من العجائب في خلق الانسان
ثبات خلايا الدماغ
كيف ذلك؟ اقرأ وتمعن في هذا الكلام
إن ثبات شخصية الإنسان نعمة لاتقدر بثمن ، وقلَّ من ينتبه إليها ، ذلك أن خلايا الجسم ، الخلايا العظمية ، والنسج ، والعضلات ، والأجهزة حتى الشعر ، وأية خلية في الجسم تتبدل من خمس إلى سبع سنوات، فأنت بعد سبع سنوات إنسان آخر ، ليس في جسمك خلية واحدة قديمة ، فعظمك يتبدل ، وشعرك يتبدل ، وأقصر عمر خلية في جسم الإنسان خلية بطانة الأمعاء ، الزغابات تتبدل كل ثمان وأربعين ساعة ، أي كل ثمان وأربعين ساعة هناك زغابات جديدة ، وأطول هذه الخلايا تعيش سبع سنوات ، أو خمس سنوات ، معنى ذلك أنك تتبدل تبدلاً جذرياً كل سبع سنين على أرجح الأقوال ، فإذا تبدل دماغك نسيت اختصاصك ، ونسيت حرفتك ، ونسيت معارفك ، ونسيت أولادك ، ونسيت خبراتك ، ونسيت ذكرياتك ، ونسيت سبب رزقك ، ولا تعرف من هي زوجتك ، ولا من هم أولادك ، فلحكمة بالغةٍ بَالغةٍ لا تتبدل خلايا الدماغ ، لأنها لو تبدلت لكانت مصيبة كبرى ، ويقول الإنسان عندها : والله كنت طبيباً ففقدت اختصاصي ، وكنت مهندساً ، وكنت خطيباً، كنت تاجراً ، لو أن هذا التبدّل يقع في الدماغ لذهبت شخصية الإنسان ، هناك نعم لا تعد ولا تحصى ، نحن عنها غافلون ، قال تعالى : ﴿وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ﴾ [يوسف:105]،وقال: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ﴾
المصدر
كتاب آيات الله في الإنسان: د. محمد راتب الناي.