السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي الكرام ..
لا أحد يعرفني هنا ولا أعرف أحدا منكم
لذلك من باب التواصي على الحق والصبر
والخير أعرض لكم هذا الموضوع الذي
يغفل عنه كثييييير من الناس ولن يصحو
بعضهم من غفلته إلا في يوم التغابن
بعد الخروج من صلاة الجمعة توقف وانظر
الى اعداد الناس .. كل شخص يسير لوحده
والله انهم متفاوتون في أمر عظيم نغفل عنه
وهو { عداد الحسنات } بعضهم معه عداد
شغال على طول بسبب أذكار يقولها وهذا
معه عداد شغال منذ يومين بسبب مكيف
أصلحه لجاره .. وذلك معه عدادين منذ شهر
تكفل بإصلاح سيارة مسكين ووضع ظل وماء
للحيوانات .. وهذا الرجل عداده موقف من رمضان
وبعضهم العكس الله يعافينا عداد السيئات
شغال وهو لا يعلم .. ممكن رفع فيديو مليئ
بالنساء والموسيقى لليوتيوب أو قام بتوصية
زميله على موقع رهيب للأفلام ووو إلخ ..
اتمنى وضحت الفكرة .. والمسكين البائس
الخاسر الذي يعمل ويكسب الأجور ثم يغتاب
الناس فتذهب لهم هذه الحسنات ..
فيما يخص موضوعي
اقترض مني أحد العمال في الشركة 150 ريال
فوافقت على الفور - وكنت فيما مضى أتضايق منه
لأنه يتأخر بالشهر والشهرين يماطل حتى تنسى -
لكن لأني عرفت فضل عظيم على الصبر
على المعسر وافقت مباشرة وبكل صدر رحب
مجرد احتسابك للأجر انتقل ملف المعاملة
من الأرض الى السماء وهناك تسجل ارباحك
يوميا ..
اتمنى قراءة المقال التالي بتأني
فوالله انك انت المستفيد فائدة عظيمة
لن تخطر ببالك حتى تشاهد النتيجة
في يوم القيامة ..
اعلم ان بعضكم في قرارة نفسه يحتقر هذا المبلغ
لأن اغلبكم رجال جاوزوا الأربعين وتعاملاتكم في الديون
بالآلاف المؤلفة وبعضكم ربما ضاقت به نفسه من مدينه
المماطل لكن صدقوني التعامل مع الله لا يخضع لقوانين
ومقاييس البشر ..
.
.
فهذا مقال أذكر فيه نفسي وإخواني بعمل من أعمال البر والخير والمعروف، وعد الله من يفعلها بالجزاء الجزيل يوم القيامة، وبالظل الظليل يوم العرض على الله، والثواب الكبير ..
وهذا العمل هو إنظار المدين المعسر الذي لا يملك ما يسد دينه، وكذلك من يتجاوز عن الديون ويسامح أصحابها ويعفو عنهم ..
(1)
قال الله عز وجل: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}
فحث الله جل وعلا على إنظار المعسر، وعدم التثريب عليه والتشديد عليه في أداء ما عليه من الدين-فضلاً عن حبسه وأذيته بالمن ونحو ذلك- إذا كان لا يملك ما يسد به دينه مع رغبته في السداد (1)، وقصده رد المال لصاحبه {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ}..
بل أرشد الله عز وجل إلى أمر أعظم من ذلك وهو التنازل عن الدين، والتصدق به على من كان لازماً له {وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}
قال العلامة ابن كثير رحمه الله : «وقوله: { وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } : يأمر تعالى بالصبر على المعسر الذي لا يجد وفاء، فقال: { وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَة} أي: لا كما كان أهل الجاهلية يقول أحدهم لمدينه إذا حل عليه الدين: إما أن تقضي وإما أن تربي.
ثم يندب إلى الوضع عنه، ويعد على ذلك الخير والثواب الجزيل، فقال: {وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } أي: وأن تتركوا رأس المال بالكلية وتضعوه عن المدين. وقد وردت الأحاديث من طرق متعددة عن النبي صلى الله عليه وسلم، بذلك...».
وفي رواية عند ابن أبي شيبة وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني: ((من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله تعالى في ظل عرشه)).
فتبين أن المراد بظل الله: ظل العرش.
وقد جاء صريحاً في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ لَهُ أَظَلَّهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ)) . رواه الترمذي وابن الأعرابي في معجمه والقضاعي في مسنده وغيرهم وإسناده صحيح.
قال القرطبي في تفسيره: «وإنظار المعسر تأخيره إلى أن يوسر.
والوضع عنه إسقاط الدين عن ذمته.»
صحَّ عن بُرَيْدَةَ رضي الله عنه أنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلِهِ صَدَقَةٌ قَبْلَ أَنْ يَحِلَّ الدَّيْنُ ، فإذا حَلَّ الدَّيْنُ فَأَنْظَرَهُ بعد ذلك فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ)) .
فأوصي نفسي وإخواني بفعل ما يقرب إلى الله، وما يباعد عن النار، وما يوصل إلى السعادة في الدنيا والآخرة، ومن ذلك إقراض الناس، والتيسير عليهم، والعفو والتجاوز عنهم ..