![]() |
غريبٌ أن تودّع ضيفاً قبل وصوله . بعد ايام يطل علينا شهر رمضان الكريم شهر التقوى والإيمان الذي انزل فيه القران ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ فيه ليلة خير من ألف شهر ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ﴾ ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) وقد كتب غازي القصيبي رحمه الله مقالا بعنوان: ( رمضان .. وداعا ) يودع فيه رمضان قبل أن يدخل ويشبه رمضان بالضيف الغالي الذي رحل عنا منذ زمن والسبب في ذلك الوداع لان حنينه وشوقه لأيام خلت جعلته يودع رمضان قبل ان يدخل اذ ان هناك أمور تسرق روحانية رمضان اليوم ولم يخفي حنينه لرمضان لسنوات مضت واظهره لاختلال المفاهيم وكأني به اشتاق لرمضان القديم وروحانيته التي تغيرت صورته بين الماضي والحاضر وتغيرت أجواء رمضان عن ذي قبل فرمضان زمان له روحانية فريدة بذرها الصائم بالجوع وسقاها بالدموع وقواها بالركوع اما رمضان اليوم يقول عنها غازي القصيبي ( تجيء من التهام واثب لأطعمة تقود إلى مختلف أنواع المرض؟ ) مقال القصيبي هذا أحيا في نفسي تذكر ذلك الزمن الجميل وأحيا في نفسي أيضا امل صفحة مشرقة لغد أجمل ان توقيت نشر المقال كان في أواخر شهر شعبان تزامناً مع قرب دخول شهر رمضان المبارك اترككم مع مقال الدكتور غازي القصيبي رحمه الله (رمضان .. وداعاً ) غريبٌ أن تودّع ضيفاً قبل وصوله إلا أن هذا الضيف الغالي "رمضان" رحل عنا منذ زمن أحسبه يعود إلى فترة الطفرة الأولى وحل محله رمضان آخر بملامح نعرف أقلّها وننكر معظمها رمضان القديم لم يكن "أولمبياد" طعام يتضاعف فيه استهلاك المواد الغذائية عدة أضعاف ولم يكن موسم تلفزيون يجمد أمامه - كالخُشب المسندة – النساء والرجال والكبار والصغار ولم يكن يأتي وفي صحبته مسلسلات لها أول وليس لها آخر وليس في واحد منها شيء عن تزكية النفس أو تنقية الروح لم يكن مسابقة في الفتوى بين المفتين ولا في الجمال بين المذيعات ولا في الذكاء بين المحللين السياسيين لم يكن مدرسة للعادات السيئة يتعلم فيها الصغار الطعام المتصل والعبث المتصل، والسهر المتصل في رمضان القديم كان الطلاب يذهبون إلى مدارسهم كالمعتاد وكان الموظفون يمارسون عملهم كالمعتاد أما في رمضان الجديد فقد أصبحت دراسة الأطفال عقوبة جسدية ومعنوية قاسية لا مبرر لها أما دوام الموظفين فقد تحول إلى "وصلة" نوم وخمول استجماماً من سهر الليلة السابقة واستعداداً "لملاحم" الليلة القادمة أي هدف من أهداف الصيام الربانية يتحقق في رمضان الجديد؟ أي "تقوى" يمكن أن يحس بها شخص يلهث متلمظاً من حسناء في مسلسل إلى حسناء في مسلسل؟ أي شعور بمعاناة الفقير يحس بها صائم يأكل في ليلة واحدة ما يكفي قريةً أفريقية بأكملها؟ أي صحة يمكن أن تجيء من التهام واثب لأطعمة تقود إلى مختلف أنواع المرض؟ أي روحانية يمكن أن يحس بها الصائم في شهر يجسد المادية الطاغية بدءاً بالإعلانات وانتهاء بجوائز المسابقات؟ الحق أقول لكم، أنا، ولا أدري عنكم أحن إلى رمضاني القديم.. كثيراً.. كثيراً.. ؟ (1) انتهى كلامه ان كلام الفقيد رحمه الله ليس بحاجة لتعليق بقدر ما هو بحاجة الى التطبيق ومع إطلالة شهر رمضان الكريم وتحديدا في صباح يوم الأحد الخامس عشر من شهر أغسطس عام 2010 انتقل إلى رحمة الله تعالى غازي القصيبي مخلّفًا وراءه إرثًا عظيمًا بعد قرابة سبعين عامًا التي عاشها قبل ان يوارى في مقبرة العود بالرياض كانت عطاء في مجال التنمية والإدارة وفي مسائل الإبداع الأدبي رجل لن ينساه التاريخ توفاه الله تعالى واعماله تبقى حيه شاهدة له على مدى الدهر رحم الله الفقيد غازي بن عبدالرحمن القصيبي وغفر الله له اللهم بلغنا رمضان واعنا فيه على الصيام والقيام orent ابوعبدالعزيز 1- نشر المقال في صحيفة الوطن السعودية، الأربعاء بتاريخ 26 شعبان 1429هـ، الموافق 27 أغسطس 2008م، العدد (2889) السنة الثامنة . |
| الساعة الآن 01:54 PM بتوقيت مسقط |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0 Designed & TranZ By
Almuhajir