س1: ماهي شروط لا إله إلى الله، وما معناها ؟ ج1 : أعلم يا أخي المسلم -هدانا الله وإياك- أن لا إله إلا الله مفتاح الجنة، ولكن ما من مفتاح إلا وله أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك، وأسنان هذا المفتاح هي شروط لا إله إلا الله الآتية: 1- العلم بمعناها: وهو نفي المعبود بحق عن غير الله، وإثباته لله وحده، قال الله -تعالى-: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد:19] أي: لا معبود في السموات والأرض بحق إلا الله. وقال -صلى الله عليه وسلم-: «من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة» [رواه مسلم]. 2- اليقين المنافي للشك: وذلك أن يكون القلب مستيقناً بها بلا شك، قال الله -تعالى-: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحجرات:15] -لم يرتابوا: أي لم شكوا-. وقال -صلى الله عليه وسلم-: «أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك، فيُحجب عنه الجنة» [رواه مسلم]. 3- القبول لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه، قال الله -تعالى- حكاية عن المشركين: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ} [الصافات:35-36] أي: يستكبرون أن يقولوها كما يقولها المؤمنون. وقال -صلى الله عليه وسلم-: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قال لا إله إلا الله فقد عصــم منـي ماله ونفسه إلا بحق الإسلام وحسابه على الله -عز وجل-» [متفق عليه]. 4- الانقياد والاستسلام لما دلت عليه، قال الله -تعالى-: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} [الزمر:54] أي: أرجعوا إلى ربكم واستسلموا له. 5- الصدق المنافي للكذب، وهو أن يقولها صدقاً من قلبه، قال الله -تعالى-: {الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت:1-3]. وقال -صلى الله عليه وسلم-: «ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمد عبده ورسوله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار» [متفق عليه]. 6- الإخلاص: وهو تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك، قال الله -تعالى-: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة:5]. وقال -صلى الله عليه وسلم-: «أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه، أو نفسه» [رواه البخاري]. وقال -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله حرّم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله -عز وجل-» [رواه مسلم]. 7- المحبة لهذه الكلمة الطيبة، ولما اقتضت ودلّت عليه، ولأهلها العاملين بها الملتزمين بشروطها، وبُغض ما ناقض ذلك، قال الله -تعالى-: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ} [البقرة:16] أنداداً: شركاء. وقال -صلى الله عليه وسلم-: «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه، كما يكره أن يُقذف في النار» [متفق عليه]. 8- أن يكفر بالطاغوت: وهو الشيطان وما يدعو إليه من عبادة غير الله، ويؤمن بالله رباً ومعبوداً بحق: قال الله -تعالى-: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:256]. وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من قال لا إله إلا الله، وكفر بما يُعبد من دون الله حرم ماله ودمه» [رواه مسلم]. 9- ومن شروطها أن تقال كاملةً، فلا يجوز الفصل بين النفي والإثبات: فلا يقال (لا إله) عدة مرات ويقال بعد ذلك (إلا الله) عدة مرات كما يفعل الصوفية* لأن ذلك من البدع المحدثة، ولأن فيها نفي الألوهية عن الله، وذلك صريح الكفر ثم الإثبات بعد ذلك بمدة لا يفيد شيئاً وهو من التلاعب في ذكر الله، ولو مات القائل بعد النفي كيف يكون حاله؟ 10- والذكر بالاسم المفرد لم يرد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كقولهم: (الله) ويكررونها آلاف المرات، ويحتج الصوفية على ذلك بقول الله -تعالى-: {قل الله}، ولو قرأوا أول الآية لعرفوا خطأ استدلال، وأولها: {قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} [الأنعام:91] أي: قل الله أنزله. 11- لا يجوز استبدال كلمة (الله) بكلمة (هو) كما يفعل الصوفية حينما يقولون (يا هو)* لأن (هو) ليست من أسماء الله، بل هو ضمير منفصل مثل قوله -تعالى-: {اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} [البقرة:255]، فكلمة (هو) ضمير يعود على الإله.1cd21260a6