوحة الخشبية لمقدمة السرير. "اليس هذا بعظيم يا ابي؟ بامكاني ان اضع هنا كل بطاقاتي للباسبول وقسم من سياراتي. وكل كتبي ستكون على الرف وبامكاني وضع مستر دب هنا مع الديناصورات انا بالحقيقة افضل هذا." نظر ماكس نحو السرير الذي اختاره وقال:"ولكن ان اخترت هذا السرير بامكانك دعوة احد من اصدقائك لينام عندك." "لا لا اهتم لهذا الموضوع." "ولكن يمكن ان تهتم لاحقا فهذا السرير سيخدمك لوقت طويل." "ربما يضعون نمودج مع سرير منخفض يجري على دواليب صغيرة ويمكننا دفعه تحت السريرالعادي." فكر ماكس انها تتعامل مع الامر بروح رياضية فرايان رفض سيارة السباق في الحال فهو لم يحب الجهات العالية فيها. ترك ماكس رايان على السرير واخذ تيسا الى زاوية ليسألها:"ماذا تعتقدين؟" "اعتقد انه يشبهك ويعرف ما يريد." ولكن ماكس لا يعرف ما يريد بخصوص تيسا فتيسا لن يكون بامكانها البقاء بمكان واحد ولا يعلم لماذا تزعجه هذه الفكرة. "سنأخذ السرير مع الخزانة الملائمة."حاول ان يبتسم لكن صوته بدا صارما:"اذا كنت ترغبين بسيارة سباق يجب ان تنظري لتستقري بمكان واحد لوقت طويل حتى تستطيعي ان تستلقي في واحدة." "هل هذه وخزة عن طبيعة حياتي؟" "لا هذه هي الحقيقة.لنذهب ونحجز السرير." في نهاية الاسبوع اشار ماكس بيديه الى الحائط الذي يحاولون الانتهاء منه في غرفة رايان وقال:"كان يجب ان نأخذ نصيحة البائع."قال ذلك بعصبية ظاهرة.كان يجب ان يتبع تفكيره المنطقي من دون ان يقتنع من تيسا. ولكنه لم يرد ان يتجادل معها فهو لا يستطيع ربح اي مجادلة معها. نظرت تيسا الى الحائط لترى ثلاثة اوراق من ورق الجدران بدأت تميل على الجدار. "هل انت دائما تفعل ما يجب عليك فعله؟" الدلوعة توتو نظر اليها بغضب فاذعنت له قائلة:"لا بأس لا ترد ولكن كان يجب ان تضع خطاً عموديا ولكن الغرفة صغيرة جدا لم اعتقد اننا بحاجة اليه." "انك تستعملين الخط العمودي حتى تضعي اوراق الجدران بطريقة صحيحة حتى ولو كانت الجدران مائلة وهذا ليس بكبر او بصغر الغرفة." رفعت شعرها عن وجهها واجابت:"معك حق اخطأت لنعاود الكرة." تعجب من كلامها الصريح ورفع بحاجبيه. سألته وهي تتأمله:"ماذا؟" "اعتقدت انك ستعطيني المزيد من التبريرات." امسكت بالورقة وشدتها عن الحائط واجابت:"لا منفعة من ذلك لدينا غرفة نريد ان ننهيها." ابتسم ماكس فربما كان ينتقذها بكثرة في الايام الماضية او هي..... اصبحت سلسة الطباع وقال:"من الجيد اننا اشترينا رزمة من الاوراق زيادة عن ما كان يلزمنا." "انا مسرورة انه ليس لدينا رسم يجب ان نتبعه." رايان لم يختار السرير السيارة لكنه اختار ورق جدران ابيض مرسوم بانواع والوان من السيارات وتيسا عالجت الامر كما تعالج كل شيء بحيوية وتصميم. منتديات ليلاس سمعا صوت رايان ينادي:"ابي هل انتهيت؟" ضحك ماكس ودار المفروشات بوسط الغرفة ليتمكن من الوصول الى الباب"نريد بعض الوقت سنتمكن من ذلك عند الظهر تقريبا." صرخ رايان:"سأتفرج عليكما عندما ينتهي البرنامج على التلفاز." هز ماكس رأسه وهو ينظر الى الحائط الذي حاولا وضع الورق عليه. "انا لا اسمح له بمشاهدة التلفاز بكثرة وهو يستغل الامر لمصلحته." "هل فكرت بأمر احضار كلب له؟"قالت وهي تحاول نزع الورقة الملتوية." "هل تعتقدين انها فكرة حسنة؟" مزقت تيسا الورقة الاخيرة عن الحائط واجابت:"نعم،لا اعلم ان كان اهلا للمسؤولية ولكنه سيتعلم.فالامر يعود لك ان كنت تريد ان تعلمه وتفعل ما يلزم له." قال وهو يقطب اساريره:"مثل تنظيفه." |
