الشاعر بديوي الوقداني ( العتيبي ) وسفره إلى نيجيريا للتخلص منه ومناسبة قصيدته المشهورة
كتبها عمر علي المطيري ـ الرياض
جريدة عكاظ العدد 100016 يوم الثلاثاء 22 / 7 / 1412 هـ يقول الكاتب :
لان لكل حدث حديث فان القصيدة الشهيرة للشاعر بديوي الوقداني لم تأتى من فراغ وقد دفعنا اختلاف روايتها على السنة العديد من الرواة إلى أن تقدم اليوم القصيدة والقصة الأقرب إلى الحقيقة التي أبدعها الشاعر متأثرا بهذا الموقف وذلك بعد لقاءات مع بعض كبار السن يقول الرواة :
نشا الشاعر بديوي الوقداني العتيبي يتيم الأب و ألام منذ الصغر ، فتكفل به عمه وكان ( بديوي ) محبوبا من الجميع ، وحين بلغ سن الرشد كان له ابنة عم على مستوى عالي من الخلق والجمال كلما تقدم لخطبتها أحد أقاربها اخبره أبوها بأنها مخطوبة لابن عمها ( بديوي ) حتى عرف الجميع بذلك .
وحدث ذات يوم أن وقعت عين الشيخ على الفتاه فبهره حسنها وقرر ان يتزوجها مهما كان الثمن ، ولما طلبها من الأب اعتذر له بأنها لابن عمها ، عند ذلك قرر أن يلجأ إلى الحيلة بعد أن رأى ( بديوي ) حجر عثرة يمنعه من غايته والوصول إليها .
لذلك قرر أن يوظفه و أتوكل له مهمة يتطلب أداءها السفر إلى نيجيريا حتى لا يستطيع أن يعود منها ، ومن ثم يزول اعتراض الأب . فغادر ( بديوي ) على ظهر سفينة كلف الشيخ ملاحيها بحراسته والتخلص منه في عرض البحر ، ولما أصبحت السفينة في الأعماق اختلف ( بدويوي ) مع الحراس ثم اكتشف الحيلة والشرك الذي نصب له فتمكن من أن يعود بالسفينة إلى بلده بالقوة فوصها ليغادرها على الفور سيرا على الأقدام في الليلة التي تزف فيها ابنة عمه على الشيخ ، حيث دخل الحفل دون أن يشاهده أحد فرأى أقاربه يتسابقون في خدمة العريس فانشد هذه القصيدة التي ذاعت واصفا فيها أحوال الدنيا والمجتمع الذي تنكر له .
وهو يصف ما أصابه من آلام الحياة ومتاعبها وسنرى أن القصيدة احتوت على حكم و أمثال عديدة استنبطها الشاعر مما كان يعانيه من الظروف المؤلمة .