انا شاب عربي أقمت طوال حياتي بالمملكة العربية السعودية وأشعر بالإمتنان لهذا الشعب العظيم بتلك القيادة الحكيمة العظيمة أجمل سنين حياتي قضيتها في بلادكم العامرة التي تعلمت فيها ماهو الدين الإسلامي وتربيت على القرآن الكريم وحفظت القرآن الكريم بدور مسجد طيبة في العاصمة الرياض 2005 .
إنتقلت قبل خمسة سنوات لمسقط رأسي لدراسة الجامعة وتركت المملكة العربية السعودية وإليكم قصتي بالتفاصيل الدقيقة معتذراً فيها عن الإطالة ولكن لم أجد إلا هذا الأسلوب لتوضيح وتقديم مشكلتي إليكم فأنتم إخواني وإخواتي أحبكم في الله ويشهد الله على ذلك .
وُلدت في مدينة جِدة ودخلت المرحلة التمهيدية في 1999 ميلادي وظهرت معي مشكلة صغيرة في تلك الفترة وهي تكرار الحروف أو الكلمات وأهلي أخبروني أنها مشكلة عابرة نظراً لقلة ثقافة أهلي في هذا الموضوع كونهم قادمين من قرية ولم يتلقوا التعليم الجامعي في تلك الفترة ، اهملت المشكلة لفترة من 1999 حتى 2000 ميلادي عندما دخلت الصف الاول وانبهرت من حجم المشكلة التي تضاعفت لتصل لمستوى مشكلة حقيقة بدأت أنزعج وأبكي في الليل لأني لا أستطيع التحدث مثل بقية الأطفال مع العلم أن مستواي العقلي كان بصورة طبيعية بل كنت متفوق في دراستي من المرحلة التمهيدية وحتى المرحلة الجامعية الحالية انا متفوق بفضل الله لا بفضل نفسي - أهملت المشكلة حتى المرحلة المتوسطة حينما إنتقلت لمنطقة الرياض وواجهت مشكلة في التكّيف مع مشكلتي وأصبحت إعاقة حقيقة وأصبحت أعاني من مشكلة التاتأة الثانوية وهي عبارة عن حبسة كلامية شديدة وبالتالي لم أستطع إكمال تلك السنة الدراسية وكنت أبكي دائماً ومنزعج من هذه المشكلة واهلي كانوا متفهمين ومهتمين بمشكلتي وعرضوني في تِلك الفترة على أخصائي نطق .
أتذكر في بداية عام 2008 ذهبت لعيادة علاج صعوبات النطق وتلقيت العلاج لفترة أسبوعين ثم توقفت نظراً لأنها جلسات مكلفة مادياً وأنا من عائلة ضعيفة المستوى المادي لكن لا إعتراض على حكمة الله عز وجل - هذه المشكلة تطورت كثيراً مع الأيام ومحاولة العلاج الفاشلة أثرت بنفسي كثيراً .
حفظت القران الكريم قبل الخروج من المرحلة المتوسطة وكنت ابحث كثيراً عن علاج لهذه المشكلة عبر الإنترنت وتواصلت مع أشخاص من الخارج ( الولايات المتحدة ) ودول المنطقة وتعرفت على أشخاص يعانون من نفس المشكلة وزادت معرفتي وعَظم إدراكي لهذه المشكلة .
في المرحلة الثانوية قضيت ثلاثة أعوام من الإكتئاب المزمن وكنت أنظر لنفسي على أني أقل من الناس وكنت انظر لنفسي نظرة دونية وأقل من الجميع وعانيت من بعض الناس الذين تهكموا وضحكوا وسخروا كثيراً من أسلوبي الصعب في الحديث وبعضهم كان ينظر لي نظرة شفقة وهذا حال أي مجتمع من المجتمعات وأنا قد سامحت الجميع من أستاذ المدرسة الذي ضربني لأني رفضت القراءة من الكتاب لأني أخجل من التأتأة إلى زميلي الذي كان يرمي النكت الساذجة حول مشكلتي وسامحتهم لوجه الله ولا احمل لهم أي ضغينة أو حقد على العكس ممتن لتلك الأيام بحلوها ومرها .
إنتقلت بعد المرحلة الثانوية لبلدي الأم لدراسة الجامعة وهنا تفاقمت المشكلة كثيراً وعانيت من أفكار إنتحارية وفقدت الأمل في العلاج وسعيت كثيراً للعلاج لكن ظروفي الإجتماعية والمادية حالت دون حدوث هذا الامر وهو حق من حقوقي المدنية أن أتلقى العلاج في بلدي لكن بلدي تخلى عني بحكم أني لست مواطن أصلي بل أحمل الجنسية الفلانية على كل حال مضت الأيام في الثلاثة سنوات التي أدرس بها هندسة البرمجيات وها أنا اليوم في السنة الرابعة أجر خلفي خيبات أملي وحزني الدفين ومآساتي التي لا أبوح بها إلا لله عز وجل واليوم تجرأت كثيراً لأشارككم هذه التجربة المريرة .
أنا أعلم أني أطلت الحديث لكن تحملوني إخوتي ولكم الأجر في هذا ، أنا قرأت كثيراً من الدراسات ودرست حالتي دراسة طبية وأجريت فحوصات طبية كثيرة ومتنوعة في هذا المجال وجربت كل الخيارات المتاحة تتلخص فيما يلي
* الرقية الشرعية الكريمة
* حفظ القران الكريم وتلاوته
* التحدث بهدوء وبطئ (تمارين تنفس متاحة عبر اليوتيوب)
* بعض الخلطات الشعبية
* الحجامة
* الإلتزام بخطة علاجية مع أخصائي نطق في منطقتي التي أسكن بها
جميع تلك التجارب لم تفلح في أن أتخلص من هذه المشكلة بالرغم أن ثقتي بنفسي عالية جداً وأنا مثقف وأعوذ بالله من كلمة أنا - شخصيتي رائعة ومحبوب من الجميع بفضل الله عز وجل وأنا اليوم بالرغم من إيماني المطلق قويم الاساس بأن الإنتحار هو حل شيطاني وأن مصيري الخلود في نار جهنم لكن هذا الحل هو الحل الذي بات متاحاً لي في هذه التجربة وأنا حزين جداً لو كانت نهايتي هي الإنتحار لكن أرجوكم تفهموا وضعي بأني جربت كل الخيارات المتاحة ولا أستطيع الصبر أكثر من ذلك هنالك مشاكل حقيقية في التكّيف مع المجتمعات الشرقية التي تسخر وتشفق من ذاتي بالرغم أن لا ذنب لي بهذا .
أنا ممتن لكم إخوتي جميعاً لأنكم قرأتم هذه الأقصوصة الجريئة التي تجرأت بها على نفسي وعلى طبيعتي الكتومة وإني أشعر بالعرفان لكم لحسن إنصاتكم إني أدعوا الله لكم جميعاً بالخير والتوفيق والجنة وأحبكم جميعاً بالله
هل تملكون أي توجيه أو نصيحة يمكن أن تساعدني في تخطي هذه المشكلة ؟