إليكم هذا الخبر في رئاسة اللعين بوش
منع الاختلاط في مدارس أمريكا
د.نورة السعد
من اليقين أن الإسلام يبني الشخصية الإنسانية على سلامة الفطرة وأصالة الفكر، فمن فسدت فطرته وغامت فكرته هبطت عبادته.. فما تساوي عند الله شيئاً.. وقوله تعالى {وما يذكر إلا أولواء الألباب}.. هو من البراهين أن هذه من الأسس التي يقوم عليها الإصلاح الحقيقي للنفس البشرية..
وعندما حرم التشريع الإسلامي الاختلاط بين النساء والرجال وجعله منهج حياة.. كان يرسم الطريق السوي لإنتاجية مجتمع بنسائه ورجاله وفق مسارات تشريعية واجتماعية محددة، تحقق سلامة الفطرة وتؤكد أصالة الفكر وعقيدة الفرد المسلم.
@ وما تناقلته وكالات الأنباء منذ يومين من خبر مهم ونشرته الصحف لدينا بعضها منحه موقعاً في الصفحة الاولى كـ "الرياض" وبعض منها جعله في الصفحة الأخيرة وبعضها جعله في داخل الصحيفة!!
والخبر يوضح اعتزام إدارة الرئيس الأمريكي بوش تشجيع المؤسسات التعليمية في أمريكا على العودة إلى مبدأ (عدم الاختلاط) بين الجنسين في المدارس وذلك في إطار برنامج لإصلاح نظام التربية هناك..
وأثار هذا التطور ردود فعل متباينة بعضها مؤيد وبعضها يرى أن إقراره سيعيد النظر في إجراءات قانونية تعود الى 30عاماً لتاريخ التعليم هناك.. والذي يؤيد يرى أن هذا القرار سيؤثر إيجاباً في مستوى التعليم.. وكما جاء في الصحيفة الرسمية الأمريكية أن الوزير المختص ينوي اقتراح تعديلات (للتنظيمات المطبقة) تهدف إلى توفير هامش مبادرة أوسع للمدراء من أجل إقامة صفوف ومدارس غير مختلطة.. ومن أهم أهداف هذا القرار كما يرونه هو (توفير وسائل جديدة أفضل لمساعدة التلاميذ على الانكباب على الدراسة، وتحقيق نتائج أفضل.. وليس العودة إلى مفاهيم مهجورة ـ كما يقولون ـ عن الفصل بين الإناث والذكور..
بالطبع هذا القرار ينظرون إليه على أنه لإصلاح أنظمة التعليم. وسيشارك في ابداء وجهة النظر حوله المواطنون والتلاميذ منهم بالطبع.. وكي يدعمه الرئيس بوش فقد سعى إلى توفير خيار أوسع للأسر ومنح المدارس العامة مرونة أكبر.. وأن من سيطبقه من مدارس المرحلتين الابتدائية والثانوية ستمنح تمويلاً يفوق المدارس التي ستختار إبقاء النظام المختلط..
ومن الذين احتجوا على هذا القرار البروفيسور بيتر كوزنيك الاختصاصي في تاريخ الحياة الجنسية في الولايات المتحدة الأمريكية الذي يرى أن: هذا المشروع القاضي بالفصل بين الذكور والإناث لن يخمد الرغبة الجنسية.. وكأني به ينظر إلى القرار من هذه الزاوية التي بحكم تخصصه يعلي منها. بينما يرى خبراء آخرون أن ما تدعو إليه إدارة بوش سينعكس إيجاباً على التلاميذ، ومنهم البروفيسور اميليو فيانو وهو رجل قانون متخصص في النظام التربوي في امريكا وأكد أن عدداً من الدراسات التي أجريت بإسهام من الطلاب والطالبات أثبتت أنه في بعض مراحل النمو (ينجز الفتيان والفتيات دراستهم بطريقة أفضل حين لا يكونون مختلطين). وأكدت هذه ا لنظرة الجمعية الوطنية لتشجيع التعليم العام غير المختلط عن طريق استعراض نتائج دراسة أجرتها جامعة ميتشجان في بعض المدارس الكاثوليكية الخاصة المختلطة وغير المختلطة مشيرة إلى أن الفتيان في المدارس غير المختلطة كانوا أفضل مستوى في القراءة والكتابة والرياضيات كما أن الفتيات في المدارس غير المختلطة حققن نتائج أفضل من تلميذات المدارس المختلطة في العلوم والقراءة..
@ وقد حث الرئيس بوش في خطابه الأسبوعي الإذاعي الكونغرس على الانتهاء من قانون إصلاح التعليم قبل بدء الإجازة الصيفية.. ويرى مؤيدو الإصلاح في التعليم هناك أن هذا القرار يعتبر من أبرز إصلاحات التعليم في أ مريكا منذ خمسة وثلاثين عاماً..
