اختلف مع الكاتب بوصفه لخاشقجي انه مجرد رقم عابر وكذلك الثناء المبالغ فيه بشخصية اردوغان الميكافيلية .. وفي المقابل اتفق معه بأن اردوغان رجح الحكمة بالتعامل مع السعودية رغم كل هذا الهجوم الاعلامي الغوغائي ضد تركيا وضد شخص اردوغان ..
لكن عموماً ان تقرأ مثل هذا المقال من اعلامي مخضرم ومسؤول عسكري رفيع المستوى في صحيفة سعودية في مثل هذا الوقت فهذا امر مثير للاهتمام
بقلم | اللواء طيار ركن (م) عبدالله غانم القحطاني
الحق يقال أن السيد الرئيس طيب رجب اوردغان منذ مجيئه لسدة الحكم في تركيا وهو يظهر في العلن احتراماً وتقديراً للملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز وللملك سلمان حفظه الله ولبلادنا وأهلها، وفخامته يدرك قيمة المملكة وتأثيرها ومكانتها في العالمين العربي والإسلامي.
ولا شك ان الوضع القائم في ظل حكاية جمال خاشقجي يبدو للكثير أشد المراحل قتامةً وصعوبة في تاريخ العلاقات بين الرياض وأنقره. ولكن ما يجب ادراكه هو أن الحقيقة حول مشكلة جمال خاشقجي يعلمها السيد الرئيس ولديه كل المعطيات وربما أكثر من ذلك بكثير!، وهذا ما يجعلنا نؤمل كثيراً على حكمته وعلى بعد نظره بأن السعودية وشعبها وأرضها وإرثها ومستقبلها هي أهم من حكاية صحفي له علاقات بجهات مختلفة يعرفها سيادته وهي إجمالاً لا تضمر خيراً للبلدين، وفخامة الرئيس يعلم يقيناً بأن للصحفي علاقات بالواشنطن بوست وبعبدالله قولن وبدوائر أخرى لا تخدم أمن تركيا الوطني ولا مصالحها بأي حال والصحفي جمال ذو العلاقات المتضخمة هو رقم عابر بالنهاية.
لنتصور أن الصحفي الخاشقجي وهو المواطن السعودي الذي يرتبط بدوائر مختلفة يعرفها فخامته كان يتناول الغداء والقهوة التركية في مطعم “سودا كباب” بتركيا وأختفى فجأة ليظهر لاحقاً مع عائلته في مدينة جدة أو في ديار بكر شرق تركيا بشروال الكُرد، أو خرج سراً الى أي جهة بالخارج، أو حتى رآه شيخ تقي بمنامه وهو في جنات النعيم، فما الذي سيشكله ذلك من خطورة أو أهمية ومصلحة وطنية كبرى لتركيا مقارنة بإستراتيجية علاقاتها بصديقها الأهم الملك السعودي والمملكة وحجم المصالح وعمق التاريخ والمستقبل الكبير الواعد الذي تشكله الرياض لشركات واقتصاد تركيا في المرحلة القائمة والمستقبلية؟.
حقيقةً أننا لم نرى في السنوات الأخيرة فخامة الرئيس التركي اوردغان يبدي هذا القدر العالي من الحكمة والشجاعة والذكاء كما يفعله ازاء هذا التأجيج الإعلامي القطري والدولي ضد السعودية من نافذة مواطن سعودي كان في تركيا وغاب عن الأنظار وحتماً سيظهر بشكل مختلف عمَّا ارادته رويتر وتنظيم قطر وضيوف قناة الجزيرة الاوربيين والاميركان الذين تدفع لهم من خزينة قطر ما يكفي لبناء ألف مدرسة باليمن.
نرجو الله ان لا يخيب أملنا في الرئيس الحكيم، ولا يمكن لعارف تصور عكس ذلك، فإن حدث لا سمح الله قطيعة فالمستفيد الوحيد هم اعداء تركيا والسعودية معاً، والخاشقجي هو فرد وسيبقى المواطن السعودي وحسب.