![]() |
افتراضي الفرق بين التكبر وشرف النفس عند الامام ابن القيم - رحمه الله - قال الامام ابن القيم رحمه الله في كتابه الروح : "أما شرف النفس فهو صيانتها عن الدنايا والرذائل والمطامع التي تقطع أعناق الرجال فيربأ بنفسه عن أن يلقيها في ذلك، بخلاف التيه فإنه خلق متولد بين أمرين: إعجابه بنفسه وازدرائه بغيره فيتولد من بين هذين التيه، والأول يتولد من بين خلقين كريمين: إعزاز النفس وإكرامها وتعظيم مالكها وسيدها أن يكون عبده دنيَّا وضيعا خسيسا، فيتولد من بين هذين الخلقين شرف النفس وصيانتها" وقال في بيان الفرق بين الصيانة والتكبر: "الصائن لنفسه بمنزلة رجل قد لبس ثوبا جديدا نقي البياض ذا ثمن فهو يدخل به على الملوك فمن دونهم، فهو يصونه عن الوسخ والغبار والطبوع وأنواع الآثار إبقاء على بياضه ونقائه، فتراه صاحب تعزز وهروب من المواضع التي يخشى منها عليه التلوث، فلا يسمح بأثر ولا طبع ولا لوث يعلو ثوبه، وإن أصابه شيء من ذلك على غرة بادر إلى قلعه وإزالته ومحو أثره وهكذا الصائن لقلبه ودينه تراه يجتنب طبوع الذنوب وآثارها، فإن لها في القلب طبوعا وآثارا أعظم من الطبوع الفاحشة في الثوب النقي للبياض، ولكن على العيون غشاوة أن تدرك تلك الطبوع، فتراه يهرب من مظان التلوث ويحترس من الخلق ويتباعد من تخالطهم، مخافة أن يحصل لقلبه ما يحصل للثوب الذي يخالط الدباغين والذباحين والطباخين ونحوهم، بخلاف صاحب العلو فإنه وإن شابه هذا في تحرزه وتجنبه فهو يقصد أني علو رقابهم ويجعلهم تحت قدمه فهذا لون وذاك لون" |
الساعة الآن 09:59 AM بتوقيت مسقط |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0 Designed & TranZ By
Almuhajir