"او سماع النباح او العواء بعد منتصف الليل." ابتسم ماكس هذه المرة وقال:"كيف بامكانك ان تعرفي الكثير عنه." "اقرأ الكثير."اخذ ماكس الخيط من العلبة ناول تيسا الطبشورة الزرقاء لتمررها على المكان الذي يضعه عليه."اذا اردت اقتناء كلب فسيكون للداخل اليس كذلك؟ لن تتركه ينام في الخارج؟" نظر ماكس في عينيها الخضراوين وشعر بغريزته بما كانت تمر به طوال طفولتها تنظر الى الاشياء من الخارج. "طبعا لا فلن يكون حيوانا اليفا اذا تركناه بالخارج." لم تحيد بنظرها كأنها تفكر في شيء اخر. وانتظرها لتتابع:"هل تعلم انه بامكانك احضار كلب من الملجأ الا اذا كنت تعتقد ان رايان يريد جروا." شعر ماكس ان تيسا تريد لكل الايتام ان يكون لهم بيوتا حتى الحيوانات منها:"هذا شيء يجب ان نفكر فيه." انه يكتشف نواحي من تيسا لم يعلم انها كانت موجودة فيها. فصيفهما في البوكونو كان مليئا بالحيوية والمشاريع المستقبلية والعمل. فكانت تيسا تعمل نادلة وهو مدرب كرة سلة للمراهقين وقد اعلمته من اول يوم تعارفا فيه انها ستحاول ايجاد عمل لها في نيويورك وامضيا اوقاتهما يلعبان التنس وامتطاء الاحصنة وتبادل القبلات ربما وقتهما معا الان تغير وينظران اليه بطريقة مختلفة فهما معا قد نضجا. كانت تيسا بجانبه تحمل ورقة الجدران، بامكانه شم رائحة الشامبو الذي تستعمله وحاول نسيان نعومة شعرها بين اصابعه قال لها بصوت صارم:"انا سألصق الورق وانت قصيه." الدلوعة توتو صرامته ادهشت تيسا، منذ دقائق كان يبتسم لها. غرفة رايان ليست اكبر من خيمة ولكنها تشعر بنفس الاحاسيس عندما كانا في المخيم. غطس ماكس الورقة اللاصقة بسطل الماء وانتظر عدة دقائق ووضعها على الحائط فرأت تيسا ان الورقة مائلة فأمسكت بالزاوية وشدتها قليلا ولكن الشدة كانت اقوى مما كانت تريد. بدأ ماكس بالشتائم نظرت تيسا اليه فرأت ان الورقة هبطت على رأسه من جهة اللاصق. "لا تتحرك لاتمكن من تخليص الورقة." سألها بصوت اجش:"وماذا عني؟" رفعت الزاوية ببطء:"سأحاول ان لا اقتلع كل شعرك." وهي تحاول ان تخلص بعض الخصلات الصغيرة من الورقة.ابتعدت عنه وهي تحاول تجاهل شعورها في الاقتراب منه ومسح اللاصق عن شعره وحاولت تلزيق الورقة على الحائط لكنها فشلت وهي تجازف في النظر الى ماكس لترى شفتيه يرتجفان من ضحكة مكبوتة. وبصوت رتيب سألها:"هل تعتقدين ان احدا يقول لنا شيء؟" متعبة من محاربة نزواتها،متعبة من محاولة بقائها بعيدة عن ماكس، مررت تيسا اصابعها في شعر ماكس الملصق واحست بانه من الطبيعي ان تفعل ذلك. "انك بحاجة لقصة شعر جديدة وتكون سبايكي فتلاميذك سيحبون ذلك." طيف ابتسامة اختفت عن وجهه وعلمت انه يجب عليها ان تبتعد عنه ولكنها لم تقدر. شيء ما في نظرته اجبرها على عدم التحرك. نهاية الفصل الرابع |
