![]() |
يُـحكى أنّ ملكًا من ملوك الجـنّ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أسعد الله أوقاتكم بكل خـير / يُـحكى أنّ ملكًا من ملوك الجـنّ أراد تعديلَ دستورِ قبيلتهِ لكثرة المُـشتكين على المسؤلين فيها فأمر بعدةِ أمور ؛ من أهمها ما أفسد كل الخلق وهو ( الفـساد) أمر هذا الملك بمعاقبة من يثبت عليه الفساد بما تقتضيه الحاجة فسرى هذا الأمر كما أراد فسـجّـن وفصلَ وجلد وطبّق عقوباتٍ كثيرةً عليهم ؛ ولم ينتهوا عن ذلك السؤال الذي ينبغى أن يُـسأل هو : لماذا هؤلاء الجـن لم يكفّوا عن الفساد وقد نبههم ملكهم بأنه سيعاقب المفسدين منهم وكذلك لم يعتبروا ممّـن عاقبهم ؟ استمرّت حيرة الملكِ وطال الفسادُ كلّ بقاع القبيلة وانتشرَ عـما كان عليه سابقًا وازداد صُـراخ المُـستضعفين منهم وكثرت شكواهم . وهُـنا سقطت هيبة سيدهم من نظرهم وأصبحوا لا يثقون فيه فأخاف ذلك الملك ونادى فيمن حوله أن إئتوني بحكيم أو عالمٍ يعينني على حل هذه المشكلة . فأشار عليه أحد عفاريتهِ بـماردٍ مُـعتزلٍ للجـن يتعبّـد الله في صومعته فأتى هذا الماردُ الحكيم وعليه ثيابٌ رثّـة أبلاها الزمن تنبئ عن شخصيّـة جديرةٍ بالتقدير ؛ فلمّـا رآه ملك الجنِ أكبرَهُ وبان عليه انبهاره من ملامحِ وجه هذا الماردِ الحاذق . فحكى له الملك ما صار وما آل إليه حال قبيلتهِ فقال له الماردُ - أيها الملك : سمعتُ خبرًا من الإنس أن رجلاً وجدّ على قارعة الطريقِ معولاً أو قدّومًا ( قطعة حديد يستخدمها الناس للقطع) وثمنها زهيد يستطيع الفقير أن يمكلها فأخذها ذلك الرجل وقصد أمير المؤمنين في زمنهم وهو رجل اسمه ( عمر بن الخطاب) فقال له : يا أمير المؤمنين قد وجدتها على قارعة الطريق وهي عندك إلى أن يأتي صاحبها ويطلبها ؛ فقال عمر : دعها واذهب بارك الله فيك . ونظر عـمر في أحد أصحابة ويُـدعى عليّ بن أبي طالب نظرة استغراب من أمانة هذا الرجل على قطعةِ حديدٍ زهيدةٍ لن يبحث عنها أحد ؛ وفهم ذلك عليًا ؛ فقال : يا أمير المؤمنين ( قد عدلتَ فعدلوا) وسكت المارد فقال الملك : لم أفهم شيئًا . فقال المارد: أيها الملك إن ابنك جهيمًا هو خازن بيت المال وليس جديرٌ بذلك والكل يعرف أنه يأخذ منه بغير وجه حق . وأيضًا هو مسؤول عن صادرات البلدِ وإيراداته ؛ ومسؤولٌ أيضًا عن صيانةِ طرقِ البلدةِ وتصاريحِ حوانيتها ومسؤول أيضًا عن توزيع الزكاة على المحتاجين . فكيف يجمع ابنكَ بين تلك المهامِ كلها وهو ليس أهلٌ لواحدةٍ منها وتريدُ أن يعمّ العدل و يقلّ الفساد ؟ ولا ننسى ابنك مرجان ؛ وهو مسؤول عن مصروفات الدفاع عن القبيلة وهو ليس أهلٌ لذلك أيضًا وقد ثبتَ لديك ولدى الجنِ عامةَ فساده وضعفه في تدبير أمن القبيلة . أيها الملك : ابدأ بنفسك وأبنائك وأصلح أمورهم وعاقبهم بما عاقبت به غيرهم وسترى كيف تستقيم أمور القبيلة ويحبكّ الجـنّ وتصلح لك جميع الأمور . المهم : المارد الآن تُـصرف لأهله معونة أسَـر الشـهداء . \ |
الساعة الآن 03:48 AM بتوقيت مسقط |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0 Designed & TranZ By
Almuhajir