يقول عز ذكره: وهلا إذ دخلت بستانك، فأعجبك ما رأيت منه، قلت ما شاء الله كان ، وفي الكلام محذوف استغني بدلالة ما ظهر عليه منه، وهو جواب الجزاء، وذلك كان
وهلا حين دخَلْتَ حديقتك فأعجبتك حَمِدت الله، وقلت: هذا ما شاء الله لي، لا قوة لي على تحصيله إلا بالله. إن كنت تراني أقل منك مالا وأولادًا، فعسى ربي أن يعطيني أفضل من حديقتك، ويسلبك النعمة بكفرك، ويرسل على حديقتك عذابا من السماء، فتصبح أرضًا ملساء جرداء لا تثبت عليها قدم، ولا ينبت فيها نبات، أو يصير ماؤها الذي تُسقى منه غائرًا في الأرض، فلا تقدر على إخراجه.
ثم ارشده الى ما كان يجب عليه ان يقوله عند دخوله جنته فقال ولولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوه الا بالله قال الامام ابن كثير هذا تحضيض وحث على ذلك اى هلا اذ اعجبتك جنتك حين دخلتها ونظرت اليها حمدت الله على ما انعم به عليك واعطاك من المال والولد ما لم يعط غيرك وقلت ما شاء الله لا قوه الا بالله ولهذا قال بعض السلف من اعجبه شئ من حاله او ولده او ماله فليقل ما شاء الله لا قوه الا بالله وهذا ماخوذ من هذه الايه الكريمه وقد روى فيه حديث مرفوع فعن انس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما انعم الله على عبد نعمه من اهل او مال او ولد فيقول ما شاء الله لا قوه الا بالله فيرى فيه افه دون الموت "
فالمراد تحضيضه على الاعتراف بان جنته وما فيها بمشيئه الله تعالى ان شاء ابقاها وان شاء ابادها "
ياتري كم شخص إستفاد من القصة والآيات التي تتلي آناء الليل وأطراف النهار
أما آن لنا أن ننشغل بأنفسنا وبنعم الله علينا بدل أن نشعر بقوتنا علي نعمة هي ليست ملكنا بل عطاء رباني وهبة خالصة من الرزاق