منتديات شمس الحب

منتديات شمس الحب (http://www.x2z2.com/vb/)
-   سلة المحذوفات والمواضيع المكررة (http://www.x2z2.com/vb/f36.html)
-   -   قيام دولة إسرائيل و علوها (http://www.x2z2.com/vb/t130699.html)

لميسـ 04-23-2013 09:00 PM

قيام دولة إسرائيل و علوها
 
قيام دولة إسرائيل و علوها

وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً {4} فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً {5} ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً {6} إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً {7}‏ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً {8} الإسراء
مقدمة

طبعا كثرت التفاسير التي خصت هذه الآيات و الله أعلم بمراده منها

و لكن لا بد من التذكير بأن هذه الآية ما جاءت و الله أعلم للتحدث عن أمرا مضى لبني إسرائيل , فالآية جاءت لتتعرض لحدثين هامين لهما علاقة مباشرة بالمسلمين و اليهود
دعونا أولا نتعرض بشيء من الحديث عن تاريخ بني إسرائيل

عندما خرج سيدنا موسى ببني إسرائيل من مصر أختار الله سبحانه و تعالى فلسطين أرضا لهم ليسكنوها
بسم الله الرحمن الرحيم

)وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) (البقرة:58)

و قد يقول قائل أن الأرض هي للشعوب الكنعانية القديمة فنقول له كما قال الله عز و جل

(قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (لأعراف:128)

(وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (الانبياء:105)

أرض فلسطين ارض مقدسة يورثها الله من يشاء من عباده أورثها لبني إسرائيل ثم سلبها منهم بعد أن بدلو دين الله و أعطاها للبابليين ثم سخر لهم ملك فارس فأعادهم إليها بعد أن رجعوا إلى دينهم في الآسر ثم نسخت اليهودية بمجيء عيسى عليه السلام و كان من الطبيعي أن تسلب منهم الأرض لأنهم لم يعودوا يستحقوها طالما أنهم كذبوا بعيسى عليه السلام ثم كان أن أورثها الله لآخر الأنبياء و أمته محمد صلى الله عليه و سلم
آذاً فتاريخ بني إسرائيل حتى بعث عيسى عليه السلام كانت سمته الفساد و ليس الإفساد

فهم أمة أفسدتها الشهوات ظنا منهم بأنهم شعب الله المختار الذي لا بديل له عنهم و لا غنى فكانوا و لله المثل الأعلى كالطفل الوحيد المدلل الذي استفاق في يوم ليجد أخ جديد في حجر والده فبدل أن يفرح بهذا الأخ تحول إلى شيطان ماكر يحاول بشتى الوسائل إفساد حياة أخيه و إظهاره في مظهر الابن العاق لأبيه و كان لهم أن أفسدوا على من أتبع عيسى عليه السلام دينهم فقد لبسوا عليهم دينهم حتى أدخلوهم في الشرك و الضلالة حتى أصبحوا و اليهود في نفس المقام أمام الله فكلاهم قد أشرك بالله فأحبط أعمالهم و أضلهم

إذاً بدأت طبيعة الإفساد عند اليهود بعد أن أستبدل الله شريعتهم بشريعة أخرى و ذلك حسدا من عند أنفسهم
كان هذا الإفساد هو الأول لبني إسرائيل و أركز على كلمة ( إفساد ) و ليس فساد فحياة اليهود سلسلة لا تنقطع من الفساد المتواصل إلا قليل

أقول كان هذا إفساد اليهود الأول قبل ظهور الشريعة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة و السلام , ثم كان إفسادهم الثاني في جزيرة العرب عند ظهور الإسلام بتكذيبهم لرسول الله و محاولتهم القضاء على الدعوة الإسلامية بشتى الوسائل و نقضهم للعهود و دس السم لرسول الله صلى الله عليه و سلم
بسم الله الرحمن الرحيم

(ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (لأنفال:13

(هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ) (الحشر:2)



