![]() |
العدل .. فى الرضا والغضب :( عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي قال: ((ثلاث مهلكات، وثلاث منجيات، وثلاث كفارات، وثلاث درجات،)) فأما المهلكات فشح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه. وأما المنجيات: فالعدل في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى، وخشية الله في السر والعلانية. من يستطيع أن يقتص من نفسه ، ومن يأخذ الحق من نفسه لغيره من خلق الله دون مصلحة أو منفعة يبتـغيها إذا أظهر بنفسه خطأ نفسه وعيبها فى حقهم ، من يمتلك القوة والشجاعة فيقول : (أعتذر أتأسف أنا أخطأت فى حقك وتجاوزت حدود الأدب معك ) دون خوف ورهبة أو مصلحة ومنفعة . هؤلاء هم أصحاب القلوب السـََّوية والنفوس الأبـَّية ، الذين يتواضعون فى غير ذل أو مسكنة . قلت ذلك وقد رأيت اثنين من الأصدقاء ، وقد تشاجرا واختلفا معآ فأظهر كل طرف ما فى الآخر من نقائص ومثالب وعيوب ، وانقلبت المودة التى جمعتهما إلى نـار موقدة تشتعل بها الأفئدة ، وانطلقت الألسنة بحمم بركانية ورياح عاتية عاصفة قاصفة ، وزلازل لا تـُبقى ولا تذر ، ولم يذكر أحدهم حسنة واحدة للآخر ، رغم هذه الأعوام المديدة التى جمعتهما وقد ضحكا معآ وتسامرا معآ واشتغلا معآ فترات طويلة ، فيا ليت كل واحد - حين الشجار والعراك -يذكر للأخر شيئآ جميلآ أو معروفآ يغفر به للآخر زلته وهفوته وكبوته ، ومن فى البشر معصوم من الخطأ إلا الأنبياء ولسنا فى زمن الرسالات والنبوات والمعجزات . فليس ثمة سبيل إذا فـرق الشيطان جمعهما ونشر الخراب بحيـِهما ، و تغيرت وتكدرت جداول الحب والمودة إلا أن يتواضع أحدهما للأخر ، وأن يتسامح ويعفو عن طِـيب نفس وسلامة صدر حتى تشفى النفوس وتعود المياة إلى مجاريها ، لا أن يبتسم كل واحد للآخر والصدر مشحون بالغيظ والغل ، فليست تلك بمصالحة تامة كاملة بينهما . ولكن من يملك القوة والقدرة على العفو وعلى سلامة الصدر خاصة ً فى وجود هؤلاء الذين يسكبون الزيت على النار حتى تتوهج شعلتها وتعلو جذوتها وتبقى على حالتها ، ومن يفطن إلى هؤلاء ويعرف مكايدهم ويردهم على أعقابهم خائبين ؟ من .. من هو ؟ . راق لي وودت مشاركتكم .. |
الساعة الآن 01:44 PM بتوقيت مسقط |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0 Designed & TranZ By
Almuhajir