قصة وعبرة :
**********
قصة من التراث الشامي
في عام 1898 زار اﻻمبراطور اﻷلماني غليوم الثاني دمشق فخرجت المدينة عن بكرة أبيها واستقبلته استقباﻻً حافلاً. خلال اﻻستبقال وعند مدخل القلعة ﻻحظت اﻻمبراطورة زوجة غليوم حماراً أبيضاً جميلا فأثار انتباهها وطلبت من والي دمشق حينها مصطفى عاصم باشا أن يأتيها به لكي تأخذه معها ذكرى إلى برلين .
راح الوالي يبحث عن صاحب الحمار ، وكان يدعى ( أبو الخير تللو ) فطلب إليه إهداء الحمار إلى زوجة اﻻمبراطور فاعتذر . غضب الوالي وعرض على أبو الخير شراء الحمار , ولكنه أصرّ على الرفض وقال :
” يا أفندينا ، لدي ستة رؤوس من الخيل الجياد ، إن شئت قدمتها كلها إلى اﻻمبراطورة هدية دون مقابل ، أما الحمار فلا “
استغرب الوالي هذا الجواب وسأله عن السبب ؟
رد تللو مبتسماً : ” سيدي اذا أخدوا الحمار إلى بلادهم ستكتب جرائد الدنيا عنه وسيسأل الناس منين هالحمار ؟ فيردون عليه : ” من الشام “ ويصبح “ الحمار الشامي ” حديث كل الناس ، وربما كنّا معرضين للسخرية , ويقول الناس هل يعقل ان امبراطورة المانيا لم تجد في دمشق ما يعجبها غير الحمير ؟ لذلك لن أقدمه لها ولن ابيعه “
نقل الوالي الخبر للإمبراطور واﻻمبرطورة فضحكا كثيراً , وأُعجِبا بالجواب , وأصدر الإمبراطور أمره بمنح تللو وساماً رمزياً ..ِ
العبرة :
رحم الله أجدادنا فقد كانوا يخافون على سمعة بلادهم من أن تمسها الألسن بالسوء .