حاول الإعلامي اللبناني نديم قطيش في حلقة الاثنين من برنامج DNA، كشف الفصام الذي يعاني منه ما يطلق عليه معسكر "المقاومة"، وهو ما اتضح جليا في تعاطي قنواته الإعلامية مع عدة أحداث، على رأسها جريمة حرق الرضيع الفلسطيني على يد متطرفين يهود في الضفة الغربية. وفيما أكد قطيش على بشاعة الجريمة، واصفا المتطرفين اليهود داخل المستوطنات الإسرائيلية بالأسوأ على صعيد جميع الأديان، أشار في المقابل إلى غض "إعلام الممانعة" الطرف عما يتعرض له أطفال سوريا من جرائم لا تقل بشاعة، في الوقت الذي تعالت فيه أصواتهم بعد جريمة إحراق الرضيع الفلسطيني، منددين بما وصفوه بـ "الصمت العربي". واستعرضت حلقة DNA صورا من مجازر نظام الأسد في حق المدنيين، ومن ضمنهم أطفال في غوطة دمشق الشرقية، التي قضى جراءها المئات منهم اختناقا بغازات السلاح الكيمياوي السامة التي استنشقوها وهم نيام. كما عرجت الحلقة على صور القتلى من الأطفال السوريين، ضحايا البراميل المتفجرة التي يلقي بها طيران النظام بشكل يومي على أنحاء متفرقة من سوريا. كل ذلك بحسب قطيش، لم يدفع "المقاومة" إلى استنكار جرائم الأسد في حق شعبه، ومن بينهم أطفال كثر، ليس لسبب سوى لأنهم يصنفون كأطفال "أعداء المقاومة"، الذين يعارضون حكم الأسد، أما الرضيع الدوابشة فينحدر على العكس من أسرة تنتمي إلى تيار "المقاومة" و"الممانعة"، وهو في وجدان الأخير مشروع مقاوم.. فتساءل قطيش متهكما: كيف لأحد أن يتضامن مع "عدوه"؟ غير أنه للمفارقة، استطاع مئات الإسرائيليين الخروج تضامنا مع الرضيع الفلسطيني القتيل حرقا، حاملين أعلاما وسط تل أبيب تندد بالاستيطان، معتبرين أنه السبب الرئيسي لتصاعد العنف في المنطقة، فيما لم يحدث قط أن خرج أحد من جمهور "حزب الله" أو النظام السوري للتضامن مع العدد الهائل من الأطفال السوريين ضحايا البراميل المتفجرة. حدث آخر استعرض قطيش جوانب "فصام المقاومة" من خلاله، والمتمثل في معركة الزبداني، فمنذ أسابيع ظل إعلام "الممانعة" يردد الأسطوانة نفسها حول هجمات شرسة لقوات "حزب الله" تستهدف المدينة السورية برمتها لتخليصها من "الإرهاب"، متجاهلين أن من بين مدنييها الذين يقصفون بنيران "الحزب" والنظام السوري أطفال أيضا. وفي الحديث عن اليمن، الذي غاب عن خطابات "نصر الله" في الفترة الأخيرة، تظهر أعراض أخرى من فصام شخصية "الممانعة"، ففي الوقت الذي عادت فيه مدينة عدن إلى حضن الشرعية في اليمن، وعاد إليها أعضاء من الحكومة اليمنية في انتظار أن يلتحق بهم وزراء آخرون خلال الأيام القادمة، ظل "نصر الله" متشبثا بتشكيكه في انتصارات المقاومة بمساندة من التحالف العربي.