![]() |
سؤال قد يقفز ما سبب التخليط عند بعض الأحزاب والجماعات الإسلامية؟ إجابة هذا السؤال تحتاج إلى رصد طويل في تأريخ كل جماعة على حدة، لأن الجماعات مرت بمراحل زمنية وأطوار فكرية مختلفة -بحسب ظروفها أو رؤوسها-، ولكن إجمالًا فإني أميل إلى الاعتقاد أن الأسباب قد لا تبعد عن الآتي: 1- خلفيات علمية عقدية هشّة أو منحرفة من الأساس ... يقابلها عاطفة دينية غير منضبطة علميًا وعقديا- خاصةً أن كثيرًا من كوادر هذه الأحزاب ليسوا علماء أو طلبة علم (أطباء ومهندسون غالبا)-. 2- السكنى في الغرب أو كثرة القراءة في التشريعات الوضعية الغربية مما يؤدي مع الأيام إلى تشربها ثم الإيمان بها، أوعلى الأدنى: محاولة مسايرتها -أي القوانين الغربية- وتطويع النصوص للتماهي معها. 3- تقديم المصلحة الحزبية على الانضباط الشرعي. 4- الإخلال بمبدأ التدرج في تطبيق الشريعة إلى مرحلة التنازل. 5- ضغط الواقع. 6- أمراض قلبية فردية لا تخص الجماعة كلها، وإنما تعترض بعض رموزها، وهي مما يعتري البشر من حب الرئاسة ودوام الحضور وسلطة القيادة والتأثير. ومع هذا فإن المرء لا يهضم هذه الجماعات جهدها ولا جهادها، فلها في ميزان التاريخ حسنات وهنّات، ولكن الصدق مع نواياها الطيّبة يقتضي المناصحة لا المجاملة؛ كما أن المرء لا يؤاخذها فيما اضطرت إليه مصانعةً ومسايسة؛ ولكن هذا يجب أن يكون تحت قاعدة: "ثبات المبدأ وسعة المعاملة"؛ فالرسول -صلى الله عليه وسلم- أعطى المال، لكنه لم يعط الدين. |
الساعة الآن 10:43 PM بتوقيت مسقط |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0 Designed & TranZ By
Almuhajir