الفصل الخامس شعرت تيسا بيدي ماكس على كتففيها عيناه البنيتان بدتا سوداوين وتعابير وجهه متألمة ولكنها لم تتمكن من ارغام نفسها بعدم لمسه فمررت يدها على فكه. سمعته يتأوه وهو يحني رأسها ليقبلها. لف ماكس ذراعيه حولها.كان طويلا وقويا وكانت تشعر بدقات قلبه على صدرها واحست بقلبها يدق نفس الايقاع السريع. روائحة ماكس والاحساس فيه تضغط عليها وجعلتها تشعر بالدورار شعرت بحاجته لها كما هي بحاجة له وهي ترتجف بين ذراعيه. وشعرت بأنها ارتطمت بالارض وكأنها تنتمي اليه. تنتمي؟ هي؟ فكرت ان هذا ما كانت تتمناه على الدوام.... الانتماء يعني فتح قلبها التخلي عن حريتها وجعل نفسها عرضة للانتقاد واتخاذ مجازفة. بامكانها المجازفة بعملها ولكن..... قربها ماكس اكثر من جسده ونسيت المجازفة والانتقاد والحرية وكل شيء فقط تريد البقاء بين ذراعيه رفعت يديها لتلفهما بشعره وارخت بجسمها عليه. فجأة اختفت كل المشاعر والبهجة والاحاسيس والالفة. رفع ماكس رأسه وابتعد عنها سمعت تأوهها عند ابتعاده لانها هجرت وتعوزها العاطفة وانها عديمة الجدوى. فتحت عينيها وحاولت السيطرة على نفسها واحاسيسها. بدا ماكس متجهماً وقال:"كانت هذه غلطة ولم يكن يجب ان تحصل.انا متأسف تيسا." احست بالغضب فلقد جعلت نفسها عرضة للانتقاد لعدة دقائق ولم تكن تعرف ان هي تشعر بالغضب من نفسها او منه. اجبرت ساقيها للتوقف عن الرجفان ودقات قلبها لتعود الى طبيعتها. واخذت نفساً عميقاً. شعر ماكس بتيسا تبتعد عنه واختفت نظرتها العاطفية ولم يقدر ان يقرأ شيئاً من تعابير وجهها فالتغيير اذهله، منذ دقيقة كانت متجاوبة ومليئة بالاحاسيس والآن.... وقفت باستقامة وبسكون وبرباطة جأش. وافقته قائلة:"اجل اعتقد انها كانت غلطة."ولا يوجد مبرر ان نعاود الكرة مرة اخرى ونحن نعرف افضل من ذلك وايضاً نعرف انه لن يغير شيئاً من الوضع." فجأة شعر ماكس بالارتباك. عندما كان يقبل تيسا شعر بأنه مفعم بالحيوية اكثر ما كان من قبل. وبعدها ملأت تفكيره ذكريات عن ليسلي واشعرته بالذنب ولا يزال يشعر بالذنب. حقيقة تيسا تقبلت اعتذاره. وبتهكم ازعجه ذلك كيف بامكانها وبسهولة ان تنسلخ عن قبلة كادت ان تقضي عليه؟ "يجب ان نتكلم عن الامر؟" "ليس هناك شيء لنتكلم عنه ماكس. فنحن سننسى ان الامر حصل كما نسينا امر القبلة التي حصلت بالمخيم وكما نسينا امر القبلات التي حصلت من تسع سنوات." لا يمكنه ان يدفعها للكلام وان تكلم فلا يعرف ما سيقول فافكاره غير واضحة ولن تغير شيئاً ولكن حصل شيء وجع القلب وكان بغنى عنه. يوم السبت التالي، كان ماكس يرمي الكرة في السلة امام الكاراج وبين حين وأخر ينظر باتجاه رايان، الذي كان يسابق سياراته وهو على المزلاج حاول ماكس تسديد ضربة طويلة.... ولكنه اخفق. وشعر انه مرتبك منذ ان تبادلا تلك القبلة الاخيرة.... رمى الكرة وايضاً اخفق.لم يسمح له الوقت بالتكلم مع تيسا على انفراد طيلة هذا الاسبوع. فان لم تكن مع رايان، كانت تمضي وقتها في غرفتها. فقد شعر بأنها تتفاداه كل الوقت. حسناً، لا يمكنها ان تتفاداه الليلة فهو سيأخذها الى الحفلة الراقصة. توقف ماكس عن اللعب عندما ركض رايان اليه فناول ابنه وسأله:"هل تريد ان تجرب؟" "اجل."