![]() |
حكم رسم الصور التي تعبر عن الآيات والأحاديث النبوية بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الســـؤال : مـا حكم رسم الصور التي تعبر عن الآيات ، مثل من يرسم الإبل ويكتب تحتها قوله تعـالى ( أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ) وهكذا. آملين إصدار فتوى بهذا الشأن ؟ الجــواب : تفسير آيات القرآن بالرسوم والصور المعبرة عن أحداث القصص من الأشخاص، من أنبياء الله ورسله -عليهم الصـــلاة والســلام - والصالحين من عباده ، أو مــــن الكفار والشياطين، وما فيها من ذكر جماعات من شجر ونحوه، كل هذا تفسير بدعي محرم لا يجوز فعله ، ولا طبعه ولا نشره ، ويجب الامتناع عنـــه ، ومنع تداوله مهما كانت نية صاحبه حسنة، كدعوى تقريب فهم الآيات للصغار، أو لحديثي العهد بالإسلام ، أو غير ذلك من الأسباب ؛ وذلك لما تشتمل عليه هذه الطريقة في تفسير كتاب الله تعالى من المحاذير الشرعية ، ومنها : 1 - أن هـــــذا العمل سواء كان لرسوم ما فيه روح أو لشجر ونحوه عمل مبتدع في تفسير كتاب الله عـــز وجـــل ، يخالف منهج علماء الأمة قديما وحديثا، وليس هو من طرق التفسير المعروفة عندهم . 2 - أن هذا العمل فيه استهانة بحرمة كتاب الله عــز وجل ، واستخفاف بمعانيه العظيمة . 3 - أن هــذا العمل وسيلة للتلاعب بتفسير كتاب الله تعــالـى بالطرق التي لم يشرعها سبحانه . 4 - فـي هـذا العـمـل تمثيل للأنبياء والمرسلين ، وتعريضهم للضحك والاستهانة والاستخفاف بهــــم ، ففاعله على خطر عظيم ، والاستهزاء والاستهانة بنبي كفر عظيم بنص القرآن العظيم . 5- رسم صور الأنبياء المتخيلة سبب ظاهر لفتنة الشرك بالله تعالى ونقض التوحيد ، كمـا قص الله علينا خبر الذين اتخذوا ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا ، فقـــال تعـالـى ( وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلَا سُوَاعاً وَلَا يَغُـــوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً ، وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً ) ، فالشرك إنمــا وقــع فـــي قوم نوح لما صوروا هؤلاء الصالحين ، ونصبوا صورهم في مجالسهم ، فآلت بهم الحال إلى عبادتهم . 6- أن تصوير ذوات الأرواح حرام ؛ لدلالة كثير من الأحاديث الصحيحة عن النبي - صلى الله عليــه وسلـــم - في الصحاح والسنن والمسانيد على تحريم تصوير كل ذي روح آدميا كان أو غيــــره ، وهتك الستور التي فيها الصور ، والأمر بطمس الصـــــور ، ولعن المصورين وبيان أنهم أشد النــــاس عذابا يوم القيامة ، ونحـــن نذكر لكم جملة من الأحاديث الصحيحة الواردة في هذا الباب . ففـي ( الصحيحين ) عن أبي هـــريرة رضي الله عنـه قال : قال رسـول صلـى الله عليه وسلم " قال الله عــز وجــــل : ومـن أظلم ممن ذهب يخلق خلقا كخلقي ، فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة " وهــذا لفظ مسلم . وفيهما - أيضا - عن ابن مسعود - رضـي الله عنه - قال : قال رســول الله صلى الله عليه وسلم " إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون " ولهما عــن ابن عمر رضي الله عنهـــما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة ، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم " هذا لفظ البخاري . « وعن عائشة رضي الله عنها قالت : دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وقد سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل ، فلما رآه هتكه وتلون وجهه وقال " يا عائشة ، أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله" قالت عائشة فقطعناه فجعلنا منه وسادة أو وسادتين» رواه مسلم وغيره من الأحاديث الكثيرة . علما أن هذه الطريقة كما يحرم عملها في تفسير آيات القرآن العظيم ، فكذلك يحرم عملها في شرح أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ؛ للاشتمال على هذه المحاذير الشرعية نفسها . وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . اللـجــنـــة الـدائمــة للبحــوث العــلـمــيــة والإفــتـــــاء الشيخ بكر أبو زيد ،الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ ، الشيخ صالح الفوزان ، الشيخ عبدالله بن غديان الشيخ عبد العزيز بن باز كتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء المجموعة : 2 ، الجزء : 1 ، الصفحة : 308 ، الفتوى : 18828 |
الساعة الآن 10:51 AM بتوقيت مسقط |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0 Designed & TranZ By
Almuhajir