فكان أن أوصى رسول الله صلى الله عليه و سلم بإخراجهم من جزيرة العرب لعلمه بمكرهم و فسادهم و خطرهم على الدعوة ثم أستمر مسلسل الإفساد الخفي في خلق ملل باطلة انشقت عن الإسلام في محاولة منهم لتكرار التجربة التي خاضوها مع النصارى حتى تتوج هذا الإفساد بسلبهم للمسجد الأقصى و حصارهم لكل مسلم في الأرض فكل من يقتل اليوم و يؤسر من المسلمين و يلاحق أو يعذب هو عمل من كيد اليهود و القادم أمر و أدهى حتى تأتي الخلافة التي نحن بانتظارها اليوم لتكون السيف الذي يطيح بهؤلاء المفسدين و يطهر الأقصى من رجسهم

ثم تمضي العقود و اليهود يتجمعون سرا في أصفهان حتى يخرج دجالهم الذي ينتظروه فيكون هذا هو إفسادهم الأخير الذي ينفذوه ثم ينزل عيسى عليه السلام فيسحق هو و من معه من المسلمين كل من يدين باليهودية و تكون هذه خاتمة اليهود على الأرض لا يهود بعدها ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, إذن أربع إفسادا لليهود هدفها محاولة القضاء على دين الله الحق واحدة منها قبل الإسلام و ثلاث خلال وجود هذه الأمة على الأرض

الأولى تكون كيدا لعيسى عليه السلام و لشريعته و الأخيرة يكون القضاء عليهم بسيف عيسى عليه السلام و من معه من المسلمين

هذه وجهة نظر أولى

الأمر الأخر هو أن يكون المقصود في قوله تعالى ( في الأرض ) أرض فلسطين فتكون الإفسادتان حاصلات حكما في أرض فلسطين و بالتالي فيكون المتعين بذلك هو إفسادهم لشريعة عيسى عليه السلام ثم إفسادهم الذي يعيشوه اليوم

لأنه في هذين الإفسادين يكون اليهود في فلسطين و منها ينطلق فسادهم

قضية المسجد الأقصى

من المعلوم تاريخيا أن من بنى المسجد الأقصى هو يعقوب عليه السلام و كان ذلك بعد بناء إبراهيم للمسجد الحرام بأربعين سنة

سنن ابن ماجة 4- كِتَاب الْمَسَاجِدِ وَالْجَمَاعَاتِ 7- بَاب أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ أَوَّلُ

753 ( صحيح )

حدثنا علي بن ميمون الرقي حدثنا محمد بن عبيد ح و حدثنا علي بن محمد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر الغفاري قال قلت يا رسول الله أي مسجد وضع أول قال المسجد الحرام قال قلت ثم أي قال ثم المسجد الأقصى قلت كم بينهما قال أربعون عاما ثم الأرض لك مصلى فصل حيث ما أدركتك الصلاة .

ثم قام داود عليه السلام بإعادة بنائه و أكمله سليمان عليه السلام حتى سخر في بنائه الجن فكان المسجد في ذلك العصر آية في الروعة و الجمال ثم انقسمت مملكة بني إسرائيل بعد سليمان إلى مملكتان مملكة إسرائيل بالشمال و مملكة يهوذا بالجنوب و التي عاصمتها القدس
هلكت الأولى على يد الآشوريين ثم بعد ذلك بزمن هلكت الثانية على يد البابليين

بيد الملك نبوخذ ناصر و هذا الأمر ينفي أن المقصود بالإفساد هو ما حصل لليهود في أيام نبوخذ ناصر لأن الأمر لو كان حقيقة كما يروج البعض لكان المقصود بهاتين الإفسادتين ما حصل للمملكتين أيام الآشوريين و البابليين وخصوصا أنهما خرجا من نفس المكان و حتى أصولهما العرقية متقاربة و على هذا التفسير بعض العلماء
خرب جيش البابليين المسجد حتى عاد أطلالا خربة ثم بدأ اليهود بإعادة أعماره بعد أن زالت دولة بابل على يد الفرس بعد سبعين عام من السبي كما يقولون

ثم سيطر الرومان على المنطقة و كان لليهود وقت إذ نوع من الاستقلال الذاتي و قد كان من أهم أنبياء هذه الفترة زكريا عليه السلام و يحيى عليه السلام و الذي كانت نبوءته قبل نبوءة عيسى عليه السلام بسنوات قليلة رغم تقارب زمن ولادتهم

(يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً) (مريم:12)

و كان يحيى آخر أنبياء بني إسرائيل ما لبث أن بعث عيسى في حياته و قبل موت يحيى

حيث قتل عليه السلام و هو شاب صغير

صحيح الجامع الصغير المجلد الأول 1724 ( صحيح )

إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بهن و أن يأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن فكأنه أبطأ بهن فأوحى الله إلى عيسى: إما أن يبلغهن أو تبلغهن فأتاه عيسى فقال له: إنك أمرت بخمس كلمات أن تعمل بهن و تأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن فإما أن تبلغهن و إما أن أبلغهن فقال له: يا روح الله إني أخشى إن سبقتني أن أعذب أو يخسف بي فجمع يحيى بني إسرائيل في بيت المقدس حتى امتلأ المسجد فقعد على الشرفات فحمد الله و أثنى عليه ثم قال: إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن و آمركم أن تعملوا بهن ; و أولهن: أن تعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا فإن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق ثم أسكنه دارا فقال: اعمل و ارفع إلي فجعل العبد يعمل و يرفع إلى غير سيده فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك ؟ و إن الله خلقكم و رزقكم فاعبدوه و لا تشركوا به شيئا و أمركم بالصلاة و إذا قمتم إلى الصلاة فلا تلتفتوا فإن الله عز و جل يقبل بوجهه على عبده ما لم يلتفت ; و أمركم بالصيام و مثل ذلك كمثل رجل معه صرة مسك في عصابة كلهم يجد ريح المسك و إن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ; و أمركم بالصدقة و مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فشدوا يديه إلى عنقه و قدموه ليضربوا عنقه فقال لهم: هل لكم أن أفتدي نفسي منكم ؟ فجعل يفتدي نفسه منهم بالقليل و الكثير حتى فك نفسه و أمركم بذكر الله كثيرا و مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره فأتى حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه و إن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله تعالى . و أنا آمركم بخمس أمرني الله بهن: الجماعة و السمع و الطاعة و الهجرة و الجهاد في سبيل الله فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع و من دعا بدعوة الجاهلية فهو من جثاء جهنم و إن صام و صلى و زعم أنه مسلم فادعوا بدعوة الله التي سماكم بها المسلمين المؤمنين عباد الله )

طبعا هذا الحديث يؤكد كذب اليهود بعدم إيمانهم بعيسى عليه السلام فقد كان فيهم رسولا على شريعة موسى مصدقا بعيسى و مبشرا به

قتل يحيى ثم رفع عيسى عليهما السلام ثم أضطهد اليهود أتباع عيسى عليه السلام و حواريه حتى دخلت الديانة النصرانية الدولة الرومانية و أصبحت الديانة الرسمية للدولة

فقامت هيلانة أم الملك ببناء كنيسة القمامة و التي تعرف اليوم بالقيامة و هو المكان الذي ألقى اليهود فيه الصليب الذي صلب عليه يهوذا الاسخريوطي و الذي شبه لهم كما أخبرنا بذلك الله عز و جل في كتابه العزيز

ثم حول النصارى كل تلك القمامة إلى المسجد الأقصى حتى عمته على كبر حجمه و اضطهدوا اليهود الذين تفرقوا في ما بعد انتظارا للرسول الذي كانوا يظنون أن يكون منهم ( محمد صلى الله عليه و سلم )

لا أريد الاستطراد بالحديث عن دخول الفرس القدس و الذي لم يدم لبضع سنوات كما ذكر الله لنا ذلك في سورة الروم فما يهمنا من الأمر أن المسلمين قد دخلوا القدس سلما و قام عمر رضي الله عنه بكنس القمامة عن قبة الصخر ساعده في ذلك المسلمين ثم بنوا المسجد من جديد
عن أبي سنان عن عبيد بن آدم وأبي مريم وأبي شعيب:
أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان ب ( الجابية ) ، فذكر فتح بيت المقدس ، قال: فقال أبو سلمة: فحدثني أبو سنان عن عبيد بن آدم قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول لكعب: أين ترى أن أصلي ؟
قال: إن أخذت عني صليت خلف الصخرة؛ فكانت القدس كلها بين يديك .
فقال عمر رضي الله عنه: ضاهيت اليهودية! لا ؛ ولكن أصلي حيث صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتقدم إلى القبلة فصلى ، ثم جاء فبسط رداءه ، فكنس الكناسة في ردائه ، وكنس الناس .

