![]() |
سـاعات قــليله ويسـتقبل العالم نتيجة الانتخابات الامريكيه اللتي ستؤثر ع الشرق الاو سط لم يتبق سوى ساعات ويستقبل العالم نتيجة الإنتخابات التي ستؤثر قطعا على مجريات الأحداث فيه وبالأخص منطقة الشرق الأوسط التي تشهد في الوقت الراهن متغيرات وأحداثا ساخنة. وعلى مدار الشهور الماضية، تابع الجميع عن كثب كيفية تناول البرامج الانتخابية والمناظرات التليفزيونية الخاصة بالمرشحين الرئاسيين باراك أوباما وميت رومني للقضايا المتعلقة بالشرق الأوسط، إذ تبين أن هناك اختلافا بين المرشحين حول بعضها واتفاقا حول البعض الآخر، ولكن لم يتضح بعد إلى أي مدى سيلتزم أي من كان سيصل إلى البيت الأبيض بتطبيق تصريحاته الانتخابية على أرض الواقع. نقاط الاختلاف والاتفاق وبالرغم من تأكيد أوباما على أنه أحرز "انتصارات" في السياسة الخارجية، وأوفى بعهده بدعم إسرائيل، وبمواجهة إيران، وبالانسحاب من العراق، إلا أن رومني يرى غير ذلك ويعتقد أن هناك ثمة ضرورة في أن تسهم الولايات المتحدة في صياغة الأحداث وصنعها في المنطقة وليس الانصياع لها. ويأتي هذا الاختلاف في وجهات النظر في ضوء التصعيد المستمر في الأزمة السورية وتأثيرها على دول مجاورة مثل الأردن ولبنان وتركيا، والهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية وأسفر عن مقتل السفير الأمريكي في ليبيا كريستوفر ستيفنز، والمخاوف الغربية من البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل. وفيما يتعلق بالملف الإيراني، يصر أوباما على الحل السياسي والدبلوماسي وفرض العقوبات الاقتصادية للضغط على إيران كي تتخلي عن أنشطتها النووية، فيما يميل رومني إلى الحل العسكري في هذا الصدد، اعتقادا منه بأن الإدارة الأمريكية الحالية تنتهج سياسة غير قاسية تجاه إيران. علاوة على ذلك، يرى رومني ضرورة أن تنفذ الولايات المتحدة التزاماتها فيما يتعلق بضمان أمن إسرائيل وقد وعد ببناء اتصالات وثيقة معها. وأدان أوباما لعدم زيارته إسرائيل منذ توليه منصب الرئاسة، ما أدى إلى حدوث صدع في العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية. وعلى صعيد الأزمة السورية، يرى أوباما ضرورة دعم المعارضة سياسيا وماليا في الوقت الذي يدعو فيه رومني إلى "جهد ريادي فعال جدا" من قبل واشنطن، مطالبا بزيادة دعم المعارضة بالسلاح. ومع ذلك يتفق المرشحان على عدم التدخل عسكريا بشكل مباشر. وفي هذا الصدد قال هوا لي مينغ، الخبير الصيني في شؤون الشرق الأوسط وسفير الصين السابق لدى إيران، إن منطقة الشرق الأوسط في غاية الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة التي لن يتخلى أوباما أو رومني عن دور بلادهما المحوري فيها. ومن خلال الجولة الثالثة من المناظرات الرئاسية، يمكن القول إن سياسات المرشحين إزاء الشرق الأوسط لا تختلف اختلافا جوهريا في ضوء رفضهما لأي تدخل عسكري بشكل مباشر في الأزمة السورية. ورغم التباين الواضح بين المرشحين في التوجهات إلا أنهما متفقان على القضايا الإستراتيجية للسياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط مثل أمن إسرائيل وضمان حرية الملاحة عبر مضيق هرمز وتدفق النفط من الخليج العربي لتأمين إمدادات الطاقة العالمية، إذ أن ارتفاع أسعار النفط سيؤثر على الاقتصاد العالمي. أوباما.. هل يمضي على نفس الدرب ؟ يقول المحلل السياسي دونغ مان يوان، نائب مدير المعهد الصيني للقضايا الدولية، إنه مهما من سيفوز في سباق الرئاسة الأمريكي، ستظل منطقة الشرق الأوسط في قلب اهتمامات السياسية الخارجية للولايات المتحدة. وفي ضوء الأزمة المتأججة في سوريا منذ 20 شهرا، يعتقد دونغ أنه سيتاح أمام أوباما، حال فوزه في الانتخابات ، وقت لفرض مزيد من الضغوط على سوريا وسيرغب في إيجاد حل لها في أسرع وقت ممكن خشية من أن تفاقم الأزمة من الأوضاع داخل البلاد ستؤثر على المنطقة بأسرها وخشية من أن تنتهز القوى الإرهابية هذا الوضع لتطوير نفوذها في المنطقة، الأمر الذي قد يهدد الأمن العالمي. ولفت هوا