من كلامِ لقمان ، أنه قال لابنِه ( يا بني جالس العلماءَ وزاحمْهم بركبتيك ؛ فإن اللهَ يحيي القلوبَ بنورِ الحكمةِ ، كما يحيي الأرضَ بوابلِ القطرِ ) وقال معاذُ بنُ جبلٍ ( تعلموا العلم ، فإن تعلمَه للهِ خشيةٌ ، وطلَبه عبادةٌ ، ومذاكرتَه تسبيحٌ ، والبحثَ عنه جهادٌ ، وتعليمَه لمن لا يعلمه صدقةٌ ، وبذلَه لأهلِه قربةٌ ؛ لأنه معالِمُ الحلالِ والحرامِ ، ومنارُ سبلِ أهلِ الجنةِ ، وهو الأنيسُ في الوحشةِ ، والصاحبُ في الغربةِ ، والمحدِّثُ في الخلوةِ ، والدليلُ على السراءِ والضراءِ ، والسلاحُ على الأعداءِ ، والزينُ عند الأخلاءِ . يرفعُ اللهُ به أقوامًا ، فيجعلُهم في الخيرِ قادةً ، وأئمةً تقتصُّ آثارَهم ، ويقتدى بأفعالِهم ، وينتهى إلى رأيهم . ترغبُ الملائكةُ في خلتِهم ، وبأجنحتِها تمسحُهم . يستغفرُ لهم كلُّ رطبٍ ويابسٍ ، وحيتانُ البحرِ وهوامِه ، وسباعُ البرِّ وأنعامِه لأن العلمَ حياةُ القلوبِ من الجهلِ ، ومصابيحُ الأبصارِ من الظلمِ ، يبلغُ العبدُ بالعلمِ منازلَ الأخيارِ ، والدرجاتِ العلى في الدنيا والآخرةِ . التفكرُ فيه يعدلُ الصيامَ ، ومدارستُه تعدلُ القيامَ ؛ به توصلُ الأرحامُ ، وبه يعرفُ الحلالُ من الحرامِ ، وهو إمامُ العملِ ، والعملُ تابعٌ له ، يلهمُه السعداءَ ، ويحرمُه الأشقياءَ
الراوي: - المحدث: ابن القيم - المصدر: مدارج السالكين - الصفحة أو الرقم: 4/134
خلاصة حكم المحدث: روي مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم . والوقف أصح