منتديات شمس الحب - قصة سعودية وزوجها أعادا الحفلات الغنائية للرياض ( صور )

https://vid.alarabiya.net/images/201...x9_600x338.jpg

الرياض - محمد جراح

مي عبدالرحمن الجميعة
والمهندس معن العثيمين زوجان سعوديان بإرادة قوية، قبل 18 شهراً ارتبطا ببعض وكانت لديهما نفس الرؤية واتفقا على نزع الألغام من طريقهما واستبدالها بالورود والتوليب، هي تحمل في يدها جيتارا، وهو يحتضن عودا، أسسا شركة بدأت بفكرة، وفي الاجتماع الأول لفريق العمل كان هناك سؤال كبير على شاشة "البروجكتور": "متى تغني الرياض"؟، لم يمض على ذلك السؤال فترة طويلة حتى جاءت فعالية "نغمات ثقافية" التي احتضنها مركز الملك فهد الثقافي تحمل الإجابة معها بحفلة فنية لقيت أصداء واسعة.. مي ومعن يعيشان بهجة حجمها 3 عقود، ولديهما أمنية ألاّ يبقى الفن والموروث في المهجر.. تحدثا لـ"العربية.نت" وسردا قصة حفلة الرياض وحكاية تجمعهما مع الحياة والموسيقى والفرح.

معن العثيمين: السيف والجابر شركاء النجاح

أكد المهندس معن العثيمين الذي يؤدي وظيفته مديراً للشؤون الإدارية وإدارة الأعمال في شركة " Elite Dimensions أن العامل المشترك بين أعضاء فريق العمل في الشركة التي تدير أعمال عدد من الفنانين الشباب وتتعهد وتنظم الحفلات أن جميعهم على علاقة بالفنون، وقال في حديثه لـ"العربية.نت": "نجاحنا في فعالية (نغمات ثقافية) التي أقيمت مؤخراً في الرياض ولقيت أصداء واسعة هو نجاح لجميع الأطقم العاملة في الشركة"، وتابع: "هناك إدارة عليا في مركز الملك فهد الثقافي ممثلة في محمد السيف وإبراهيم الجابر عملوا على تذليل كل الصعوبات من أجل ظهور هذا المحفل إلى العاصمة بالشكل اللائق الذي ظهرت به"، وبين العثيمين أن الشركة لديها اهتمام بكل أنواع الفنون ومنها الفن التشكيلي حيث أبدعت عضوة الشركة الفنانة العنود الجار الله في إبهار الحاضرين للفعالية بلوحاتها المميزة.

https://vid.alarabiya.net/images/201...569fa10f2d.jpg

مي عبدالرحمن: فرحة النساء لا توصف

وفي نفس السياق تحدثت الرئيسة التنفيذية لشركة "ED" مي عبدالرحمن الجميعة الحاصلة على ماجستير إدارة دولية من بريطانيا مع مرتبة الشرف أن الفن جزء لا يتجزأ من الثقافة الإنسانية ونمط من أنماط التعبير لدى الشعوب وقالت: "لو شاهدتم فرحة النساء أثناء فعالية (نغمات ثقافية) وطريقة تعبيرهن والمشاعر التي عشنها لفهمتم ما أقصد"، وتابعت: "هناك مسنات بين الحاضرات كن يخرجن جوالاتهن للتصوير ويؤكدن أنهن منذ أكثر من 30 عاماً لم يشعرن بنفس الأحاسيس".
وأوضحت مي عبدالرحمن أن الشركة التي ترأسها تعمل بطاقات شابة، وقدمت إلى المحفل فنانين شبابا كانوا ينتظرون مثل هذه الفرصة للغناء أمام الناس والجمهور، مضيفة: "وجهنا رسالة إلى الشركات الكبرى بأنكم لو أردتم النجاح وصناعة الفرح لاستطعتم، فنحن بإمكانيات مالية بسيطة وبجهود فريق شاب استطعنا إعادة الموسيقى والحفلات إلى الرياض بشكل لقي ثناء الجميع والحمد لله"، موجهة الشكر والتقدير إلى الوزير عادل الطريفي وإلى قيادات مركز الملك فهد الثقافي.

