يتميز كل متداول بسوق الأسهم بشخصية معينة تضفي طباعها على طريقة التداول، وعلى سوق الأسهم ككل. وللنجاح في التداول بأسواق المال والأسهم يجب عليك فهم ومعرفة شخصية ونفسية المتداولين ومزايا وعيوب كل شخصية من حيث تأثيرها على التداول.
شخصية الحذر المستعد المترقب
هو الذي يدفعه حذره لينهض مُبكّرا من النوم ليستعد ويراقب أسواق المال المحلية والدولية من البداية جيّدا، فالأسواق في نيويورك لا تفتح حتى الساعة 9:30 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، والأسواق الآسيوية تفتح قبل هذا الوقت بساعات. فالأمور الاقتصادية المحليّة أصبحت متشابكة بشكل لا يصدق مع الأسواق العالمية، مما جعل من الضروري لأي تاجر أن يكون لديه نظرة شاملة على كافّة أسواق المال.
ومن مميزات هذه الشخصية معرفة الكثير حول الاقتصاد والأسواق عموما، وإمكانية اتخاذ القرارات الاستثمارية على أساس سليم. ولكن من عيوبه احتمالية وجود إجهاد ذهني من كثرة المعلومات وتشابكها.
عديم العواطف
على الرغم من صعوبة تنفيذ ذلك في الواقع، إلّا أن هناك مستثمرين قادرين على التحكّم في مشاعرهم قدر الإمكان وإزالة الكثير من عوائق تقدّمهم.
إنه أمر جيد بالنسبة إلى أى شخص لديه موقف ونظرة فاحصة فى سوق الأسهم أن يبحث عن تفاصيل الوضع بدقّة، فالتجار الجيدين يحتاجون الى عرض مفصّل للوضع على نحو متعمد كفرصة شراء للأسهم. وعندما توجد الكوارث، عليك أن تنظر إليها على أنها مجرد بيانات فقط.
شخصية المرن
يكون المتداول مرنا عندما يتعامل حسب اتجاه السوق ولا يجزع عند تغيّر اتجاه السوق المفاجئ أو إذا كانت أسعار الأسهم تعمل ضده.
بالإضافة إلى ذلك يجب أن يكون لديهم الثقة في امتلاكهم رؤية للمستقبل لا يملكها الآخرون في السوق ، وتقييم الوضع ومعرفة إذا ما كانت الأحداث تقوض أو تعزز هذا الرأي.
والمتداول المرن يجد نفسه مستمرا في الأداء الجيد عند التداول ويحافظ على رباطة جأشه ويربح أيا كانت الظروف.
شخصية التحليلي المنهجي
في حين أن المرونة أمر بالغ الأهمية، واتباع المتداول منهجية معينة في المتاجرة في سوق الأسهم أمر ضروري، الا أنه لم يعد هناك مجال للمتداولين لاتخاذ منهجية واحدة فقط.
فالأفضل أن يأتي التداول على شكل استراتيجية مبنية على أساس عدد من المنهجيات والخطط المختلفة. فالمتداول الجيد ينظر إلى بيانات المستهلك وبيانات التوسع بجميع انحاء العالم، ومن مميزاتهم أنهم لا ينحرفون عن منهجياتهم التحليلية ما لم يكن هناك شيئا خارجا عن إرادتهم.
شخصية القادر على التعامل مع الإجهاد والضغط
إدارة محفظة استثمارية ليس بالأمر اليسير خصوصا إذا كان تحتوي على ملايين الدولارات، فإدارتها تسبب إجهاد وضغط شديد للمتداول.
الا أن هذه الشخصية تتميز بقدرتها على تحمّل الضغوط البيعية والشرائية وضغوط الأسعار والبيانات والسوق. ولكن من عيوبها أنها يمكن أن تؤثر على علاقات هذا الشخص الأسرية والاجتماعية.
الشخصية المُناقضة
هي الشخصية التي تمشي عكس اتجاه السوق، فإذا كان سوق الأسهم في حالة يُرثى لها تجده يشتري أسهم أخرى ويتجه إلى استراتيجية التحوّط. فهم يعتقدون أن المتداولون الأذكياء يشترون بعد البيع على المكشوف أيضا في حالة وجود سحب السلبي، وهذه الطريقة نافعة في حالة الأزمات الاقتصادية، ولكن ليس في جميع الحالات والمواقف.
الشخصية الواقعية
الشخصية الواقعية هي التي تبحث عن الاستراتيجيات التي تعمل وتُدِر المكاسب والأرباح فقط دون النظر لأسباب عملها.
وهذا مميز في حد ذاته، فهو يقف على قدراته ويعمل عليها، كما أن الكثير من المتداولين الناجحين واقعيين، ولكن لهم عدد من العيوب، فتجدهم يتعاملون مع الواقع فقط ويهملون باقي الأبعاد الأخرى.
وخلاصة الأمر أن المتداول لابد أن تجتمع به عدة صفات لنجاح استثماراته، وتشمل الثقة بالنفس، التطوير المستمر لنفسه، الهدوء، الشغف للتداول، المثابرة، تحمّل مسؤولية التداول والمخاطرة.