على حسب الأتفاق بين الأصحاب بأنهم في نهاية كل أسبوع حافل بالعمل والتعب يخرجون من الصخب الى حيث سعة البال وسعة المكان ، ألى البر الفسيح والجو المليح ، فما أن ينتهي دوام يوم الأربعاء ، الا وهم يتسابقون ألى موعد اللقاء ، ألى المكان اللذي أتفقوا أن يجتمعون فيه كل نهاية أسبوع ، لإيقاف سياراتهم ، وأخذ سيارة مقناصهم ورحلاتهم ، فهم أربعة أصحاب ، أصدقاء منذو الطفوله ، وهم أقرباء ، سلماً لمن سالمهم ، حرباً على من حاربهم ، أنهم الأن في عمر الرشد ، وهم راشدين عاقلين ، قد بردتهم الحياة برد المحد للسكين ، حتى غدوا لطريقهم في الحياة سالكين ، ولمكامن الخطر عارفين ، وعقولهم للأحداث موازين ، فقد تربوا على التقى والعمل الصالح ، فلا يوجد منهم طالح ولا كالح .
كعادتهم بعد نهاية الدوام يستقلون سيارتهم الجيب اللتي تم إيقافها عند بيت أحدهم في موقف مخصص لها في داخل بيته ، وهي مجهزه ومعدة للانطلاق في الأفاق .
فهم أعتادوا أن يكون غداءهم في الطريق في مطعم مندي ومضغوط ، يعمل الغداء بشكل مضبوط ، فيه يتغدون ، ثم منه الى مكان صيدهم المعتاد يتجهون .
والمسافة من مكان إقامتهم إلى مكان إنتهاء رحلتهم تقارب 200 كيلو متر ، فهم يأصلون لها في المساء ، فيستريحون في مكانهم المعتاد برهة من الزمن ويستريحون ويتقههون ثم يذهبون لصيد العشاء ، فالأرانب في ذلك المكان كثيرة ، وهم يعرفون تلك الديرة .
بعد أن وصلوا الى ذلك الوادي الفسيح بعد صلاة المغرب ، صلوا الصلاة ثم نزلوا أغراض رحلتهم ، وجمعوا الحطب ، ونزلوا من الأكياس العلب ، والماء والدلال ، وأشعلوا نارهم ، وشربوا القهوة ، ثم ركبوا الجيب وبدوا في البحث عن العشاء ، فصادوا ارنبين برية ورجعوا الى عزبتهم ومكان إستراحتهم وصلخوا الارانب وعملوا عشاءهم ، وتعشوا ثم سمروا قليلاً وناموا ، فهم كعادتهم يقومون لصلاة الفجر ، ثم يصلون ويتجهون الى الشعاب وقمم الجبال للبحث عن الصيد .
بعد أن صلوا صلاة الفجر ، بدواء في رحلة البحث عن الصيد ، فوقت الصيد من وقت شروق الشمس الى وقت الضحاء ، تقريباً الساعة التاسعة صباحاً ، ثم يرجعون الى مقر أقامتهم بصيدهم ، فيفطرون ، ثم يستريحون واذا جاء وقت الغداء من صيدهم يتغدون ، وفي العصر يرجعون للبحث عن الصيد حتى قبل الغروب ، ثم يرجعون الى مكانهم .
بعد أن رجعوا من سرحتهم ، وقد حصلوا على صيد طيب ، أفطروا وتقههوا ثم قيلوا في ظل شجرة طلح وارف ظلها ، وبارد الهوا في كنفها ، فأستراحوا حتى وقت الظهر ، ثم صلوا صلاة الظهر ، وعملوا غداءهم وتغدوا ، وعندما حان وقت صلاة العصر صلوا صلاة العصر ثم تفرقوا للبحث عن الصيد، فالصيد قبل المساء يعود الى أماكنه .
وبعد أن تفرقوا بوقت قليل ، وإذا بصوت بندق أحدهم قد ثارت طلقتها ، ثم بعد لحظات وإذا بصاحبهم قد أشرف في أحد المطلات من الهضاب القريبة وهو علاهم ينادي ، فأسرعوا إليه وإذا هو قد صاد ضبعه صغيرة .
وقال لهم أنه قد شاهد هذه الضبعه ومعها ضبع أخر وقد هرب عندما صادها، فهو في هذه المنطقة وربما نحظى بصيده غداً ، أو في احدى المرات القادمة.
رجعوا الى عزبتهم وصلخوا ضبعتهم ، فكانت ضبعة سمينه وصغيرة ، ولم يتوقعون أنها توجد في هذه الديرة ، فهم لم يسبق لهم أن وجدوا للضباع في هذه المنطقة أثر.
أشعلوا نارهم ، وركبوا قدرهم لعمل عشاءهم ، وقهوتهم ، وبعد أن قرب موعد إنتهاء نضج العشاء ، وإذا أحدهم يقول أنظروا الى ما أراء ، فنظروا فإذا بعيون كأنها كشاف ، تتلصص إليهم من بين أغصان شجرة منهم قريبه ، فنهضوا فأختفت عنهم تلك العيون المريبة ولكنها في الحقيفة تراقبهم ومنهم قريبه .....