ثلاث ساعات فقط كانت كافية ليسطر ثوار الشمال السوري، متمثلين بـ"جيش الفتح، جيش النصر، فتح حلب" على أكثر من ثماني نقاط بريف حلب الجنوبي، كانت قد كلفت الميليشيات الإيرانية والعراقية واللبنانية في وقت سابق عشرات القتلى والجرحى والآليات للسيطرة عليها. فقد أفاد مراسل "الدرر الشامية" أن الثوار بدؤوا عملية تمهيد نارية كثيفة وغير مسبوقة على عدة تلال في محيط بلدة الحاضر والعيس الاستراتيجيتين، ليتم بعدها التقدم والسيطرة على تل البنجيرة، والبكارة، ومزارع الزويرة، والحج عبد الله، ومزارع بانص، وخربة الكوسا، وتل باجر، وقرية برنة وتلتها، في حين اكتفت ميليشيات عصائب أهل الحق، وحركة النجباء العراقية، وأنصار الله الأوفياء، وميليشيات حزب الله اللبنانية بالفرار من منطقة إلى أخرى، تاركين وراءهم عشرات الجثث والآليات، على الرغم من الغطاء الجوي الذي وفَّره طيرانُ العدوان الروسي . وأكدت مصادر خاصة لشبكة "الدرر الشامية" ارتفاعَ عدد الجثث والجرحى التابعة لتلك الميليشيات والوافدة إلى مشافي أحياء مدينة حلب المحتلة إلى أكثر من 80، بينهم ضباط إيرانيون يشرفون، موكلون بمهمة قيادة خليط الميليشيات الطائفية التي دخلت المنطقة مشحونة بشعارات عاطفية، هادفة إلى فك الحصار عن ثكنة الفوعة، وعلى ما يبدو أن غالب عناصرها غير مدرب، وغير معتاد على معالم المنطقة، الأمر الذي يُفسِّر وقوع العديد منهم بالأسر. وعلى صعيد آخر، أكد الإعلامي والمحلل السياسي الإيراني "أمير الموسوي" ما تداولته وسائل التواصل الاجتماعية الموالية للميليشيات الشيعية في سوريا، حول قائد فيلق القدس "قاسم سليماني"؛ حيث نشر "الموسوي" تدوينة على صفحته في "فيسبوك" قال فيها: "نعم الأخ المجاهد الفريق قاسم سليماني تعرض لإصابة في ساحات الوغى، وهو الآن بخير ويتعافى باستمرار"، الأمر الذي أكده الإعلامي العراقي، والجاسوس السابق للحرس الثوري الإيراني "نجاح محمد علي"، مشيرًا إلى أنه نقل أنباء إصابة "سليماني" بناء على طلبه، مما يعني أن ظهور "سليماني" في ريف حلب الجنوبي، والتقاطه صورَ المنتصر ضمن مساجدها لم يمر مرور الكرام .