منتديات شمس الحب - طبيب الخبلان

طبيب الخبلان

كنا نتحدث عن الاسهم وبعض المفارقات العجيبة والغربية بها وكان أحدنا (صاحب المليون) يتحدث عن نفسه وكيف أنه لا يجد مشكلة في الدخول بشركات خاسرة ويحقق ارباحا عالية وصلت لعشرات الملايين، وفي المقابل كان يتحدث آخر (صاحب مليون آخر) عن حجم الخسائر العالية التي لحقت به حتى أصبح مليونه لا يزيد ن عشرات الآلاف رغم أنه لا يشتري إلا بالأسهم ذات العوائد،

في هذه الاثناء من دردشة البلهاء البرئية التي لم يعرفوا لها منطقا علميا لفك شفرة التجارة المالية الغبية، كان بالمجلس رجل كبير في السن يجلس قريبا من المتحاورين لكنه لم يشارك ولا بحرف واحد، إلا أنه في نهاية الجلسة تقدم إلى طرفي النقاش (الـ يون واليمينيون) وأعطى كل وحدا منهم قصاصة ورقية وقال أرجو أن تقرأنها جيدا وتفكرا فيها ملينا لأنني لم اكتبها لكما إلا بعد أن سمعت نقاشكم الذي دار بينكما،

يقول أحدهم فلما فتحت القصاصة وجدته كاتبا لي فيها:

(أسمح لي يا بني أن أقول لك أنك خبل)

يقول استفزتني كلمته تلك لدرجة خفت معها أن اتلفظ عليه بكلمات لا تليق بسنه وشيبته لكني تماسك نفسي ولم ارد عليه،

يقول وبعد فترة قليلة تذكرت كلامه الذي يقول فيه ارجو ان تقرأها جيدا وتفكر فيها ملينا،
يقول وفعلا وجدت نفسي قد قرأتها جيدا كما قال، لكنني لم أفكر فيها ملينا ورجعت افكر فيها ملينا ولأنني من اليون -أي الذين يشترون بشركات خاسرة ويحقق الارباح العالية - قلت مخاطبا نفسي أيا نفسي أصحيح ما يحدث، قال: قالت لي نفسي أبدا. ليس بصحيح، يقول: ولأول مرة تصدق معي نفسي في هكذا موضوع،

أجابتني جوابا صادقا لكني مع فورة حب الاستزادة والفتنة بالمال تجاهلت جواب نفسي بل واتهمتها بأني (خبل) لو صدقت تلك المقولة، وما كدت أن أمضي بحال سبيلي حتى دلف علي الطرف الآخر من اليمينيون الذين يحققون أكبر الخسائر من تداول الشركات ذات العوائد،

قال: فباردني بالحديث عن تصرف الشيخ المسن وقصة ورقة الخبالة فأخذ يقصها علي وأنا استمع إليه وكان القصة لم تمر علي.

قال: قلت له فماذا ترى من تصرف هذا الشيخ المسن، وهل لكلامه ووصفه ذلك لك منطقا قال: لا، ولولا أنني احترمت سنه لرددت عليه برد يشفي العليل، وكأنه كان يشعر بالعلة،

يقول الي افترقت أنا وصاحبي اليميني ولم أعد أعرف إلى أين رحل، لكن لكل منا قصة وحكاية مع ورقة الشيخ المسن ووصف الخباله،

يقول وبعد فترة من الزمن خسرت كل ما أملك من أموال وأصبحت الملايين لم تتجاوز عشرات الآلاف أما حالتي الصحية والنفسية فأشبه ما تكون بشجرة ذات شوك غير مورقة،

يقول وعلى غير موعد دخلت لأحدى العيادات لمراجعة الطبيب بسبب ما وصلت إليه نفسيتي من حالة يرثى لها وبدأ الطبيب يسألني عدد من الاسئلة لكي يشخص العلة بشكل جيد ليصرف الدواء الصحيح وفي تلك الاثناء وإذ بصوت مريض آخر ينادي على الطبيب ويقول يا دكتور أرجو أن تحضر إلي هذا المريض الذي عندك الآن،

يقول الدكتور فتعجبت مريض يطلب مريض آخر، يقول الدكتور: فقلت للمريض أتريد أن تذهب إليه قال نعم يقول الطبيب فازداد عجبي واستغرابي أكثر من السابق، يقول الطبيب فدخل المريض على المريض وأنا أرقب المشهد واستمع لما يدور بينهما يقول الطبيب فسلم المريض على صاحبه ورد عليه السلام وعرفه باسمه لكنه لم يعرفه وبدأ كل منهما يحدث الآخر ويقول كل منهما للآخر بعد هذه السنين الطوال اكتشفت أنني (خبل) وهنا بدأت أولى مرحلة التشخيص الصحيح للعلة، وأثناء هذا الحوار قال أحدهما للأخر لقد وصفني شيخ جليل قبل أكثر من (7) سنوات بأنني خبل وسخر منه عندها قال المريض الثاني لصاحبه الآن كأني عرفتك وأنا مثلك خبل أسهم لكن خبلان الاسهم كثير يقول وجلسنا نتحدث ونسترجع الأيام الخوالي وفوجئت به يستخرج ورقة الشيخ المسن التي وصفه بها بأنه (خبل) قال ألم أقل لك كأني عرفت نعم أنت من كان يدعونك بشيخ الاسهم قال نعم فهل عرفتني قال نعم فأنا صاحبك الذي نسخر من ذلك المسن.

عندها قال لصاحبه فهل تظن الآن أن كلام المسن الذي ذهب إليه كان صحيحا؟ قال نعم وفي تلك الأثناء وبعد أن تأخر المريض على طبيبه طرق الطبيب الباب (وكان يسمع كل الحديث الذي دار بينهما) وقال للمريض هذا الدواء هو عباره عن مضاد لداء الخبال وهو اكتشاف جديد من شركة طبية مساهمة وسيتم صرفه لكما وأوكد لكما بعد تناوله أنكما سترون العافية بإذن الله

ضحك المريضان من قلبيهما وقالا للطبيب (( أنت خبل)) هذا منتج شركة مساهمة ونحن لانشتري أسهم، لكي لا نساهم في زيادة عدد الخبلان.

الشدوي1