أخرجه أحمد ( 1/38 ) : ثنا أسود بن عامر: ثنا حماد بن سلمة عن أبي سنان .

إذا و بعد هذا الشرح الطويل نرى أن المسجد الأقصى قد دخلته ملتان غير ملت اليهود

الأولى ملة كافرة ممثلة بالبابليين الوثنين و قد قاموا بحرق المسجد و إتلافه و تعطيل العبادة فيه

الملة الثانية : هم المسلمون و الذين وجدوا المسجد مهدما و معطلة العبادة فيه فأحيوها

و هنا نتوقف قليلا

)إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لَأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً) (الاسراء:7)

الآية سبعة من سورة الإسراء تخبرنا بأن الذين دخلوا المسجد في المرة الأولى هم أنفسهم من سيدخله في المرة الثانية أما كيفية الدخول فستكون ذاتها أي أنهم سيصنعون في المسجد في المرة الثانية كما صنعوا فيه في المرة الأولى

إذن من نعتبر المقصود بدخول المسجد في المرة الأولى

هل هم البابليون ؟

أم هم المسلمون ؟

علما و قبل أن نستغرق بالمناقشة و لكي لا يتوهم قارئ الآية السابقة حقائق لا وجود لها
فإن الآية لم تقرن الأفسادة الأولى لليهود بوجودهم أو عدم وجودهم حول المسجد الأقصى بدليل بدليل غياب ذكر المسجد في الآية الخامسة من سورة الإسراء و التركيز فقط على كلمة الديار

)فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً) (الاسراء:5)

و طالما أن سورة الإسراء معنية بالحديث عن المسجد بالدرجة الأولى و طالما أن البابليون قد أفسدوا المسجد و حرقوه أثناء دخولهم القدس في المرة الأولى فلوا كان أهل بابل هم المقصودون في الأية خمسة السابقة لذكر الله تخريبهم للمسجد لأن قمة الخزي لهم أن يذكروا اليهود بما فعله البابليون بالمسجد الأقصى عقوبة من الله على تبديلهم لشريعة موسى عليه السلام

الأمر الأخر هو ما الدليل على أن المقصود من قوله تعالى في الآية ( كما دخلوه أول مرة) هو أن هذا الدخول قد تم عندما جاس أولي البأس الشديد خلال الديار

لماذا لا يكون جوس أولي البأس حاصل في زمن و دخول المسجد في زمن أخر بدليل

أن الآية لم تذكر دخول أولي البأس الشديد للمسجد

نعود الآن للسؤال الذي طرحناه في الأعلى

من هم أولي البأس الشديد ؟
هل هم المسلمون ؟
أم هم البابليون ؟

و هنا يجب أن يكون الاختيار مبني على ما تقدمه السورة من قرائن تمكننا من معرفة هويتهم
أولا : الآية 6 من سورة الإسراء تبين أن علو بني إسرائيل الثاني و إفسادهم كان موجه لذات القوم الذين جاسوا خلال الديار

( ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً) (الاسراء:6)

ثم تبين لنا الآية رقم 7 أن هؤلاء القوم الذين جاسوا ديار بني إسرائيل هم نفسهم سيدخلون المسجد الأقصى مرتين و سينهجون في المرتين نفس المنهج

(إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لَأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً) (الاسراء:7)
الشيء الذي لا خلاف فيه أن الزمن الفاصل بين الدخولين للمسجد هو زمن طويل و بالتالي عندما يعتبر الله عز و جل أن من يدخله أول مرة هم من سيدخلونه في المرة الثاني فهو يشير إلى صلة تجمع من دخله أول مرة و من سيدخله في المرة الثاني و هذه الصلة إما أن تكون صلة عرقية ( أبناء و أحفاد ) أو صلة دين و منهج كأن يكون من دخله أول مرة هم على دين و منهج من يدخله في المرة الثاني كما هو الحال في البلاغة النبوية

