الحياة في العالم الافتراضي
 

نتواجد هنا

ولانعرف لبعضنا شكل او سن او لون

نتحادث ونتناقش ونتشاجر

ولا تعرف هل غريمك شيخ هرم

أم صبي ساذج


اجسادنا في بيوتنا

واروحنا وعقولنا تسبح في عالم افتراضي ليس له قرار

برامج والالعاب لاتعد ولاتحصى

موجه هائلة من التقنية اجتاحت هذا العالم

فجرفتنا معها ورمتنا بعيد

اطفالنا او شبابنا

لم يعد الواحد منهم يبحث عن صديق

لديه برنامج صاخب ممتلئ

بحيث الأربع وعشرين ساعة لم تعد كافية له

بلاي ستيشن وتلفزيون

السناب شات واخوانه

اجهزة لوحية فيها برامج لا نهاية لها

أفلام ومسلسلات غربية

كل مسلسل بعشرة مواسم

وكل موسم بعشرات الحلقات

وعشرات الساعات الضائعة

هذا العالم الافتراضي سيولد لنا جيل جديد

لايعرف كيف يمشي على الارض

ولا كيف يتحدث

جيل سارح

تناديه فلا يسمع

وتكلمه ولا يجيب

لايعير القيم الاجتماعية اي معنى

جيل فاقد للمهارات الاجتماعية وطرق التواصل مع الناس

فاقد للمهارات اللغوية وفن الاقناع

جيل لايقرأ الا ترجمة الأفلام الامريكية

ولا يتحرك الا بأصابعه على يد البلاي ستيشن

شيوخنا وعجائزنا لم يسلموا من هذا الطوفان الجارف

الجميع تحت رحمة هذه الأجهزة

الجميع بين فكي هذا الوحش التقني الهائل

ماهو مستقبلنا معه

هل سيتطور هذا العالم الافتراضي ويجرفنا معه اكثر واكثر

ام يكتفي بما حققه معنا من مكاسب

ويرحم شيباتنا

لا احد يعلم ولا احد مهتم اصلا بذلك