لي مينغ إلى انه إذا أعيد انتخاب أوباما، لن يطرأ تغيير كبير على الأزمة السورية لأنها ذات صلة بأطراف عدة وقد تؤثر نتيجتها على القضية الفلسطينية، والصراعات بين لبنان وإسرائيل، والخلافات بين إيران من جهة والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى. ومن المحتمل أن تفرض إدارة أوباما مزيدا من الضغوط بغية تغيير النظام السوري. وأضاف هوا لي مينغ بقوله ان أوباما لن يستخدم القوة بشكل مباشر على المدى القريب، إذ أن غالبية الدول والمنظمات تؤيد حاليا الحل السياسي للأزمة السورية. ويرى أن الولايات المتحدة يمكن أن تقدم من ناحية مزيدا من الدعم للمعارضة، وتدفع من ناحية أخرى الحل السياسي للأزمة. وبالنسبة للملف النووي الإيراني، يقول دونغ إن أوباما سيواجه ضغوطا كبيرة من إسرائيل، لأن الأخيرة تعتقد أن الأنشطة النووية الإيرانية ستهدد على نحو كبير أمنها، ومن هنا قد يجد أوباما نفسه مضطرا إلى فعل شيء حيال هذا الأمر. ويعتقدون المحللون انه إذا لم تحل القضية النووية، فستكون تجارة بيع الأسلحة لدول الجوار هي الرابحة، وانه إذا ما تخلت إيران عن برنامجها النووي وقدمت تنازلات، ستظل هناك ثمة رغبة لدى أوباما في أن تظل المشكلة قائمة مثل "مسمار حجا" في المنطقة. وفي ضوء عدم استعداد الولايات المتحدة لخوض حرب أخرى بعد حرب أفغانستان والعراق والوضع الاقتصادي المتعثر داخل البلاد، يرى هوا لي مينغ أن أوباما لن يشن حربا على إيران إذا ما أعيد انتخابه، إذ أن هناك شكوكا في أن الولايات المتحدة لديها قدرات عسكرية كافية ومنافذ إستراتيجية لشن حرب كهذه، كما أن شن هجوم على إيران من شأنه أن ينشر التوتر في المنطقة وقد لا تتمكن الولايات المتحدة من السيطرة على هذا الوضع حينئذ. ويوضح دونغ انه في ضوء ارتباط إيران بسوريا ونفوذها المعقد في المنطقة، فمن المحتمل أن يعمل أوباما على كبح أنشطتها عبر تكثيف العقوبات الاقتصادية. رومني..هل يظل على موقفه المتشدد ؟ ولدى حديثه عن رومني، يقول المحلل السياسي دونغ إن دوره في الشرق الأوسط سيكون أكبر من أوباما إذا ما تولي الرئاسة، من المحتمل أن يكثف رومني دعم المعارضة السورية بغية إسقاط نظام بشار الأسد سريعا، ولا يمكن استبعاد احتمال لجوء رومني إلى التدخل العسكري في تعامله مع الأزمة إذا لم تحل سياسيا. كما أعرب دونغ عن اعتقاده بأن موقف رومني تجاه إيران سيكون أشد صرامة من أوباما انطلاقا من ارتباطه بعلاقات أوثق مع إسرائيل التي تخشى من تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة، ومن ثم ترغب اسرائيل في شن هجوم استباقي على المنشآت النووية الإيرانية ولكنها تواجه حاليا خلافا بين ساستها حول هذا الأمر. ويقول هوا لي مينغ إن المرشح الجمهوري رومنى يتميز بمهارته في النواحي التجارية والاقتصادية، ولكنه لا يمتلك خبرات وافرة في السياسات الدبلوماسية، ومن ثم قد يشن ضربة عسكرية محدودة مع إسرائيل ضد إيران. ويرى دونغ أن القضية الفلسطينية لن تشغل حيزا كبيرا في اهتمامات الولايات المتحدة أيا من كان سيتولى منصب الرئاسة، لأن دفع حل هذه المشكلة سيلحق الضرر بالعلاقات مع إسرائيل التي يتسابق المرشحان في كسب ودها. ورغم أن الناخب الأمريكي يولى الاهتمام في المقام الأول بالقضايا الداخلية، وفي مقدمها الاقتصادية دون أن يكترث كثيرا بمواقف المرشحين تجاه أهم قضايا السياسة الخارجية، إلا أن السياسة الخارجية لعبت، أحيانا، دورا كبيرا في انتخابات الرئاسة. ومثالا على ذلك عندما ترشح رونالد ريغان أمام الرئيس جيمي كارتر في عام 1980، ووقعت أزمة الرهائن الأميركيين في إيران، فاستفاد ريغان منها وكانت من أسباب فوزه في الانتخابات. ويعتقد الكثير من المحللين أن الوضع في الشرق الأوسط سيظل يراوح مكانه حتى بعد انتهاء الانتخابات وبدء فترة الرئاسة الجديدة سواء فاز أوباما أم رومني في السباق إلى البيت الأبيض. |
الساعة الآن 01:23 PM بتوقيت مسقط |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0 Designed & TranZ By
Almuhajir