منتديات شمس الحب - المشهد يتكرر استغلال ذروة سنام الإسلام للوصول للسلطة

المتأمل والمتابع لحال الجماعات والأحزاب المتأسلمة التي ابتلي بها عالمنا العربي والإسلامي وكذلك ما يسمون بالحركيين الذين يطلق عليهم دعاة الصحوة ويدعون الإصلاح يجد تشابها عجيبا بين حالهم وحال من سبقهم في الأمم الغابرة وذلك من خلال محاولتهم استغلال ذروة سنام الدين وهو الجهاد في سبيل الله من أجل الوصول للسلطة والاستيلاء على الحكم !!!!

فانظروا ماذا قال أولئك الملأ من بني إسرائيل لنبيهم ( شمويل) الذي أتى بعد موسى عليه السلام :
لقد قالوا ((أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ
ياله من شرف عظيم وهدف نبيل !!
ولكن سنرى أن وراء الأكمة ماوراءها!!.
فبعد مناقشة وجدال معهم قال لهم (( إن اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ ا))
أي أن الله قد اختار ملكا عليكم هو طالوت .
فماذا كانت ردة فعلهم وماهي المبررات التي ساقوها لعدم موافقتهم على ذلك ولماذا لم يعجبهم ذلك؟!!! وماذا كان جوابهم؟!!!
(قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه .....) !!!
فانكشفوا وكشفوا الهدف الحقيقي من استخدامهم الجهاد باسم الدين وهو أن يظفروا بالحكم والرئاسة على قومهم !
وهذا هو أبشع استغلال للدين من أجل الدنيا.
ولكم أن تتصوروا وتفكروا وتربطوا بين ما فعله أولئك وما يفعله الخوارج في هذا العصر.!
فسبحان الله كيف سنن الله في الحياة لاتموت وتتكرر في كل زمان ومكان !
والشاهد أن الهدف والهم لأولئك القوم سابقا وحاضرا واحد . وهو الاستيلاء على السلطة باسم الدين ويرون أن الأحقية لهم فيتاجرون بالدين علانية لتحقيق أهدافهم الخفية.
ولهذا فإن أغلب دعاة الصحوة الانتهازيون في هذا الزمن يسعون لتحقيق أهداف حزبية ومطامع ذاتية وأجندات خفية يكون وقودها وضحاياها أولئك الغوغائية الذين يتم الدفع بهم إلى ساحة الصدام المسلح الذي لا يمت إلى الجهاد والدين بصلة وإنما لقتل بعضهم بعضا لكي يتم من ورائهم تحقيق الاستيلاء على الحكم والسلطة الذي قد قرره الله سبحانه وتعالى فقال:
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
فلا حول ولا قوة إلا بالله .
ونسأله أن يردنا له ردا جميلا ويهدي ضال المسلمين.