![]() |
سرّ حقد "خوارج داعش" الأسود على عاصمة الثورة في الشمال http://upload.hawamer.com/d.php?hash...5IMFXI28QEXPZS تتعرض مدينة عبد القادر الصالح لعدوان غير مسبوق من قِبَل تنظيم الدولة في عنفه وكثافته وإجرامه فاق ما تعرضت له المدينة من عدوان نظام الأسد، فقد قام التنظيم بعشرات المحاولات للسيطرة على المدينة منذ الصيف الماضي عندما أحكم سيطرته على بلدة دابق وقُرى تل مالد وحور النهر وغيرها من القرى والبلدات الواقعة شرق مدينة مارع. وقفت المدينة عصيّة على التنظيم كما كانت وما زالت شوكة جارحة في حلق النظام الذي اجتاحها جيشه 10-4-2012م وأحرق حينها أكثر من 360 منزلًا ومحلًّا تجاريًّا عدا عمليات التخريب والسرقة دون أن تلين عزيمة أهلها، كيف لا وقد خرجت المدينة مبكرًا في الشهر الرابع عام 2011 بمظاهرات حاشدة منظمة فزعة واستجابة لنداء أهالي درعا النشامى. فمثلت مارع نموذجًا صادقًا للثورة السورية العفوية الرافضة للاستبداد الأسدي والتطرف الداعشي معًا، إذ بقيت المدينة محصنة ضد تنظيم الدولة وفكره الظلامي، فلم يستطع التنظيم استقطاب أعداد تذكر من أبناء المدينة مما أدى لظهور بذور الحقد ضد المدينة وأهلها، وزاد في الوقت عينه إصرار التنظيم على اقتحام المدينة لكسر شوكة الثوار، وتسارعت خطوات التنظيم في هذا المنحى عقب إعلان تركيا نيتها إقامة منطقة آمنة في الشمال السوري. عمد التنظيم لتشتيت الثوار وزرع الفرقة بين صفوفهم، فلجأ لسياسة المفخخات التي استهدفت مقرات الثوار، وتعمد التنظيم استهداف القادة الشرفاء الفاعلين بالثورة المشهود لهم بالإخلاص والنزاهة، ففجر صهريجًا بمقر كتائب الصفوة ليستشهد أبو مريم وحازم الصالح ورفاقهم وهم يؤدون صلاة المغرب جماعة في مقرهم، وتابع سلسلة الاغتيالات بإدخال انتحاريين لقتل القادة لكنَّ هؤلاء الانتحاريين كانوا يفجرون أنفسهم دون أن تؤتي المهمة أُكُلَها، فالضحايا جلهم مدنيون. زادت عمليات الحقد من إرادة الصمود عند الثوار الذين أبوا رفع الراية البيضاء رغم انتقال التنظيم لسياسة الأرض المحروقة، والحرب الشاملة فلجأ لقصف المدينة بالدبابات والمدافع على اختلاف أنواعها حتى تجاوز عددها في اليوم الواحد 200 قذيفة على مدينة صغيرة. دفع فشل محاولات الاقتحام التنظيم للجوء للخطة ( ب) المتمثلة بحصار المدينة عبر السيطرة على المناطق المحيطة بها، ونجح بذلك عندما سيطر على الوحشية وأم حوش وحربل جنوب مارع، وتلالين وصوران شمال مارع، وكان قد سيطر العام الماضي على المناطق الشرقية، فأصبحت المدينة ضمن صندوق مغلق، مفتوح من الغرب فقط باتجاه قرية الشيخ عيسى، ورغم ذلك فشلت محاولات الاقتحام رغم تزامنها مع إرسال مفخخات أحدثت دمارًا هائلًا وخسائر في الأرواح والبيوت. ويبقى استخدام الكيماوي علامة فارقة في العدوان الداعشي، إذ يدلل على حقد التنظيم من جهة، وعجزه عن مقارعة الثوار من جهة، ناهيك عن منافاتها المبادئ الإسلامية والأخلاقية التي يدعي التنظيم زورًا تمثيلها، ويضاف لما سبق سؤالان مهمان: من أين حصل التنظيم على غاز الخردل؟ ولماذا سكنت طائرات التحالف وامتنعت عن قصف التنظيم، وتركت له حرية الحركة، وهي التي لم تغادر سماء عين العرب؟! تؤكد الأحداث المتزامنة أنّ الحقد الداعشي حقد مركّب يقف وراءه عملاء النظام داخل التنظيم إذ يدرك التنظيم والنظام الذي تزامن قصفه للمدينة مع قصف التنظيم أن سقوط مارع مقدمة لسقوط الريف الشمالي كاملًا وإنهاء الثورة في حلب، وبالتالي تثبت نظرية النظام –الكاذبة- بأنّه لا يوجد ثورة، إنما جماعات إرهابية متطرفة هدفها زعزعة الأمن والاستقرار، ونشر الفوضى والدمار. ولإدراك التنظيم أنَّ الثوار فقط مَن يستطيع إزالتهم من المعادلة لامتلاكهم الحاضنة الشعبية لجأ لكل هذا العنف الأسود، بل ويبدو لافتًا مقدار ذلك الحقد من خلال الشحن العقائدي والفكري لعناصر التنظيم ضد ثوار مارع، فروّج إشاعات كاذبة عن اغتصاب مجاهدي مارع لنساء التنظيم، واتهم الثوار بموالاة الغرب الكافر –الذي لم يدعمهم بطلقة- وسعيهم لتحكيم القوانين الوضعية دون الشريعة الإسلامية فتغنى عناصر التنظيم بأناشيد حماسية تحمل حقدًا عجيبًا غريبًا على المدينة، وتُوِّجَ التطرف بإطلاق فتاوى شاذة من شرعيِّي التنظيم ما أنزل الله بها من سلطان تبيح دماءَ أهل المدينة وأموالهم. |
الساعة الآن 10:06 AM بتوقيت مسقط |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0 Designed & TranZ By
Almuhajir