![]() |
معنى كلمة : " سبحان الله وبحمده " بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... أما بعـد : هذه أحاديث في قول : سبحان الله وبحمده وما فيها من الثواب والأجر على من قالها , أسأل الله أن ينفع بها إنه سميع مجيب . 1) عن أبي هريرة , رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( كلمتان خفيفتان على اللسان , ثقيلتان في الميزان , حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده , سبحان الله العظيم )) متفق عليه . 2) عن أبي هريرة , رضي الله عنه , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر )) متفق عليه . 3) عن أبي هريرة , رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من قال حين يصبح وحين يمسي : سبحان الله وبحمده مائة مرة , لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به , إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد )) رواه مسلم . 4) عن أبي ذر رضي الله عنه , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل : أي الكلام أفضل ؟ قال : (( ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده : سبحان الله وبحمده )) رواه مسلم . 5) عن أبي ذر رضي الله عنه , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله )) ؟ قلت : يا رسول الله : أخبرني بأحب الكلام إلى الله . فقال : (( إن أحب الكلام إلى الله , سبحان الله وبحمده )) رواه مسلم . 6) عن أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها , ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة , فقال : (( ما زلت على الحال التي فارقتك عليها )) ؟ قالت : نعم : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات , لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن : سبحان الله وبحمده عدد خلقه , ورضى نفسه , وزنة عرشه , ومداد كلماته )) رواه مسلم . ( ثلاث مرات إذا أصبح ) . 7) عن جابر رضي الله عنه , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من قال : سبحان الله وبحمده , غرست له نخلة في الجنة )) رواه الترمذي وقال : حديث حسن . 8) قال صلى الله عليه وسلم: (( من ضنَّ بالمالِ أن ينفقَه ، وبالليلِ أن يكابدَه ، فعليه بسبحان الله وبحمده )) صحيح الجامع 6377 \\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\ ما هو معنى كلمة : " سبحان الله وبحمده " أرجو الإيضاح . الحمد لله أولا : كلمة التسبيح " سبحان الله " تتضمن أصلا عظيما من أصول التوحيد ، وركنا أساسيا من أركان الإيمان بالله عز وجل ، وهو تنزيهه سبحانه وتعالى عن العيب ، والنقص ، والأوهام الفاسدة ، والظنون الكاذبة . وأصلها اللغوي يدل على هذا المعنى ، فهي مأخوذة من " السَّبْح " : وهو البُعد : يقول العلامة ابن فارس : " العرب تقول : سبحان مِن كذا ، أي ما أبعدَه . قال الأعشى : سُبحانَ مِنْ علقمةَ الفاخِر أقولُ لمّا جاءني فخرُهُ وقال قوم : تأويلُهُ عجباً له إِذَا يَفْخَر . وهذا قريبٌ من ذاك ؛ لأنَّه تبعيدٌ له من الفَخْر " انتهى. "معجم مقاييس اللغة" (3/96) فتسبيح الله عز وجل إبعاد القلوب والأفكار عن أن تظن به نقصا ، أو تنسب إليه شرا ، وتنزيهه عن كل عيب نسبه إليه المشركون والملحدون . وبهذا المعنى جاء السياق القرآني : قال تعالى : ( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) المؤمنون/91 ( وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ . سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) الصافات/158-159 ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) الحشر/23 ومنه أيضا ما رواه الإمام أحمد في "المسند" (5/384) عن حذيفة رضي الله عنه – في وصف قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل - قال : ( وَإِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَنْزِيهٌ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ سَبَّحَ ) صححه الألباني في صحيح الجامع (4782) ومحققو المسند . وقد روى الإمام الطبراني في كتابه "الدعاء" مجموعة من الآثار في تفسير هذه الكلمة ، جمعها في باب : " تفسير التسبيح " (ص/498-500) ، ومما جاء فيه : عن ابن عباس رضي الله عنهما : " سبحان الله " : تنزيه الله عز وجل عن كل سوء . وعن يزيد بن الأصم قال : جاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنهما فقال : " لا إله إلا الله " نعرفها : لا إله غيره ، و " الحمد لله " نعرفها : أن النعم كلها منه ، وهو المحمود عليها ، و " الله أكبر " نعرفها : لا شي أكبر منه ، فما " سبحان الله " ؟ قال : كلمة رضيها الله عز وجل لنفسه ، وأمر بها ملائكته ، وفزع لها الأخيار من خلقه . وعن عبد الله بن بريدة يحدث أن رجلا سأل عليا رضي الله عنه عن " سبحان الله " ، فقال : تعظيم جلال الله . وعن مجاهد قال : التسبيح : انكفاف الله من كل سوء . وعن ميمون بن مهران قال : " سبحان الله " : تعظيم الله اسم يعظم الله به . وعن الحسن قال : " سبحان الله " : اسم ممنوع لم يستطع أحد من الخلق أن ينتحله . وعن أبي عبيدة معمر بن المثنى : " سبحان الله " : تنزيه الله وتبرئته . وقال الطبراني : حدثنا الفضل بن الحباب قال : سمعت ابن عائشة يقول : العرب إذا أنكرت الشيء وأعظمته قالت : " سبحان " ، فكأنه تنزيه الله عز وجل عن كل سوء لا ينبغي أن يوصف بغير صفته ، ونصبته على معنى تسبيحا لله . يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " والأمر بتسبيحه يقتضي أيضا تنزيهه عن كل عيب وسوء ، وإثبات صفات الكمال له ، فإن التسبيح يقتضي التنزيه ، والتعظيم ، والتعظيم يستلزم إثبات المحامد التي يحمد عليها ، فيقتضي ذلك تنزيهه ، وتحميده ، وتكبيره ، وتوحيده " انتهى. "مجموع الفتاوى" (16/125) ثانيا : أما معنى ( وبحمده ) فهي - باختصار – تعني الجمع بين التسبيح والحمد ، إما على وجه الحال ، أو على وجه العطف ، والتقدير : أسبح الله تعالى حال كوني حامدا له ، أو أسبح الله تعالى وأحمده . يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله : " قوله : ( وبحمده ) قيل : الواو للحال ، والتقدير : أسبح الله متلبسا بحمدي له [أي : محافظا ومستمسكا] من أجل توفيقه. وقيل : عاطفة ، والتقدير : أسبح الله وأتلبس بحمده ... ويحتمل أن تكون الباء متعلقة بمحذوف متقدم ، والتقدير : وأثني عليه بحمده ، فيكون سبحان الله جملة مستقلة ، وبحمده جملة أخرى . وقال الخطابي في حديث : ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ) أي : بقوتك التي هي نعمة توجب علي حمدك ، سبحتك ، لا بحولي وبقوتي ، كأنه يريد أن ذلك مما أقيم فيه السبب مقام المسبب " انتهى. "فتح الباري" (13/541) ، وانظر " النهاية في غريب الحديث " لابن الأثير (1/457) والله أعلم. الإسلام سؤال وجواب |
الساعة الآن 01:39 AM بتوقيت مسقط |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0 Designed & TranZ By
Almuhajir