اجاب رايان بضحكة. وكما فعل من قبل حاول ماكس ان يشرح لابنه الطريقة الفضلى لتسديد ضربة اخرى سأل:"ابي هل ستعود تيسا قريباً؟" نظر ماكس الى ساعته، لا يزال لديها عدة ساعات قبل العشاء. "لست متأكداً فعندما تذهب تذهب النساء الى السوق لا تنتبهن للوقت." من المؤكد ان تيسا هي غير بقية النساء فهي تعرف تماماً ما تريده ومن اين تريده وما تريد ان تشتري. "ولكنها لن تنسى ان تعود الى المنزل؟"سأل رايان بصوت منخفض. انزل ماكس رايان عن كتفه واجاب:"لا تنسى فهي ستساعدنا لنحضر التاكو للعشاء وبعدها سنذهب الى الحفلة الراقصة." "وايما ستجلس بقربي." "هذا صحيح ومن المؤكد انك ستكون نائماً عندما نعود." "لكنك ستقبلني قبل ذهابك." "بالتأكيد." ابتسم رايان وقال:"عيد ميلاد تيسا يقترب هل سنشتري لها هدية؟" كان هذا خبراً مهماً بالنسبة لماكس وتساءل ان رايان لم يفهم ما قالته له تيسا."هل قالت لك متى عيد ميلادها؟" هز رايان برأسه:"لكنها قالت انها تريد بندقية كبندقتي لعيدها." "لكن هذا لا يعني انه قريب." "اوه،اوه ولكنها قالت انه ليس بعيد فهل يمكننا اختيار بندقية لها؟" قهقه ماكس واجاب:"وبامكاننا اختيار شيء آخر ايضاً." "ابي، تيسا ستبقى لوقت طويل، اليس كذلك؟" "اجل ستبقى." "احب وجودها." عانق ماكس ابنه ووافق معه:"وانا كذلك." لم ير ماكس تيسا مرتدية الفستان الا في المناسبات الرسمية ولا شيء مميز في هذا الفستان الا طريقة ظهورها فيه. نهض عن الكنبة وتوجه الى اسفل الدرج عندما نزلت من غرفتها. فلون قماش الفستان يتلائم مع لون عينيها ويبدو ناعماً ومغرياً. خفق قلبه بعنف وتذكر قبلتهما وسرعة صرف نظرها عنها وتجاوبه معها. ابتسمت وسألته:"هل هذا هو المطلوب؟" كلمة غير واثقة لا تترافق مع تيسا ولكنها تبدو غير اكيدة من نفسها. "تبدين مذهلة اعتقد بأن كيفن سيدعوك للرقص بمجرد وصولنا." "الن تكون جيني هناك؟" "اعتقد بأنهم سيحضرون كل واحد بمفرده فالحفل لا يتطلب رفيقاً للدخول بامكان الكثير من التلاميذ الحضور بهذه الطريقة." |
توجهت تيسا الى خزانة الردهة لتحسب معطفها الواقي من المطر. لقد رأها ماكس تملس تجعيداته خلال الاسبوع. هل هذا يعني انها كانت بانتظار سهرة الليلة؟ الدلوعة توتو ركض رايان الى غرفة الجلوس من المطبخ حاملاً قطعة من البسكوت في ذراعيه"سنراك في الصباح." التفت رايان الى تيسا وسألها:"الفطائر المحلاة للفطور؟" الدلوعة توتو ضحكت وقبلته واجابت:"بالطبع." وهي ترى علامات الفرح على وجهه. شعر ماكس بضغط على نفسه وقف وقال لايما:"سنعود قبل منتصف الليل." "لا تهتم بالوقت. اذهبا وامرحا." لم يعتقد ماكس ان حفلة راقصة للطلاب ستكون مرحة ونظر الى تيسا ليرى الفرح بعينيها واللون على وجنتيها وغير رأيه. بعد توجههما الى السيارة قال:"انا مندهش لأنك وافقت على الذهاب الى الحفلة من الممكن ان تشعري بالملل." "المراهقون ليسوا مملين اليس كذلك؟" هز كتفيه وقال:"واجبنا ان نراقب كل التلاميذ كي يحافظوا على رصانتهم ونظامهم." "سيحبون ذلك." "احيانا افكر انهم يفعلون ذلك فقط لاحراج المرافقين." "اعتقد ان (حماسهم) مفرط بهذا العمر." ليلاس بعد دقيقة من الصمت اجابت:"لماذا مستر وينثروب تسألني هذا السؤال هذا هل تريد ان افشي اسرار مراهقتي؟" "وهل لديك الكثير من الوقت." "ماذا عن الجامعة؟" "وفي الجامعة ايضا كنت قد حصلت على منحة ولكن كان علي لاحصل على الكتب وبقية النفقات." ليس من العجب ان حياة تيسا مركزة ومسؤولة الى ما هي عليه الان."