خميس مشيط
فريق التحرير
روى زملاء الشهيد الرقيب حامد الفيفي، الذي استشهد مغرب الخميس (23 يونيو 2016)،برصاصة العدو أثناء صد القوات المسلحة السعودية هجومًا من قبل ميليشيات الحوثي على الشريط الحدودي بجازان، العديد من المواقف البطولية التي قام بها أثناء وجوده في الحد الجنوبي؛ حيث كشفوا من بين هذه المواقف أنه تعرض للإصابة 3 مرات ، وفي كل مرة كان يحرص على العودة إلى جبهات القتال ضمن قوات التحالف العربي في أسرع وقت ممكن.

وقال أحد زملاء الشهيد الفيفي إنه بعد أسبوع من عودته من إصابته الثالثة، قام بتغطية عمل زميله بعد أن طلب منه تعويض غيابه لظروف أسرية ألمت به، فأبدى الفيفي موافقته كما عُهد عنه.

وأضاف أنه في هذا اليوم أصيب أحد زملائه المرابطين برصاصة قناصة قبل أذان المغرب، فهرول إليه الفيفي وهو يضم إلى يده وجبة الإفطار. وما إن وصل الموقع لإنقاذ زميله المصاب حتى بادره الحوثي بإطلاق النار عليه؛ ما أدى إلى إصابته وإسعافه إلى المستشفى وهو يردد الشهادة قبل أن تغادر روحه عند باب المستشفى.

وبدأ الشهيد حامد بن محمد قاسم المثيبي الفيفي عمله في ميدان الشرف من الخطوط الأمامية لمنطقة الرمضة مقابل منفذ الطوال الحدودي في مواجهات مترددة مع مسلحي مبنى الأمن السياسي اليمني المحتل من ميليشيات صالح والحوثي، وفقًا لصحيفة "الحياة"، الأربعاء (29 يونيو 2016).

ومكث الفيفي في المهمة شهرين من دون مواجهات مباشرة أو خروقات قبل التوجه إلى موقع أبوالرديف العام الماضي الذي كان جبهة مشتعلة ومسرحًا للالتحام مع العدو؛ حيث أبدى مواقف بطولية لايزال رفاقه يتذكرونها.

وحكى زميله عبدالمحسن أحد هذه المواقف عندما ترجل من الدبابة حاملًا سلاحه وقطع مسافة على الأقدام لينقذ أفرادًا كانوا محاصرين، ويقترب العدو منهم، إلا أنه تبادل معهم إطلاق النار وقتل من قتل وتمكن من إنقاذهم.

وفي واقعة أخرى، استطرد زميله بالقول: "طلب منا في إحدى الليالي الدخول إلى مواقع من القيادات وكانت المواقع محتشدة بالقوات المعادية، وكان هناك نقاش حول من يدخل؛ لأن الموقف خطر، وبادر الفيفي بإبلاغ المسؤولين بالدخول واحتلال الموقع في ذلك الليل الدامس مع زخات المطر وبمسيره على الأقدام قرابة خمس ساعات بين الأودية والشعاب"، وأضاف: "استمر تمركزهم الناجح في الموقع أشهرًا، يناوشهم فيه العدو الحوثي في كل مرة ويخفق في وجه الرقيب الفيفي وزملائه".

بعد فترة، توجه بعدها إلى جبهة الحثيرة التي كانت آخر الشاهدين على بطولات الفيفي، وروى أحد الزملاء أنه قبل وفاته وخلال الأيام الأولى من شهر رمضان استطاع الرقيب الفيفي برفقة مجموعته المغامرة الإيقاع بأكثر من 10 قتلى في صفوف العدو؛ منهم قيادي كبير، فتسبب ذلك في تنامي الغضب واشتعال الثأر في قلوب أعدائهم، وبادلوهم برمي كثيف للنار، لكن نتائجه كانت مخيبة لهم وفرصة لاستبسال مجموعة الفيفي المقاتلة.

وأصيب الفيفي خلال صده هجوم الحوثيين ورفض الانسحاب أو مناداة المسعفين حتى انتهاء المهمة، وبعد ساعات انتقل لمعالجة إصابته وامتنع عن مواصلة العلاج والوفاء بموعد الطبيب حتى يتمكن في اليوم الثاني من العودة إلى زملائه ومواصلة صد هجوم الحوثيين.

وبيّن بعض المقربين أن الفيفي كثيرًا ما حوصر واستطاع ببسالة إنقاذ زملائه من قبضة العدو رغم إتلاف آلياته أحيانًا من شدة الاشتباك، وخلال المعارك المتفرقة أصيب في كل طرف من جسده تقريبًا، وفي أوقات متباعدة، استشهد عدد من أصدقائه وزملائه خلال مناسبات القتال أمام عينيه ولم يستسلم، في كل يوم يجري اتصالاته ببقية إخوته الأربعة المشاركين في القتال على جوانب مختلفة من الحدود السعودية-اليمنية.

وبيّن أحد المقربين أن الشهيد الفيفي كان ذا أخلاق عالية وكرم واسع مع زملائه وأهل بيته، ترك خلفه سبعة من البنات؛ أكبرهن لم تتجاوز 16 عامًا، وكان بارًّا بأمه ويلبي كل حوائجها، ومعطاءً في أسرته وأهله بعد أن مات والده منذ عام، وكان لها أبًا ومعيلًا وكافلًا.