شدّدت عضو مجلس الشورى كوثر الأربش في ورقة عمل قدّمتها ضمن فعاليات ملتقى “ناطق” بالمنطقة الشرقية على ضرورة استبعاد الطائفيين والقبليين والمتحيّزين، من عملية البناء.
وقالت في الورقة التي حملت عنوان “مَن أنت أيها الوطن؟” إن هؤلاء يفكرون فقط في مساحات ضيقة، ولأجل مصالح الفئة، مبيّنة أن رؤية 2030 بحاجة لتشكيل إستراتيجيات تقوم على أشخاص أكفاء، قيّمين، أذكياء وخبراء، مؤكدة أنه دون هؤلاء ستكون هنالك الكثير من المعوّقات.
وأشارت قائلة” عرفتُ الأسئلة في عمر مبكر، كان أكثرها صعوبة، التفتيش عن القيمة التي تستحق أن تفني عمرك من أجلها، وتنقّلتُ من طريق إلى آخر، حتى اكتشفتُ أن الوطن ليس جدارًا، وتلك ليست الأصوات التي نألفها، الشوارع، النخيل، السدود، الطرق المسفلتة، المستشفيات والمدارس، فالوطن ولو خلا من هذا كله، وبقي رملًا وسورًا، يبقى وطنًا! كآبائنا حين يهرمون، يسيرون على وهن، لو فقدوا البصر والعافية، يبقون آباءنا الذين نحبهم، وتعرف ذلك جيدًا في عيون الغرباء، اللاجئين، المنفيين خارج أوطانهم. إن في عيونهم حسرة، لا تمحوها كنوز العالم.
وأضافت الأبرش: “الكُتّاب والإعلاميون، السياسيون والمتحدثون الرسميون، الناشطون، تقع على عاتقهم إعادة تشكيل مفهوم الوطنية، وبناء الداخل من أفراد وجماعات يدركون أهمية التكاتف والتلاحم والنظر للمصالح المشتركة ولقيمة الأرض. لكن السؤال: هل قام هؤلاء بما عليهم فعله؟
وقالت إن المواطنة بمعناها السامي لا تروق للنفعيين، فهي المشاركة، وهي ممارسة وضمان للحقوق المدنية والسياسية، والمواطن هو فردٌ ضمن نسيج مجتمعه ومعني بحمايته، بقدر ما يتمتع بحقوق مدنية. إن هناك حقوقًا وواجبات تجاه الدولة التي ينتمي إليها. وفكرة الانتماء هذه تحيل إلى كون المواطنة ترتبط عمومًا بهوية وطنية خاصة، وبالتالي ترتبط المواطنة بالتحيّز الإقليمي والتاريخي الذي يعين متغيّرات انتماء الأفراد. وفكرة الانتماء هذه تمثل مصدر خلط عامة الناس بين المواطنة والحضور المادي في بلد ما، في حين أنّ المواطنة تتجاوز محدود الحضور المادي.
وأشارت إلى أن البناء عملية تنشأ على نفوس وضيئة، وثابة، متفائلة، لا يمكن للسلبيين والأنانيين أن يتفهّموا معنى البناء، الحياة، الغد. لذا لا يسع لأولئك المتشائمين والأنانيين إلا الهدم. هدم الذات وهدم الوطن، مضيفة إن البناء يتطلب التضحية، النظرة البعيدة، القيم العليا والوفاء للأهداف الكبرى.