وقالت صحيفة "الاقتصادية" في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان ( الأزمات واقتناص الفرص الاستثمارية ) : مع استفحال الأزمة الاقتصادية الناجمة عن تفشي وباء كورونا المستجد، ومع عجز العالم حتى الآن عن وقف هذا الوباء القاتل، توقف عدد كبير من الشركات والمؤسسات عن العمل، وتراجع وضعف إنتاجه حول العالم، وعدد آخر من هذه الشركات انسحب من السوق تماما واختفى، في حين هناك شكوك حول عودة البعض إلى الساحة الاقتصادية، في حال تمت إعادة فتح الاقتصادات العالمية المغلقة. فأزمة الوباء، أحدثت أضرارا كبيرة على الساحة الاقتصادية، وما زال يتعاظم الأمر الذي أجبر الحكومات على التدخل ليس لإنقاذ اقتصاداتها فقط، بل لحماية ما يمكن حمايته من مؤسسات وشركات. وبينت أنه نجم عن الأزمة الاقتصادية الراهنة، ارتفاع تاريخي في أعداد العاطلين عن العمل، ما زاد من الأعباء على كاهل الحكومات التي أطلقت سلسلة من البرامج لإعانة هؤلاء العاطلين، وللحفاظ على وظائفهم إذا ما عادت الأمور إلى ما كانت عليه قبل الوباء. ورأت أن تكمن الفرص الاستثمارية دائما في الأزمات، وهناك مستثمرون يستغلونها إلى أقصى حدود من أجل السيطرة على شركات وأعمال بعينها، ناهيك عن أولئك الذين يدخلون السوق للحلول مكان مؤسسات كانت موجودة أصلا على مدى عشرات الأعوام. واللافت، أن كل القطاعات تعرضت للأضرار جراء الأزمة المشار إليها، الأمر الذي يزيد من فرص الاستثمار والاستحواذ فيها. ففي الأزمة الاقتصادية العالمية التي انفجرت في عام 2008، ظهرت مجموعات كبيرة من المستثمرين على الساحة عن طريق شراء الشركات المنهارة أو المتعثرة بأبخس الأثمان، وحقق هؤلاء المستثمرون بعد ذلك مكاسب كبيرة، خصوصا أولئك الذين استطاعوا السيطرة على مؤسساتهم حتى في ظل العواصف الاقتصادية التي تهب بين حين وآخر. لذلك، رصدت جهات استثمارية عديدة حول العالم كثيرا من الأموال لاستغلال أي فرصة متاحة بهذا الخصوص. وبينت أن القطاعات التي تتعرض للضربات الكبيرة الآن جراء الأزمة الوبائية هذه، متعددة، من بينها السياحة والخدمات والسفر، خاصة قطاع النفط الذي تراجعت أسعاره اخيرا، وهو سلعة ربما يعود ارتفاع سعرها سريعا بحكم عودة الأسواق إلى أوضاعها الطبيعية. ويتوقع أن يشهد هذا القطاع تسجيل هجمة من المستثمرين لشراء أسهم في شركاته. وأيضا هناك قطاع الفنادق، الذي توقف تماما بسبب وقف حركة السفر والسياحة، وغير ذلك. فشركات الطيران - على سبيل المثال - بدأت بالفعل تسريح نسب كبيرة من موظفيها، لأنها ليست قادرة على دفع رواتبهم في ظل التوقف شبه التام لحركة الطيران الدولية عموما. وقطاع السياحة الأوروبي - مثلا أيضا - فقد أكثر من 2.1 مليون وظيفة في غضون ثلاثة أسابيع فقط، وهذا ما جعل كثيرا من المؤسسات المتخصصة بالسياحة، عرضة للانهيار التام، أو في أحسن الأحوال انتظار الدعم الحكومي الكبير لها. وهذا الأخير، ليس متوافرا بسرعة، الأمر الذي يدفع بقيمة هذه الشركات نحو الأسفل، ما يخفض تلقائيا قيمها السوقية. وهنا تكمن الفرص المناسبة لمن يرغب في الاستحواذ أو شراء هذه الشركة أو تلك. وأكدت أن العامين الحالي والمقبل، سيشهدان عرضا لشراء الشركات المشار إليها، أو الاستحواذ السهل على مؤسسات بأكملها، ناهيك عن عمليات الاندماج التي ستصبح سهلة كثيرا في المرحلة المقبلة، في ظل معاناة هذه المؤسسات في السوق، عبر ارتفاع قيمة ديونها، أو تراجع الطلب على منتجاتها. إنها مرحلة تذكر بالمثل الشهير القائل "مصائب قوم عند قوم فوائد". هذا ما حدث فعلا في كل الأزمات الاقتصادية العالمية عبر التاريخ، وهذا ما يحدث وسيحدث في ظل هذه الأزمة الراهنة التي لا أحد يعرف أين ستتوقف، مع عجز العالم حتى اليوم عن الحد منها بصورة تمكن الحكومات من إعادة تحريك اقتصاداتها. // انتهى //06:54ت م 0009
تستطيع المشاركة هنا والرد على الموضوع ومشاركة رأيك عبر حسابك في الفيس بوك