انه فى يوم الخميس الشهر الثالث من سنة 1992 كنت جالس بمجلس به مجموعه من الناس العادين وكنت غريبا عن هذه المنطقه ، فلم استطع فهم الحضور ومناقشتهم فيما يدور بينهم فوجدت رجلا جالسا بعيدا عنهم وهو وحيد فجلست معه لعلي اجد من يحدثنى فرحب بي بحراره كأنه يعرفنى من فتره سررت بترحيبه بى وجلست معه واخذت اتبادله الحديث وشعرت انه مسرور بى وهو ممنون لجلوسى معه ، فمن بعيد بدا لى احد الجالسين يلوح لى بالابتعاد عن هذا الرجل فبالحال استاذنت منه وذهبت لذلك الرجل وسالته لماذا يلوح لى بذلك .
قال لى بكل ثقه انه كذاب ولذلك لا احد يجلس معه ويتحدث معه ، قال انه فى عام 1990م اى قبل سنتين كذب على فلان من الناس كذبه بينه فذهلت من ذلك فخرجت من هذا المجلس فوجدت كرسيا للجلوس فى الشارع حيث البحر امامى فقلت فى نفسى يا لهذا المجلس المحترم يعاقب من يكذب ولا يفوت ذلك ولو مر عليه سنين ، حقا انهم ملوك هذا العصر.
فمشيت بعد ذلك بساعه من الجلوس وتوجهت الى البيت حيث كان قريبا ، وجلست مع زوجتى فى الشرفه المطله على البحر وبدأت احدثها بما رأيت فى ذلك المجلس فتعجبت وقالت حقا انه مجلس لم اسمع او ارى مثله من قبل وانه ذو درجه عاليه من الرقى والادب العام وفجأه تجمع عدد كبير من الناس مقابل شرفتنا وفى الشارع المقابل حيث كانو يحيطون بمصاب وصرخو اين الاسعاف وقام احدهم بستعمال الموبايل وطلب الاسعاف ، وقالت لى زوجتى لا تذهب الى هناك لعله مصاب وتنزعج من ذلك المنظر ، حيث كان هناك اناس يبكون بعد النظر الى الحادث فبعد عشرة دقائق وصلت الاسعاف فنزل منها طبيب ومعه مساعدا يحمل قفصا فاخذ الطير المصاب فاوقف الشارع وفتح للاسعاف الطريق فذهلنا انا وزوجتى لما نراه ، فسالتها اين نحن ومن هؤلاء هل نحن فى الجنه وهؤلاء ملائكه.
فاخذت سيارتى انا وزوجتى للتسوق فى مكان يبعد (50كم) من هذا المكان مما قادنى الى الخط السريع وكان غير مزدحم وكنت لا اعرف الطريق فستعملت الخارطه المخصصه لذلك واثناء انشغالى بذلك كدت اخطأ في المدخل فنحرفت بشده ودخلت به فأوقفنى شرطى المرور بعد ان فتشنى ذاتيا قال لى انك مخالف قواعد السير وعليك ان تدفع لى مبلغ بحدود ( 60 دينارا ) وساحرر لك مخالفه حالا ، فقلت له انى غريب فى هذه المنطقه وانا اسير على الخريطه وبعد ان اثبت له ذلك قال سوف اعفو عنك بشرط ان لا تقوم بذلك مره اخرى فوعدته بذلك وكان العفو.
فلازمنى هذا الموقف طيلة وجودى الذى استغرق ثلاثة شهور فى تلك المنطقه........
