![]() |
الجاهل ! فضة الكلام للكاتب المبدع محمد الرطيان (1) قلت سابقاً .. إن آفة الآفات ، ومصنع الطغاة الأول ، هو : الجهل . لا توجد صفة أقبح من « الجهل « لأنها بإمكانها أن تجر وراءها العديد من الصفات القبيحة : بإمكانك أن « تستعبد « الجاهل .. ورغم هذا يظن أنه حُر ! تريد أن تنزع قيوده .. يظن أنك تريد نزع ملابسه ! تريد أن تدله على الطريق .. ينظر إليك بريبة ظناً منه أنك ستضيّعه عن الدروب التي اعتاد عليها ! (2) ربما هو يجيد القراءة ، ولكنه لم يقرأ أي كتاب في حياته ، ولا تستغرب إذا وجدته يحمل شهادة جامعية : عمل للحصول عليها ليبحث عن وظيفة .. فقط ! (3) في كل زاوية له « سيّد « يُفكّر ـ ويُقرر ـ بالنيابة عنه .. عقله ( نظيف جداً ) .. لقلة استخدامه له ! (4) الإشاعة تموت على لسان مطلقها لولا وجود الجاهل .. ومفسرو الأحلام ، وطاردو الجان ، وبقية المشعوذين : يغلقون دكاكينهم وبرامجهم الفضائية لو لم يكن بيننا هذا الجاهل .. وهو أول من يُصفق للطغاة والمستبدين .. ويبكي عند وفاة أحدهم ! (5) أجهل الجهلة هذا الذي يظن أن يعلم ! الجاهل لا يحمل رأساً فارغة ، هي ممتلئة بالكثير من المعارف التي لا قيمة لها ! يؤمن بالخرافات ، ويخاف أن يظهر له الجان في زاوية الشارع ، ويُفضّل الذهاب إلى مشعوذ أكثر من الذهاب إلى عيادة طبيب نفساني .. ونصف الأمراض التي تصيبه هي بسبب « العين « ! (6) لا تقل : « أنا أعلم « فالعلم لا حدود له .. بل قل : « أنا أجهل « .. وهذه أول خطوة للمعرفة . الجاهل يدافع عن جهله ـ وبشراسة ـ كأنه يدافع عن هويته وثقافته ! (7) الربيع الذي ينزع الطغاة .. ليته يأتي بربيع العقل الذي ينزع الجهل الذي صنعهم ، وإلا : فالجهل سيواصل صناعة الطغاة الجدد ! |
الساعة الآن 05:53 AM بتوقيت مسقط |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0 Designed & TranZ By
Almuhajir