(صحيح الجامع الصغير المجلد الثاني 4590 ( صحيح )

كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم فأمكم ؟

الكلام هنا موجه للصحابة و المقصود من سيأتي أخر الزمان من المسلمين

أو يكون الأمران معا صلة قرابة و صلة منهج و دين
لو حاولنا نقاش هذا الأمر على أن المقصود بأولي البأس هم البابليون كما يحلو للبعض

فهل ينطبق عليهم الشرطين السابقين

هل أهل العراق اليوم هم أحفاد البابليين ؟ بالطبع لا فالبابليون ليسوا من العرب و لا من العرب المستعربة و الجميع يعلم أن أهل العراق هي خلاط من قبائل عربية باستثناء بعض الأعراق الأخرى و الذين لا يمتون لكلا الطرفين بصلا

هل أهل العراق لو دخلوا المسجد اليوم سيحرقوه و يهدموه ؟

هل أهل العراق اليوم لو دخلوا المسجد و استعادوه سيكونون هم المعتدون كما كان البابليون هم المعتدون أيام نبوخذ ناصر نحن نعلم أن اليهود يوم إذ كانوا قد أسرفوا على أنفسهم و حادوا عن منهج الله كما حصل مع المسلمين اليوم فعاقبهم الله كما عاقبنا بسلب المسجد الأقصى و لكن هذا لا يمنع أن يكون العدو ظالما و مغتصب فهو بطبيعة الحال كافر

هل علوا بني إسرائيل اليوم و إفسادهم طال أهل العراق دون غيرهم كما تبين الآية 6 من سورة الإسراء ؟ الصحيح أن كل المسلمين عانوا من إفساد اليهود في هذا الزمان و أكثرهم معاناة هم إخواننا في فلسطين ثم سيعظم إفسادهم حتى لا يبقى مؤمن في دياره

بقي بعض الكلمات و نجمل ما سبق :
رغم أن الواو التي تسبق كلمة ( لتعلن ) هي حرف عطف فلا يشترط تطابق عدد الإفساد لعدد العلو و هذا ما يتوهمه البعض

( وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً) (الاسراء:4)

و قد قال الذين أخذوا بالرأي القائل بالعلوين بأن العلو الأول هو علو اليهود أثناء مملكة سليمان عليه السلام و هذا مناف للحقيقة
و من يتبحر في معاني الآية يجد هناك تفاوت و تباين بين علو بني إسرائيل اليوم و علو مملكة سليمان عليه السلام فعلوا بني إسرائيل اليوم هو علو عدواني ظالم مدعوم من رجال الدين الذين كفروا بما أنزل الله على رسله و أتبعوا أهوائهم بينما العلو في عهد سليمان عليه السلام كان علو دولة ربانية يقودها نبي من أنبياء الله كان جيوشها تعمل في خدمة الله و لم تكن تفسد في الأرض فكيف يجمع الله بين العلوان المتناقضين و يعتبرهما نذير سوء لبني إسرائيل

و من قال أن العلو الأول كان في عهد سليمان و الإفساد بعده فقد أخطأ من جهتين
الأول :لأن دولة بني إسرائيل بعد سليمان قسمت إلى مملكتين و بالتالي فعلوها

قد زل أضف إلى أن التحول إلى تغيير منهج الله لا يأتي بالسرعة التي يتصورها
البعض فلا تظنوا أن مملكتي إسرائيل قد تحولتا بعد سليمان عليه السلام إلى الإفساد المطلق مباشرتا
أخيرا أقول و الله أعلم

أولاً :أن الإفساد الأول قصد به أول إفساد لليهود حصل في حياة هذه الأمة و هو إفسادهم أيام الدعوة الإسلامية قبل أن يخرجهم المسلمون من ديارهم

