![]() |
*** (( فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ )) *** اللهمَّ لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا ، وأصلي وأسلم على إمام الغر المحجلين نبي الرحمة والملحمة وخاتم النبيين وآله وأصحابه وأتباعه أجمعين .... لايشبع المؤمن من كتاب ربه تعالى ، ومن العجيب أنك قد تسمع الآية وقد كنت ممن قرأ هذه الآية كثيراً ، فضلاً عن كونك تحفظها أصلاً ، إلا أنك تسمعها أحياناً ويخيل لك أن هذه هي أول مرة تتلى على مسامعك !! (( فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ، ، عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ ، ،هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ )) آيات تتلى إلى يوم القيامة ، تصدح بنصرة أهل الحق ، وخسارة أهل الباطل ، كم يظن أن يعيش هولاء الكفار في هذه الدنيا ؟ ـ كلمة كفر تدل على التغطية ، والكفر في لغة العرب هو ـ الستر والتغطية ـ بل وللفائدة : ومن العجيب أن نفس هذه الكلمة موجودة في اللغة الانجليزية cover وأيضاً بنفس المعنى !! أعود لموضوعي ، وأقول هذه الآية كم تبعث من المعاني في نفسك فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ سبحان الله العظيم ، ويحك أيها الساخر المستهزئ ، وهذه الآيات لاحقة فقد سبقها بيان إستهزاء هولاء الكفار بالمؤمنين https://i.ytimg.com/vi/l-mcSbs21tc/maxresdefault.jpg المجرم يسخر من المؤمن ، يستهزئ بطريقته ، بعبادته ، بكل حالاته ،المجرم يتبختر في ثياب الدعة والراحة في هزيع الليل الأخير ،وذاك المؤمن تتسابق خطواته إلى بيت الله تعالى ليشهد ـ الفلاح ـ المجرم لاينظر إلى حرامٍ أو حلال ، شهواته تسيره ، والمؤمن تقي ، نقي ، يبحث عن الحلال وإن قل ، ويترك الحرام وإن كثر ، ومع ماسبق ينظر المجرم بإزدراء إلى ذلك المؤمن ،بل ربما كان في جمع من المجرمين أمثاله وإذا بهم ( يتغامزون ) حتى ليخيل لك من نظراتهم ، أنهم من المخلدين في هذه الدار ،وأنهم لايحولون ولايزولون مع أن أحدهم قد دفن والده وربما ولده وقريبه ولكن سرعان مايتناسى ما ذهب عنه، ليفكر فيما ينتظره من اللذات العابرة ، والتي يشوبها الكثير من المنغصات أصلاً ، لكن أتظن أن هولاء لهم قلوب وعقول يفكرون بها أو يعتبرون بها ( أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا ) وينقلب أحدهم إلى أهله متفكها بمؤمن قد شاهده في يومه أو ليلته ، مع أنه أصلاً لادخل له به فمالك وماله ؟؟ وهل أنت قد إستحفظت عليه !! ومن أنت لتصفه بالضلال وتسفه ماهو فيه ، من تكون ؟ أليس أولك نطفة مذرة واخرك جيفة قذرة وأنت بين هذا وذاك تحمل فى جوفك العذرة ! أما تكتفي بما أنت فيه ؟ لكن هو الشقاء ؟ وهي الخيبة ؟ من الناس اليوم من لايعرف الله تعالى طرفة عين ولا أقل من ذلك ، وهو مع هذا لاشغل له إلا عداوة الصالحين والصادقين ،وحين تنظر في الآيات السابقة يزول عجبك ،بل تطمئن نفسك (( فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ، ، عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ ، ،هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ )) ذهبت الدنيا بقضها وقضيضها ، وبهارجها وزخارفها ، وبعث الناس من مرقدهم وأتى الساخر والمسخور منه ، وبلغت القلوب الحناجر، لامراكب دنيوية ولاحاشية ، ولاعشيرة ، و لامفر والحكم لخير الحاكمين ( الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) حينها يتحقق الوعد الحق (( فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ، ، عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ ، ،هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ )) |
الساعة الآن 09:41 PM بتوقيت مسقط |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0 Designed & TranZ By
Almuhajir