الليلة يمكنك ان تدعي بأنك في الكلية." "من الممكن ولكن ايضا في امكاني ان استمتع بكوني مرافقة بحفل راقص مع الطف رجل بالبلدة." لطيف؟ تفكر انه لطيف؟ وبطريقة ما فهو لم يعجب بتلك الصفة. سمعت من داخل بهو الاطفاء الموسيقي الرائجة تدوي من مكبرات الصوت. تأملت تيسا الغرفة."هل تريدينني ان اعلق معطفك؟" التففت تيسا الى ماكس فهو يبدو مثيراً الليلة اكثر من قبل. بذلته التي تظهر عرض كتفيه وشعره السميك البني وبريق عينيه عندما تلتقيان بعينيها ولكن هذه النظرات لا تعني له شيئاً فهو قد اعتذر عن قبلتهما وكلما فكرت بالامر كلما شعرت بالخطأ فهي سترحل بعد عدة اسابيع لتغطية المؤتمر اليس كذلك؟ فهي لم تزر النرويج من قبل وتريد ان تزور البلاد الاسكندينافية عندما تحصل على الفرصة كانت تحضر مقالات عن الرعاية الصحية لديهم وعن النظام ورعاية الطفولة.... "تيسا؟." فكت تيسا ازرار معطفها وشعرت بيدي ماكس على كتفيها وساعدها بخلعه ولمست يده رقبتها وشعرت انه تريث لثانية ولكنها من الممكن ان تكون مخطئة. بدأت افواج المراهقين تتوافد وحاولت تيسا الوصول الى الطاولة الطعام والشراب ورأت ستة من البالغين حول الطاولة ومن بينهم السيدة باريت تتكلم مع رجل ذي شعر شائب. تعرفت السيدة باريت على تيسا فقالت لها:"مرحباغ لقد سمعت انك ستكونين الليلة هنا مع السيد وينثروب." "الاخبار تنتشر بسرعة في جينكينز." ضحكت السيدة بارنت وقالت:"ابنة اختي في صف السيد وينثروب وهي من قالت لي." والتفتت الى صوب الرجل الشائب الواقف بجانبها وقالت:"آنسة كاهيل اعرفك على آل ويفر. مساعد المدير في الكلية آل هذه صديقة السيد وينثروب." تأمل الرجل تيسا وهو يصافحها :"لي الشرف بمقابلتك منذ متى تعرفين ماكس؟" اهتمامه بجوابها جعل تيسا تشعر بانها تقدم امتحان:"تسع سنوات." "هذا مهم." وانتظر منها معلومات اكثر ولكنها ابتسمت له فقط باحترام. فعملها كصحيفة علمها قيمة الانتظار. واخيرا قال:"اذا كنت تعرفين ماكس كل هذا الوقت فأنت ايضا تعرفين كم يحب لعبة كرة السلة." هذا الرجل يريد اخذ المعلومات ليصل الى مكان معين ولم تكن متأكدة الى اين. اجابت بحذر:"اعلم انه يحب ان يدرب." "هذا ما اردت سماعه فهو من المدربين المميزين بهذه المنطقة واكره ان اراه يهدر موهبته هذه السنة." هل هذا ما يريده آل ويفر؟ يريد ماكس على متن القطار ولكن هذا ليس ما يرغبه رايان. "لا اعتقد انه ينظر الى المسألة بهذا المنظار." تابع ويفر كلامه كأنه لم يسمع ما قالت:" لقد وجدنا شخصا آخر مكانه ولكنه ليس بموهوب مثل ماكس وبامكانه ان يكون المساعد." "يجب ان تقول ذلك لماكس وليس لي." "اوه لقد فعلت ذلك عدة مرات منذ ان بدأت المدرسة ولكنه ليس مهتماً. بالموضوع لقد فهمت انكما متقاربان وبما بامكانك تغيير رأيه." فهم اننا متقاربان؟ كيف فهم ذلك في الوقت الذي لا تعلم هي ذلك؟ |
الساعة الآن 04:10 AM بتوقيت مسقط |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0 Designed & TranZ By
Almuhajir