بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين من فضلكــ لآ تدع الشيطان يمنعك .. ردد .. معــي .. سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ
عَن أَبِي مُوسَى رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا خَافَ مِنْ رَجُلٍ أَوْ مِنْ قَوْمٍ؛ قَالَ:
.
((اللَّهُمَّ إِنَّا نَجْعَلُكَ فِي نُحُورِهِمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ)).
. " رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح . .
قال العلامة العثيمين رحمه الله في شرحه لـ"رياض الصالحين" (كتاب آداب السفر/ باب آداب السير) الشَّرْحُ : ذكر المؤلف حديثا فيما يسن للإنسان إذا خاف ناسا أو غيرهم ماذا يقول، مثلا قابلك أناس تخشى منهم قابلك شخص تخشى من شره فقل: اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم إذا قلت ذلك بصدق وإخلاص ولجوء إلى الله كفاك الله شرهم ( اللهم إنا نجعلك في نحورهم ): أي أمامهم تدفعهم عنا وتمنعنا منهم ( ونعوذ بك من شرورهم ) ففي هذه الحال يكفيك الله شرهم، كلمتان يسيرتان إذا قالهما الإنسان بصدق وإخلاص فإن الله تعالى يستجيب له والله الموفق
وهذا دعاء عظيم مشتمل على التعوذ بالله من الشرور كلها
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِى بِكَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ إِذَا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ. قَالَ « قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ رَبَّ كُلِّ شَىْءٍ وَمَلِيكَهُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِى وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ ».قَالَ « قُلْهَا إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ ».
( صحيح ) صححه الشيخ الألباني في صحيح أبي داود – والزيادة ( وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِى سُوءًا أَوْ أَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ ) في حديث الترمذي
الآيات والأدعية التي تدرأ شر العدو والظالم ينبغي على من وقع تحت قبضة حاكم ظالم أو غاشم ونحو ذلك أن يقرأ سورة يس إلى قوله: (فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ) [يّـس:9].
ودليل هذا ما نقل واشتهر عند أهل السيرة والتفسير أن الرسول صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآيات عندما أحاط المشركون ببيته ليقتلوه، وخرج من بينهم وهو يذر على رؤوسهم التراب، ويقرأ هذه الآيات.
وكذلك يقرأ ثلاث آيات أخرى نقلت فيها بعض الأحاديث والآثار، وثبت نفعها بالتجربة.
قال القرطبي في تفسيره: عن أ سماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما: لما نزلت سورة تبت يدا أبي لهب..أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب ولها ولولة، وفي يدها فهر، وهي تقول: مذمماً عصينا وأمره أبينا ودينه قلينا، والنبي صلى الله عليه وسلم قاعد في المسجد ومعه أبو بكر رضي الله عنه، فلما رآها أبو بكر قال: يا رسول الله، لقد أقبلت، وأنا أخاف أن تراك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنها لن تراني" وقرأ قرآناً، فاعتصم به -كما قال- وقرأ: (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً) [الإسراء:45]. فوقفت على أبي بكر ولم تر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: أخبرت أن صاحبك هجاني، فقال: لا، ورب هذا البيت ما هجاك. قال: فولت، وهي تقول: قد علمت قريش أني ابنة سيدها.
وقال سعيد بن جبير رضي الله عنه لما نزلت تبت يدا أبي لهب وتب.. جاءت امرأة أبي لهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر رضي الله عنه، فقال أبو بكر لو تنحيت عنها لئلا تسمعك ما يؤذيك، فإنها امرأة بذية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "سيحال بيني وبينها" فلم تره، فقالت لأبي بكر: يا أبا بكر هجاني صاحبك، فقال: والله ما ينطق بالشعر، ولا يقوله، فقالت: وإنك لمصدقه! فاندفعت راجعة، فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله، أما رأتك؟ قال: "لا. ما زال ملك بين وبينها يسترني حتى ذهبت".
وقال كعب رضي الله عنه في هذه الآية: كان صلى الله عليه وسلم يستتر من المشركين بثلاث آيات:
- الآية التي في الكهف: (إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً) [الكهف:57].
- والآية التي في النحل: (أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) [النحل:108].
- والآية التي في سورة الجاثية: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً) [الجاثـية:23].
فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرأهن يستتر عن المشركين، قال كعب رضي الله عنه: فحدثت بهن رجلاً من أهل الشام، فأتى أرض الروم، فأقام بها نهاراً، ثم خرج هارباً، فخرجوا في طلبه، فصاروا يكونون معه على طريقه ولا يبصرونه، قال الثعلبي وهذا الذي يروونه عن كعب حدث به رجلاً من أهل الري، فأسر بالديلم، فمكث زماناً، ثم خرج هارباً، فخرجوا في طلبه، فقرأ بهن حتى جعلت ثيابهم لتلمس ثيابه فما يبصرونه، قلت: ويزاد إلى هذه الآيات أول سورة يس إلى قوله: (فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ) قلت (القائل القرطبي ): ولقد اتفق لي ببلاد الأندلس بحصن منثور من أعمال قرطبة مثل هذا، وذلك أني هربت أمام العدو وانحزت إلى ناحية عنه، فلم ألبث أن خرج في طلبي فارسان، وأنا في فضاء من الأرض قاعد، وليس يسترني عنهما شيء، وأنا أقرأ سورة يس وغير ذلك من القرآن، فعبرا علي، ثم رجعا من حيث جاءا، أحدهما يقول للآخر هذا ديبلة يعنون شيطاناً، وأعمى الله عز وجل أبصارهم فلم يروني، والحمد لله حمداً كثيراً على ذلك.
ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول عند لقاء العدو:
"اللهم أنت عضدي، وأنت ناصري، وبك أقاتل".
وعنه أنه كان في غزوة، فقال: "يا مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين" قال أنس: فلقد رأيت الرجال تصرعها الملائكة من بين يديها ومن خلفها.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا خفت سلطاناً أو غيره فقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم لا إله إلا أنت عز جارك وجل ثناؤك".
وفي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم حين ألقي في النار، وقالها محمد حين قال له الناس: إن الناس قد جمعوا لكم. أ.هـ
ويسن أيضاً أن يدعو بدعاء الكرب , وهو ما رواه ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب : " لا إله إلا الله - العظيم الحليم , لا إله إلا الله - رب العرش العظيم , لا إله إلا الله - رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم " رواه البخاري ومسلم .
وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كربه أمر قال : " يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث " رواه الترمذي والحاكم وقال : إسناده صحيح "
وفي هذا القدر كفاية، ونذكر أن عموم اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء والصلاة ونحو ذلك نافع جداً في هذا -بإذن الله-. والله أعلم. سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك جمع من عدة مصادر