![]() |
صحة حديث يستحلون الحر والحرير والمعازف بما لا يخالف فيه الاجاهل او صاحب هوى قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أبي عامر أو أبي مالك الأشعري قال: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف.." رواه البخاري ، قال هشام بن عمار، حدثنا صدقة بن خالد، حدثنا عبدالرحمن بن يزيد بن جابر، حدثنا عطية بن قيس الكلابي، حدثنا عبدالرحمن بن غنم الأشعري، قال : حدثني أوب عامر أو أبو مالك الأشعري. ورواه أبو داود حدثنا عبدالوهاب بن نجدة، حدثنا بشر بن بكر، عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر، وذكره . ورواه ابن حبان ، أخبرنا الحسين بن عبدالله القطان، قال : حدثنا هشام بن عمار، وذكره . ورواه الطبراني ، حدثنا موسى بن سهل الجوني البصري، حدثنا هشام بن عمار، وذكره . ورواه كذلك ، حدثنا محمد بن يزيد بن عبدالصمد الدمشقي، حدثنا هشام بن عمار، وذكره . ورواه البيهقي أخبرنا أبو عبدالله الحافظ، أخبرني أبو بكر بن عبدالله، أنا الحسن بن سفيان، أنا هشام بن عمار، وذكره . ورواه ابن عساكر ، أخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر، أنا أبوسعيد محمد بن عبدالرحمن، أنا أبو أحمد الحاكم، أنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان، نا هشام بن عمار . ورواه المزي ، من طريق موسى بن سهل الجوني البصري، عن هشام بن عمار . ورواه الذهبي ، من طريق محمد بن محمد بن سليمان عن هشام بن عمار . ورواه كذلك من طريق الباغندي عن هشام بن عمار . خلاصة الحكم على الحديث : أنه صحيح وذلك للأسباب التالية : 1. رجاله ثقات . 2. لا مطعن فيه بتعلق البخاري له لمجيئه متصلاً عن هشام بن عمار من عدة طرق عن رواة ثقات . 3. متابعة بشر بن بكر التنيسي لهشام بن عمار، وهو ثقة قال الألباني - رحمه الله تعالى - "و له طريق أخرى عن عبد الرحمن بن يزيد ، فقال أبو داود ( 4039 ) : حدثنا عبد الوهاب بن نجدة حدثنا بشر بن بكر عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به . و رواه ابن عساكر من طريق أخرى عن بشر به . قلت : و هذا إسناد صحيح و متابعة قوية لهشام بن عمار و صدقة بن خالد..........ثانيا : تحريم آلات العزف و الطرب ، و دلالة الحديث على ذلك من وجوه : أ - قوله : " يستحلون " فإنه صريح بأن المذكورات و منها المعازف هي في الشرع محرمة ، فيستحلها أولئك القوم . ب - قرن ( المعازف ) مع المقطوع حرمته : الزنا و الخمر ، و لو لم تكن محرمة ما قرنها معها إن شاء الله تعالى . و قد جاءت أحاديث كثيرة بعضها صحيح في تحريم أنواع من آلات العزف التي كانت معروفة يومئذ ، كالطبل و القنين و هو العود و غيرها ، و لم يأت ما يخالف ذلك أو يخصه ، اللهم إلا الدف في النكاح و العيد ، فإنه مباح على تفصيل مذكور في الفقه ، و قد ذكرته في ردي على ابن حزم . و لذلك اتفقت المذاهب الأربعة على تحريم آلات الطرب كلها ، و استثنى بعضهم - بالإضافة إلى ما ذكرنا - الطبل في الحرب ، و ألحق به بعض المعاصرين الموسيقى العسكرية ، و لا وجه لذلك ألبتة لأمور : الأول : أنه تخصيص لأحاديث التحريم ، بدون مخصص ، سوى مجرد الرأي و الاستحسان ، و هو باطل . الثاني : أن المفروض في المسلمين في حالة الحرب أن يقبلوا بقلوبهم على ربهم ، و أن يطلبوا منه نصرهم على عدوهم ، فذلك أدعى لطمأنينة نفوسهم ، و أربط لقلوبهم فاستعمال الموسيقى مما يفسد ذلك عليهم ، و يصرفهم عن ذكر ربهم ، قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا ، و اذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ) . الثالث : أن استعمالها من عادة الكفار ( الذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر ، و لا يحرمون ما حرم الله و رسوله ، و لا يدينون دين الحق ) فلا يجوز لنا أن نتشبه بهم ، لا سيما فيما حرمه الله تبارك و تعالى علينا تحريما عاما كالموسيقى . و لا تغتر أيها القارئ الكريم بما قد تسمع عن بعض المشهورين اليوم من المتفقهة من القول بإباحة آلات الطرب و الموسيقى ، فإنهم - و الله - عن تقليد يفتون ، و لهوى الناس اليوم ينصرون ، و من يقلدون ؟ إنما يقلدون ابن حزم الذي أخطأ فأباح آلات الطرب و الملاهي ، لأن حديث أبي مالك الأشعري لم يصح عنده ، و قد عرفت أنه صحيح قطعا ، و أن ابن حزم أتي من قصر باعه في علم الحديث كما سبق بيانه ، و ليت شعري ما الذي حملهم على تقليده هنا دون الأئمة الأربعة ، مع أنهم أفقه منه و أعلم و أكثر عددا و أقوى حجة ؟ ! لو كان الحامل لهم على ذلك إنما هو التحقيق العلمي فليس لأحد عليهم من سبيل ، و معنى التحقيق العلمي كما لا يخفى أن يتتبعوا الاحاديث كلها الواردة في هذا الباب و يدرسوا طرقها و رجالها ، ثم يحكموا عليها بما تستحق من صحة أو ضعف ، ثم إذا صح عندهم شيء منها درسوها من ناحية دلالتها و فقهها و عامها و خاصها ، و ذلك كله حسبما تقتضيه قواعد علم أصول الحديث و أصول الفقه ، لو فعلوا ذلك لم يستطع أحد انتقادهم و لكانوا مأجورين ، و لكنهم - و الله - لا يصنعون شيئا من ذلك ، و لكنهم إذا عرضت لهم مسألة نظروا في أقوال العلماء فيها ، ثم أخذوا ما هو الأيسر أو الأقرب إلى تحقيق المصلحة زعموا . دون أن ينظروا موافقة ذلك للدليل من الكتاب و السنة ، و كم شرعوا للناس - بهذه الطريقة - أمورا باسم الشريعة الإسلامية ، يبرأ الإسلام منها . فإلى الله المشتكى . فاحرص أيها المسلم على أن تعرف إسلامك من كتاب ربك ، و سنة نبيك ، و لا تقل : قال فلان ، فإن الحق لا يعرف بالرجال ، بل اعرف الحق تعرف الرجال ، و رحمة الله على من قال : العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة ليس بالتمويه ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين الرسول و بين رأي فقيه كلا و لا جحد الصفات و نفيها حذرا من التمثيل و التشبيه" |
الساعة الآن 10:05 AM بتوقيت مسقط |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0 Designed & TranZ By
Almuhajir