صعوبات واجهتنا

أكد معن العثيمين أن بداية الاتفاقية مع مسؤولي مركز الملك فهد كانت على أوبريت غنائي، ثم تطور الأمر إلى إقامة حفلة غنائية، وقال: "كنا في البداية رشحنا الفنان الشاب المبدع فيصل سعود، وعندما اتفقنا على الحفلة الغنائية وأوكلت الأمور إلينا بشكل كامل شاركنا بالفنانين رامي عبدالله ونايف النايف ومهند صالح إضافة إلى فيصل"، وتابع: "كانت هناك صعوبات واجهتنا في مكان إقامة البروفات إلا أن تعاون القائمين على المركز وفتحهم لأبوابه لنا وللفرق الموسيقية حتى ساعات الفجر كان يعطينا حافزاً على تقديم الأفضل لدينا".

https://vid.alarabiya.net/images/201...e0fe0ddfcf.jpg

وأكملت مي ما بدأ به زوجها معن قائلة: "كانت لديهم احترافية في التعامل واستخراج التصاريح وعملهم منظم، ونحن قمنا بنقل الفرق التي كانت تؤدي البروفات في استراحة خاصة بالشركة إلى المسرح الذي من المفترض أن يغلق أبوابه كحد أقصى عند الـ(12) منتصف الليل إلا أنهم كانوا أكثر مرونة وحرصا"، وتابعت: "لقينا منهم اهتماما كان محل تقديرنا وتقدير فريقنا الذي بذل قصارى جهده ونحن ممتنون لهم جميعاً وبالتحديد الأستاذ خالد السلوم والأستاذ عمر الصقير والمهندس الصوتي الأستاذ عادل الملحان على كل ما بذلوه من جهود لإتمام هذه الفعالية".

لحظات توتر لا تنسى

"الفشل قد يكون أول صفحة في كتاب النجاح" هذه الكلمات ألقاها المهندس معن العثيمين للتخفيف من توتر زوجته مي عبدالرحمن عند تسرب شائعة صبيحة يوم الفعاليات عن إلغائها، يقول العثيمين وهو يرتب أوراقه في مكتبه الذي تشع جدرانه بالحياة واللوحات ذات الألوان الهادئة: "كنت أخفف من توتر مي، ومستعد لأي أمر، أخفيت شيئا من قلقي حتى اتضح أن الأمر مجرد شائعة هدفها إحباطنا".
مي أخذت دفة الحوار: "قبيل الاحتفالية البهيجة بليلة لم أذق طعم النوم، ليس من أجلي بل من أجل الفنانين الذين استعدوا وعملوا باجتهاد في البروفات وكانوا ينتظرون الوقوف على مسرح الرياض عاصمتنا الحبيبة التي توقفت عن الغناء لأكثر من 3 عقود"، وأضافت ضاحكة: "كنت يوم الحفل بداية من استقبال الضيوف والصعود إلى أماكن النساء ومتابعة بعض الأمور مع الفرق المنظمة مثل "أم العروسة" والحمد لله أن ردود الناس أزالت عنا كل التعب، ولا زلت أتذكر أحد الشبان عندما ناداني لحظة صعودي على المسرح وقال لي مي.. مي شكراً لقد أسعدتمونا".

معن: سنطرب جميع السعوديين

المهندس معن العثيمين في العقد الثالث من عمره يؤكد أنه يمضي 15 ساعة يومياً في العمل، وعلى ترتيب الشؤون الإدارية وإدارة الأعمال، وكشف لنا أنه يجري ترتيبات على قدم وساق مع عدد من الجهات الثقافية في المملكة لإحياء حفلات غنائية، ملمحاً بأن بوصلة الموسيقى قد تتجه هذه المرة إلى المنطقة الجنوبية التي تزخر بالفن والموروث، وقال: "نحن مستعدون لإحياء ثقافة الفرح في كافة أرجاء الوطن، لدينا فريق عمل من الكوادر الشابة المؤهلة، ولا نطلب من الجهات الرسمية سوى توفير المكان المناسب لنا"، مضيفاً: "نحن سنتولى رسم البهجة، ورغم عمر شركتنا الذي لم يتجاوز 6 أشهر إلا أننا مؤهلون وقادرون، وسقف طموحنا لا حدود له، ونحن سبقنا الجميع في عودة الحفلات الغنائية إلى الرياض منذ توقفها في الثمانينات، ولدينا الإرادة والعمل المكلل بالإنجاز بفضل الله".

https://vid.alarabiya.net/images/201...18f5284ba5.jpg

قصة زواجهما

وعن قصة زواجهما ذكرت مي بأن الأمر تم سريعاً بين الخطبة والزواج فترة لم تتجاوز 4 أشهر، وكان من أهم الشروط التي وضعتها مي للزواج أن ترتبط بزوج ذو عقلية حديثة، ويحترم المرأة ويستمع إليها: "لا أريده أن يكون منفتحا ولا يكون تقليديا، بل أريده بعقلية وتفكير حديث، وأهم شيء يحترمني، وكثيرون تقدموا لي ورفضتهم حتى جاء معن، واليوم معن في عيوني هو كل الرجال".

