![]() |
"يجود علينا الخيّرون بمالهم ونحن بمال الخيّرين نجود *الغِنَي غِنَي النفس* خرج *عمر بن عبيد الله* (ولي البصرة زمن حكم عبد الله بن الزبير بالحجاز) يوماً و كان من المشهورين بالكرم و السخاء و بينما هو في طريقه مرّ ببستان ورأى غلاماً مملوكاً يجلس بجوار حائطه يتناول طعامه فاقترب كلب من الغلام .. فأخذ الغلام يلقي إلى الكلب بلقمة ويأكل لقمة ، وعمر ينظر إليه و يتعجب مما يفعل ، فسأله عمر: *أهذا الكلب كلبك ؟* قال الغلام : *لا* قال عمر : *فلم تطعمه مثل ما تأكل؟* فردّ الغلام : *إني أستحي أن يراني أحد و أنا آكل دون أن يشاركني طعامي* أُعجب عمر بالغلام فسأله : *هل أنت حر أم عبد ؟* فأجاب الغلام : *بل أنا عبد عند أصحاب هذا البستان* فانصرف عمر ثم عاد بعد قليل ، فقال للغلام : *أبشر يافتى ، فقد أعتقتك لله تعالى و هذا البستان أصبح ملكاً لك* قال الغلام بسعادة ورضا : *أُشهدك أنني جعلت ثماره لفقراء المدينة* ، تعجب عمر وقال للغلام : *عجباً لك ! أتفعل هذا مع فقرك و حاجتك إليها ؟* فردّ الغلام بثقة و إيمان : *إنّي لأستحي من الله ان يجود عليّ بشيء فابخل به ...* يقول الشاعر *"يجود علينا الخيّرون بمالهم ونحن بمال الخيّرين نجود "* *(إنها قمّة العطاء .. وقمّة الرضا .. وقمّة القناعة)* يقول تعالي في هؤلاء : *﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾* وكذلك قوله تعالى: *﴿لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾* المالُ للرَّجلِ الكريمِ ذرائعٌ يبغي بهنَّ جلائلَ الأخطارِ والنَّاسُ شتى في الخِلَالِ وخيرُهم مَن كان ذا فضلٍ وذا إيثارِ اللهم ارزقنا الإيثار ، وحب الخير للناس ، وأعذنا من الأثرة ، والأنانية وحب الذات ، واعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا. 💮﷽💮 *﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ ﷺ* |
الساعة الآن 11:42 PM بتوقيت مسقط |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0 Designed & TranZ By
Almuhajir