🔺 إذا رأينا من يهدمُ في الإسلامِ وعقيدةِ المسلمينَ، فعلينا أن نبنيَ جدارَ التَّوحيدِ وأصولِ الدِّينِ، فدينُ اللهِ تعالى محفوظٌ بحفظِ اللهِ تعالى لكتابِه، مهما قالَ من قالَ، ومهما استهزأَ من استهزأَ، بعيداً عن الإحباطِ، واسمعوا إلى نبي اللهِ هودٍ عليه السَّلامُ وهو يدعو إلى توحيدِ اللهِ تعالى ويُدافعُ عن عقيدتِه بأرقى وأجملَ أُسلوبٍ: (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ * قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ * أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ)، وهكذا أهلُ الحقِّ في كلِّ زمانٍ وحينٍ.
🔺إذا رأينا من يهدمُ محاسنَ الأخلاقِ بأيدٍ آثمةٍ، فعلينا أن نبنيَ ونستثمرَ في الأجيالِ القادمةِ، ليتعاونَ الجميعُ في سبيلِ ترسيخِ الآدابِ في المجتمعِ، الأسرةُ في بيتِها، والمعلمُ في مدرستِه، والإمامُ في مسجدِه، حتى الجارَ والرَّجلَ في الشَّارعِ، واسمع إلى لقمانَ الحكيمِ الذي لم ينسَ درسَ الآدابِ، في وصاياهُ لابنِه التي خلَّدَها اللهُ تعالى في الكتابِ، فيقولُ له: (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ)، وصدقَ الشَّاعرُ:
عَوِّد بَنيكَ على الآدابِ في الصِّغَرِ **** كي ما تقرَّ بهم عَيناكَ في الكِبَرِ
فإنّما مَثَلُ الآدابِ تجمعُها **** في عُنفوانِ الصِّبا كالنَّقشِ في الحَجَرِ
🔺إذا رأينا من يهدمُ الأُسرةَ ويسعى لها في الشَّتاتِ، فعلينا أن نبنيَ الأُسرةَ ونُعيدُ بنائها مرَّاتٍ ومرَّاتٍ، فالأُسرةُ هي مصنعُ الرِّجالِ والأبطالِ، إذا قامتْ بدورِها على أكملِ حالٍ، فيا أيُّها الأمُّ بيتُكِ بيتُكِ، فطفلُكِ مع كلِّ رَضعةٍ، ومع كلِّ ضَمَّةٍ، ومع كلِّ قُبلةٍ، يأخذُ عطفًا وشفقةً وحنانًا تملأُ ما بينَ جنبيه، وأنتَ أيُّها الأبُ .. ابنُكَ يستمِّدُ منكَ قُوةَ الفِكرِ، وصلابةَ الرَّأي، وشَجاعةَ الإقدامِ، واقتحامَ الأهوالِ والمصاعبِ في مُعتركِ الحياةِ، فأنتما جَناحا الطِّفلِ الذي لا يَطيرُ إلا بِهما، ولا يِحُطُّ إلا بهما؛ فالأمُ حنانٌ وعطفٌ ومودةٌ، والأبُ قوةٌ وصلابةٌ وشجاعةٌ، وحالَ من فقدَهما كما قالَ القائلُ:
ليس اليتيمُ مَن انتهى أبواهُ مِن * هَمِّ الحياةِ وخَلّفاهُ ذَليلا
إنّ اليتيمَ هو الذي تلقَى لهُ * أُمّاً تَخَلّتْ أو أباً مَشغولا
🔺إذا رأينا من يهدمُ بتشويهِ الحقائقِ وتلويثِ الفِكرِ، فعلينا أن نبنيَ بمواجهةِ الفِكرِ بالفكرِ،
🔺وإذا رأينا من يهدمُ بواسطةِ الإعلامِ المقروءِ والفضائيِّ، فعلينا أن نبنيَ في وسائلِ التَّواصلِ الاجتماعيِّ،
🔺وإذا رأينا من يهدمُ بنشرِ الفتاوى العَليلةِ، فعلينا أن نبنيَ بنشرِ الفتاوى الأصيلةِ،
🔺وإذا رأينا من يهدمُ بينَ الإخوانِ، فعلينا أن نبنيَ أُخوَّةَ الإيمانِ،