أخرج مسلم في صحيحة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ).
في هذا الحديث العظيم يبين النبي صلى الله عليه وسلم إن عمل الإنسان ينقطع بالموت فإن من مات فقد انقطع عن دار العمل وانتقل إلى دار الجزاء والحساب ، ولذلك فإن الحياة فرصة عظيمة للأحياء في أن يعملوا وأن يتزودوا بالأعمال الصالحة : فرصة لأن ينيبواإلى الله تعالى ويرجعوا إليه .
إنك أيها الإنسان الآن في دار يتمناها الأموات لكي يعملوا صالحاً وما من ميت يموت إلا وقد ندم إن كان محسنا ندم ألا يكون قد ازداد وإن كان مسيئا ندم ألا يكون قد استعتب وأناب .. ..
رؤي بعض الموتى في المنام فقال: نحن أيها الأموات نعلم ولا نستطيع أن نعمل. وأنتم أيها الأحياء تعلمون ولا تعملون والله لتسبيحه واحدة يجدها أحدنا في صحيفته خير من الدنيا وما فيها .
مما يستمر أجره وثوابه للميت بعد موته: علم ينتفع به والمراد بهذا العلم : العلم المستمد من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويكون توريثه بالتعليم والتأليف والنشر ونحو ذلك وها نحن نذكر علماء ماتوا من مئات السنين ونترحم عليهم وندعو لهم هذا هو العلم النافع الذي يبقى للإنسان بعد وفاته وكلما كان العلم أكثر نفعاً وأوسع انتشاراً كلما كان أعظم ثواباً وأجرا ويدخل في ذلك من دعاإلى هدى فإن له مثل أجر من تبعه ولو كان ذلك بعد وفاته يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( ومن دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً.