من مقال للشيخ سلمان العودة...اخترت هذه الجزئية لعل الله ينفع بها
الأزَمات الاقتصاديَّة:
قد تحلُّ الأزمات الاقتصاديَّة بالمجتمع المفرِّط في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فتتلاطَمُ به أمواج الفقر والضَّوائق، ويذوق الويلات من الحرمان.
ولقد وصلت الأزمات ببعض المجتمعات الإسلامية إلى حال من الفقر يُرثى لها، حتى أصبح الفردُ يكدَحُ في سبيل الحصول على لقمة العيش؛ فلا يجدها، مما قد يُحْوِجُه إلى ما في أيدي النصارى المتربِّصين الذين يسخِّرون طاقاتِهم لتنصير المسلمين، فيؤدِّي ذلك إلى وقوع المسلم في التَّنصير والعياذ بالله؛ خاصةً أن انشغاله بلقمة العيش قد ينسيه كثيرًا من أمور دينه، مما يبعده عنه، ويهوِّنه عليه.
وهكذا المنكَرات، سلسلةٌ يجرُّ بعضها بعضًا إلى أن تهوي بصاحبها.
وكما أنَّ هناك من يفسر ما يحلُّ بالمجتمعات من الحروب والأحداث المؤلمة تفسيرًا ماديًّا بحتًا، كذلك هناك من يفسِّر الأزمات الاقتصاديَّة تفسيرًا ماديًّا بحتًا، والمؤمن الذي يعي سنن الله يدرِكُ أنَّ وراء السبب المادي سببًا شرعيًّا حدث في المجتمع، فاستحقَّ ما جرتْ به سنَّة الله؛ من معاقبة المجتمع الذي يظهر فيه الخبث بلا نكير.
كما أن هناك مَن تُسْفَكُ أعراضُهم على مذبح الرَّذيلة، وتُداس كرامتُهم جريًا وراء الدِّرهم والدينار...
إنَّ كثيرًا من الجرائم وأماكن البغاء تتفشَّى في تلك الأحياء الشعبيَّة؛ التي يشيع فيها الفقر، وينتشر فيها العوز والفاقة.
ولعلَّ من أجلى الصور وأوضحها: الدَّمار الاقتصادي الذي يلحقُ المجتمعات بسبب إهمال النهي عن المنكر في شأن الرِّبا، مما جرَّ على المجتمعات الإسلامية مآسي عظيمة من تفاقُم في المستويات المعيشيَّة والاقتصاديَّة، فيزيد الفقير فقرًا إلى فقره، ويزيد الغني ثراءً، فيصبِحُ المال دُولةً بين الأغنياء، وتسيرُ الأمَّة إلى هاوية الدَّمار البعيد.
وها هي ذي مراكز الدِّراسات الغربيَّة تتحدَّث عن مصير أسود ينتظرُ الرأسماليَّة خلال عقد أو عقدين من الزَّمان، كذلك المصير الذي آلت إليه الشيوعيَّة!
(فَهَلْ يَنْتَظرُونَ إلا مثْلَ أَيَّام الَّذينَ خَلَوْا منْ قَبْلهمْ قُلْ فَانتَظرُوا إنِّي مَعَكُمْ منَ المُنْتَظرينَ)(سورة يونس: 102.).