وإذا استرجعنا ما سبق أن قام به بوش من بادرة غير مسبوقة في تاريخ الحكومة الفيدرالية المتعلقة بتمويل الجمعيات الخيرية والكنائس بمبالغ مقدارها 674مليون دولار.. وهذه الجمعيات والكنائس تشرف على مدارس للناشئة هناك.. سنجد أن هناك عودة لجذور الإصلاح الاجتماعي.
وهذا يؤكد أن الإصلاح للمشكلات التربوية والاجتماعية لابد وأن يبدأ من إصلاح النفس وعودتها للفطرة.
وها هي الولايات المتحدة الأمريكية تعيد صياغة استراتيجياتها في التعليم بما يخالف النسق الثقافي السائد هناك.. والتعليم العام على وجه الخصوص.. لأن التعليم الأهلي يتضمن مدارس وكليات غير مختلطة.. كما هو معروف.. وهي في هذا القرار الذي يتضح أن ظاهرة الارتقاء بمستوى التعليم للجنسين وإغلاق قنوات الضعف والتسرب.. ولكن وظيفته الكامنة هي إيجاد حلول جذرية لحالات العنف والأبناء غير الشرعيين، وحمل المراهقات، وانتشار الإيدز وسواها من ثقوب تهدد النسيج الاجتماعي وتلغي دور الأسرة وتضعف من البناء القيمي الأخلاقي في المجتمع..
@ وبما أننا في مجتمعاتنا العربية والإسلامية مولعون بتقليد الثقافة القادمة من الدول المتقدمة صناعياً وتكنولوجياً.. كما يقول ابن خلدون.. في معادلته المشهورة بالتبعية والتقليد لحضارة الغالب.. من قبلنا نحن المغلوبين..
فهل سيسارع دعاة التقدم في مجتمعاتنا العربية الى (تقليد إدارة بوش) في إلغاء الاختلاط في المدارس الحكومية في مراحلها المختلفة؟؟ وكم أتمنى أن يمتد هذا القرار إلى مستوى التعليم العالي خصوصاً في بعض مجتمعاتنا الخليجية. أم ترى سننتظر إلى أن تصدر الإدارة الأمريكية قراراً بهذا الشأن ـ عندها يكون تقليدنا (حرفيا).
@ بريد الزاوية
ـ سلطان العتيبي من الرياض ـ شكراً على سطورك ـ وسننتظر ما وعدت به وزارة المعارف. وان شاء الله وعدها خيراً.
ـ ابوخالد من الرياض.. سؤالك يجيء متزامناً مع أسئلة عدد من القراء والقارئات حول قرابة الشاعر أحمد عبدالله السعد لي.. وإجابتي هي أنه لا يمت لي بصلة قرابة ولكن تشابه في اللقب.. علماً أن أخي وشقيقي أحمد خالد السعد قد توفي يرحمه الله منذ سبع سنوات..
ـ عبدالباقي عثمان من الرياض.. سأحاول المساعدة والاتصال بمن قد يسهم في إيجاد حل لمشكلتك.. وكان الله معك.
ـ الأخوات اللاتي سألن عن جمعية علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية التي أُنشئت حديثاً.. أرجو منهن الاتصال بقسم الاجتماع في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فلديهم الإجابات الوافية عن جميع الأسئلة.
ـ مسفر فهد الدوسري من خريجي كلية المعلمين.. أشكرك على سطورك ودعنا نتفاءل بخطوات وزارة المعارف القادمة إن شاء الله.
55 تعليق
تنويه: في حال وجود ملاحظة أو اعتراض على أي تعليق يرجى الضغط على (إبلاغ)
1
نقلد .. لكن كيف؟!
بداية .. أشكرك د.نوره ، فماتكتبينه رائع وجميل دائما.<br>
أما بالنسبة لتقليدنا للغربيين ،فهو مؤسف جدا ومشكلتنا في تقليدنا أتصور تكمن في نقطتين أساسيتين :<br>
1-أننا لا نقلد -في الغالب- إلا ماهو ضار.<br>
2-أننا لا نبدأ من حيث انتهى الآخرون ، قد نعيد أخطائهم ذاتها وربما أسوأ منها ثم نسير على ماساروا عليه خطوة بخطوة..<br>
و أخشى أن يقول بعضهم نقلد اختلاطهم ثم نقلد مشكلاتهم التي حدثت-والعياذ بالله- ثم نقلد الفصل...<br>
نحن دوما نقلدهم مع أننا نملك المنهج الراني القويم الذي لانحتاج لأحد إذا اتبعناه بالشكل السليم ، لكن مصيبتنا الآن أصبحت أن هنا أناس لايقنعهم (قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم) وإنما يقنعهم (أثبتت الدراسات) ويقنعهم أكثر (أثبتت الدراسات الغربية)للأسف الشديد.