وعن ذلك تحدث معن وعيناه تلمعان بحب عميق قائلاً: "كنت أبحث عن إنسانة بمواصفات معينة، وكانت أمي تلح علي في كل مرة أن أتزوج خاصة بعد أن مررت بتجربة زواج سابقة، وانشغالي بالعمل يدفعني كل مرة للتأجيل"، وأضاف: "في لحظة وصلت إلى قناعة أنه لا بد أن أبحث عن الإنسانة التي أرسمها في مخيلتي، بحثت عن زوجة المستقبل حتى وصلت إلى أسرة مي، وأحمد الله أن كتبنا لبعض".

وذكر معن بأن زواجهما كان بمراسم بسيطة بين العائلتين، لأنهما كانا يودان التعبير عن فرحتهما في شهر العسل، حيث سافرا إلى النمسا وارتدى بدلة العرس وهي ارتدت الفستان وسارا وسط الناس وعند القلاع والحصون القديمة ووثقا رحلة العمر بتفاصيلها الجميلة.. هنا تشير مي بيدها وتسرد تلك اللحظات مبتسمة: "كنا سعيدين، الناس شاركونا الفرح والأجواء المحيطة بالمكان جميلة ولا توصف".

بيت مي ومعن

وفي سياق آخر وعن حياتهما الخاصة تحدث معن العثيمين عند سؤاله عن مدى تداخل وتأثير العمل عليهما في المنزل قائلاً: "بلا شك أن ذلك له تأثير ولكن يبقى محدوداً لأني أستطيع الفصل بين شخصيتي في المنزل وشخصيتي في العمل، لذا أطلب من مي ترك أحاديث العمل للعمل، وبالمناسبة من شدة انهماكنا في الشركة لا أتذكر أننا حصلنا على وقت للجلوس مع بعض بعيداً عن أجواء العمل".
من جانبها قالت مي: "في بعض الأحيان يردني اتصال يخص العمل وهو بجانبي فأجدها فرصة لحله واتخاذ القرار بشكل فوري إذا كان الأمر يلزم ذلك، وأنا أثق به كثيراً، وهو إنسان محب لعمله"، وأوضحا أنهما يتفقان على الاهتمام بمشاعر بعضهما والعاطفة تكون بينهما جياشة في المنزل أكثر من العمل، وليس أبلغ من قول معن: "اتفقنا على ألا ينام أحدنا والآخر زعلان منه".

https://vid.alarabiya.net/images/201...54c79462af.jpg

حب بين جيتار وعود

عند الدخول إلى منزلهما أول ما يفاجئك ويسترعي انتباهك وجود أدوات موسيقية تتزين بها الجدران إذ يؤكدان أن علاقتهما بالفن والموسيقى فضلاً عن كونها علاقة عمل فهي أسلوب حياة، حيث يلاحقهما الفن ويلاحقانه، تقول عن ذلك مي: "أكتب الشعر منذ سنوات باسمي مي عبدالرحمن وأعزف الجيتار، وتستوقفني دائماً الأغنية الجميلة بغض النظر من يكون الفنان، ويعجبني إحساس الفنان خالد عبدالرحمن في أغنياته"، وفي ذات السياق قال معن: "أما أنا فأتعلم آلة العود، وأحد المحبين القدامى للفنان راشد الماجد وهو فناني الأول"، مستدركاً: "لكن أستمع إلى عدد من الفنانين وأتابع أعمالهم مثل عبادي الجوهر، عبدالمجيد عبدالله، أصيل أبو بكر وراشد الفارس"، وزاد من اطلاعي على الأدوات الموسيقية وتفاصيلها وجود الفنان الشاب فيصل سعود أحد فريق شركة "ED" الذي يتمتع بإمكانيات صوتية عالية ولديه قدرات مميزة في التلحين ولحّن مؤخراً عملاً غنائياً للفنان الشاب "عايض".
واتفق الزوجان الشابان أن الفنانة نوال الكويتية هي نقطة التقاء ذائقتيهما الفنية، إضافة إلى كونهما يتفقان على تشجيع الهلال ويتابعان مبارياته بشغف على حد وصفهما.