![]() |
مفترق طرق في حياتنا طرائق قددا. نمضي فيها من بداية خليقتنا إلى أن ترد الروح إلى عالم الغيب و الشهادة.هناك محطات ننطلق منها، و محطات نتوقف تحت فئ ظلها. بين هذه المحطات تجول الخواطر، و تتفتح أو تنغلق الأذهان، كلا حسب رؤيته. هناك من يكون رهين المحبسين، بين ظن و شك و ريب و حقيقة ربما تطاله و ربما لا تمت له بصلة. لكن نبقى نحن ،كما نحن بشر من لحم و دم و عواطف و هيجان أعصاب. من أهم مفارق الحياة هذه هي حياة الطفولة التي ما تلبث أن تتحول من براءة حانية ،إلى ثوران بركاني محموم يعرف بالمراهقة. في طفولتنا نحلم، في طفولتنا نجري و نلعب، و في طفولتنا كل شئ مباح حتى الكلام إلى الصباح. لكن يأتي مفترق الطريق الأول، و يعرف الآن بالسنوات الدراسية، و ننسلخ من الطفولة إلى بداية الأنوثة أو الرجولة. يبدأ معنا تشكل الشخصية ،و إتخاذ القرار، و ندرك حينها إننا لم نخلق عبثا. حينما نحاول ترك الطفولة، تبقى بعض العوالق التي ما أن تجد الأرض الخصبة إلا و تطير تغرد مرة آخرى في حنين إلى ماضا لن يعود. نصرخ بداخلنا أريد أن أبقى طفلا!!! و لكن هيهات هيهات ، فقد فات الفوت ووقع الصوت و سفينتك لن ترسي في بر آمن إلا إذا أصلحت إتجاهك، و عرفت هدفك، و صليت لربك. يا ترى ماذا كانت أحلامكم في الطفولة؟ و هل تحققت؟ تبدأ حياة النفور و الحبور، و ندخل في معمعة المراهقة. كل شئ لا يعجبنا، حتى ما كنا نستلطفه بالأمس أصبح اليوم علينا نوع من الكلف. نبحث عن كل شئ في كل شئ. الممنوع مرغوب، و المسموح ليس له حدود. منا من تتغير أحلامه و منا يستجدي أحلام الأخرين. أريد أن أكون .....و أن أكون....مثل فلان...و مثل علان....هنا في هذه المرحلة الخطيرة في حياة الأنسان، أما أن يخرج منها سالما معافى في ذهنه و بدنه و إما أن يتخطفه شيطان الغواية و تهوي به الريح في مكان سحيق. حيوية، نشاط، صحة، لا نعرف الدواء و لا نعرف بطاقة المستشفى، ما تلبث إلا أن تنمو و تسمو إلى عالم الواقع من الذكورة و الأنوثة. هل تغيرت أحلامكم في المراهقة عن الطفولة؟ و هل ما جنيتم في مراهقتكم أسعفكم في شبابكم؟ تأتي فترة الفحولة، و فترة التأيض و التبيض للأنثى. هنا يقف الزمن برهة، يخلجنا شوق للطرف الأخر، نتوسم الحب و نبحث عنه بين صواقيع الجدران و بين حصيات الوادي. نجلس الساعات ننتظر بنت الجيران أن تطل و لو لبرهة، بينما تحيك الأنثى الكمة و هي على حافة النافذة لعل سلطان الحب يأتي راكبا حصانا أو حمارا أو حتى بغلا. لكنه الشوق الذي لا يعرفه إلا من يكابده. ننسى العالم و نتمسك بعالم خاصا جدا، أنا ومن أحب في عالم و بقية العالم في عالم آخر. البعض لن يجد مفقود الحب و البعض يجده و لكنه يكتشف سرابه بعد حين. هنا الشباب، هنا رمز الحياة ، هنا يحاسب المرء عن شبابه فيما افناه. هل وجدتم حلم الحب في الشباب؟ أم ضاعت أيامكم سدى في سراب؟ تبدأ فترة الهدوء و السكينة، و يبدأ البياض يكسو سواد الليل. و يصبح ما كان همة بالأمس، هما باليوم. تتسارع وتيرة الحياة، بين من جد فحصد و بين من تمنى على الله الأماني فضاعت سدى. تبدأ الشيخوخة و الكهولة في مفترق يتسم بالحكمة و التأني و الصبر، و يكون هو المفرق الأخير. فهل أعددتم له العدة؟ |
الساعة الآن 01:37 PM بتوقيت مسقط |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0 Designed & TranZ By
Almuhajir