ثانياً : دخول المسجد الأقصى أول مرة كان دخول المسلمين له أيام الفاروق عمر رضي الله عنه
ثالثاً : الإفساد الثاني يرافقه العلو الكبير كان في عصرنا هذا باحتلالهم المسجد و قد يهدم أو تعطل الصلاة فيه على أحسن الأحوال
رابعاً : الدخول الثاني لأولي البأس الشديد : هو دخول المهدي و المجاهدين للمسجد الأقصى قريبا إن شاء الله هذا و الله أعلم

الأمر الخامس
ظهور الرايات السود في الطالقان و هي إن شاء الله رايات هدى نسأل الله لها التمكين و سيكون لنا عنها حديث في الفصول القادمة

الأمر السادس

سقوط العراق : و الذي سيكون مفتاح الهلاك لكل المتكالبين على الدنيا
الحديث عن سقوط العراق و انتشار الفوضى فيه هو تصديق لحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم

سنن الترمذي ج: 4 ص: 531
2269 حدثنا قتيبة حدثنا رشدين بن سعد عن يونس عن بن شهاب عن الزهري عن قبيصة بن ذؤيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تخرج من خراسان رايات سود لا يردها شيء حتى تنصب بإيلياء

فكيف تخرج هذه الرايات قبل سقوط النظام في العراق و إيران والدول المجاورة لفلسطين و قبل حدوث الفوضى فيهما بحيث تصبح عملية التنقل من خرسان إلى فلسطين متاحة لكل من يريد الجهاد

الأمر السابع : الإلحاد بالحرم

كان لجوء جهيمان بن سيف العتيبي و من معه إلى الحرم و مبايعتهم لمحمد بن عبد الله القحطاني خليفة للمسلمين و ذلك بين الركن و المقام ظنا منهم أنه في زمن المهدي و أن هذا الشخص هو المهدي

و لم يكونوا يدرون أنهم بهذا العمل يصنعون علامة ذكرها رسول الله صلى الله عليه و سلم

تشير هذه العلامة إلى أقتراب خروج المهدي الحقيقي و الذي يسبق خروجه هلاك العرب

سلسة الأحاديث الصحيحة المجلد السادس 1 2743 ( الصحيحة )

يبايع لرجل بين الركن والمقام ، ولن يستحل البيت إلا أهله ، فإذا استحلوه فلا تسأل عن هلكة العرب ، ثم تأتي الحبشة فيخربونه خرابا لا يعمر بعده أبدا ، وهم الذين يستخرجون كنزه .
قد يظن البعض أن الهلكة سببها تخاذل المسلمين عن نصرة هذه العصبة التي التجأت للحرم
نحن لن نناقش كون هذه العصبة على حق أو على باطل الله وحده يعلم خفايا النفوس و ما تحيك الصدور و لكن الحديث يجعل من حادثة استحلال الحرم علة أو توقيت
فقد يكون الهلاك الذي يصيب العرب علته السماح للحكام بالإلحاد بالحرم و هذا وارد و الله أعلم
و قد تكون حادثة استحلال الحرم مجرد توقيت يدل على اقتراب زمن هلاك العرب

كما أنه لا بد من التذكير هنا بأن حادثة جهيمان هذه قد لا تكون المقصودة بالنص النبوي السابق
و قد تتكرر الحادثة مرتا أخرى ينتج عنها قمة الاستحلال للحرم ( أي هدمه حتى لا يبقى حجر على حجر كما ورد في الآثار )
__________________

قال صلى الله عليه وسلم : سيأتي على الناس سنوات خداعات ، يصدق فيها الكاذب ، و يكذب فيها الصادق ، و يؤتمن فيها الخائن ، و يخون الأمين ، و ينطق فيها الرويبضة . قيل : و ما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة


الساعة الآن 07:49 AM بتوقيت مسقط

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0 Designed & TranZ By Almuhajir

Adsense Management by Losha

جميع الحقوق محفوظة لمنتديات شمس الحب

1 2 3 4 6 7 8 9 10 11 12 13 15 16 17 18 19 20 21 22 23 28 29 30 33 34 35 36 37 39 41 42 43 44 45 46 47 48 49 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 77 78 79 80 98