عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /02-20-2012, 08:34 AM   #2

صـ ـدى‘آلآهـ ـآت
 
محبوب vib


الصورة الرمزية صـ ـدى‘آلآهـ ـآت

صـ ـدى‘آلآهـ ـآت غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 61736
 تاريخ التسجيل : 11 - 2 - 2012
 المشاركات : 2,127
 الحكمة المفضلة : Saudi Arabia
 SMS :

Female

افتراضي

المملكة العربية السعودية

الرياض

احــد الاحيــاء الشعبية

الاثنين

5:45 صباحاً

ما زالت مستلقية على فراشها الرث منذ ما يقارب الساعتين .. لم تستطع ان تغمض عينيها ولو للحظات .. فتفكيرها محصور بأخيها الذي قد تأخر اليوم عن موعد عودته كثيراً .. ففي اقصى الحالات – نادراً ما تحدث – يعود الى المنزل في الساعة ال 12 ليلاً .. لكنه اليوم تأخر .. تأخر كثيراً .. التفتت الى والدتها الجالسة على يمينها مواجهة للقبلة .. وهي تردد ببعض الادعية والاذكار بعد ان اتمت صلاتها بخشوع .. تنهدت بهدوء وهي تحكم اغلاق ازرار رداء نومها بسبب برودة الجو .. والقلق يزحف ببطئ في ارجاء قلبها .. لم يخبرهم مسبقاً بأنه سوف يتأخر .. ولم يتصل ليطمئنهم .. بالطبع انه رجل وبأمكانهم الاعتماد عليه .. لكنه ما يزال اخاً وابناً وباختصار .. غالياً عليهم .. لن يستطيعوا نزع هذا القلق الفطري من ارواحهم المكلله بحب ذلك الشاب .. تحركت ببطئ وهي تستقيم وتتربع على الفراش مستندة على الجدار من خلفها والملاءة ما زالت محتضنة ساقيها .. عينيها تتابع حركة والدتها الهادئة وهي ترتب السجادة بنظام ثم تضعها على المقعد القابع في الزاوية اليمنى لتلك الغرفة .. ثم تخرج بهدوء كعادتها متوجهة الى المطبخ .. تعلم ان تحت قناع الهدوء ذاك بركان من القلق والخوف على ذلك الابن البار .. فمهما حدث يبقى قلبها - قلب ام – ترتاع ان شكى طفلها من الم طفيف .. فكيف وهي لا تعلم في اي ارض هو الان ؟ ..



ارتجفت اوصالها وهي تسمع طرقات قوية متواصلة على باب منزلهم الخارجية .. لو كان محمد قد عاد لن يطرق الباب .. بل يدخل مباشرة .. وحتى ان طرقها لن يطرقها بتلك الطريقة المرعبة .. تحركت بهلع نحو باب الغرفة حينما سمعت صوت مفتاح الباب الداخلي للمنزل يتحرك بسرعة .. على ما يبدو ان والدتها ستخرج لترى من الطارق .. تمشي بخطوات متعثرة وهي تسمع صوت والدتها يتحدث بطريقة غير مفهومة ..

ان منزلهم صغير جداً .. المسافة بين الباب الداخلي للمنزل والغرفة لا تتعدى الثلاث امتار .. لكنها الان تراها وكأنما اصبحت مئة متر .. اطلت برأسها من الباب الداخلي علّها ترى من الذي جاء بمثل هذا الوقت المبكر .. لكن عقلها عجز عن الاستيعاب .. ماذا حدث ؟ .. لماذا رجالاً يرتدون الملابس العسكرية يقفون امام منزلهم ؟ .. ازدردت ريقها .. وتنفست بعمق وهي تحاول ان تبعد توترها .. لتعود راكضة نحو الغرفة .. ترتدي عباءتها وحجابها فوق ملابس نومها .. وتنطلق مرة اخرى نحو الباب الخارجي .. تجمدت خطواتها وهي تستمع لما يقال في الخارج .. فلم تعد قادرة على التقدم ولو خطوة واحدة ..




صوت رجولي عميق يعلو على صوت بكاء والدتها يقول بثقة : تفضلي معانا الحين للمستشفى وانتي بتعرفين حالته .. هذي المواضيع نحن ما نتكلم فيها ..



لكن والدتها لم تتوقف عن البكاء وهي تردد : وليدي .. محمد يماا .. – تشهق بقوة – محمد ..



عاد ذلك الرجل يقول بشفقة : اذكري الله يا خالة .. اذكري الـ ..



بتر كلماته المواسية حينما سقطت تلك الام التي قد مُلئ قلبها وجعاً مغشياً عليها .. لم يبقى احد الان .. لم يبقى احد سواها .. لا بد ان تتحرك بسرعة .. سترمي حزنها وألمها وكل مخاوفها جانبا .. لتحمل راية المسؤلية التي قد وقعت على عاتقها .. ركضت مسرعة ناحية والدتها غير آبهة بالواقفين وهي تردد : يماا .. – توسد رأس والدتها بحجرها وهي تضرب وجه والدتها بخفة – يماا اصحي .. يماا ..



لكن والدتها لم تستجب لندائها .. بكت .. لا تعلم ماذا ستفعل .. انها ما زالت صغيرة على الهم .. ماذا ستفعل ؟ .. اتاها صوته مره اخرى وهو يقول : هاتي مويه وغسلي وجهها .. – واكمل مطمئناً - بتصحى ان شاء الله ..



وضعت رأس والدتها بهدوء على الارض وعادت للداخل مسرعة وهي تردد : يا رب اني لا اسألك رد القضاء ولكن اسألك اللطف فيه ..



مسحت دموعها المنسابة على خدها بباطن كفها .. وعادت مرة اخرى لتستند على ركبتيها امام وجه امها .. وهي تمسح وجه تلك الحبيبة بقطرات المياه الباردة .. وما لبثت حتى فُتحت تلك العينين الممتلئتين بالدموع .. وعاد صوتها الحنون شاكياً وهو يردد : محمد .. محمد في المستشفى .. يا نجود ..

قالت تلك الشابة بهدوء دافنة وجعها في حنايا روحها : ادعي له يماا .. ادعي له .. – لتنفلت شهقة متمردة من فمها تسكتها رغما عنها - ..



انحنت نحو والدتها وهي تحتضنها بذراعيها النحيلتين .. هي متيقنه بأنها لن تستطيع مواساة امها بالكلام .. لانها لن تستطيع التحدث دون ان تتساقط دموعها وعبراتها الواحدة تلو الاخرى .. ولكن احتضان والدتها ربما سيمد حبل المواساة لتلك اليائسة .. رفعت بصرها لتبحث عن اصحاب الاخبار المفجعة .. لكنها لم تراهم .. ربما خرجوا الى الشارع ..



ساعدت والدتها بالنهوض وكلتاهما تداريان العبرات الخانقة .. والدموع قد اخذت محلا لها على وجنتيهما .. استندت ام محمد على الجدار وهي تقول لابنتها .. : اسمعيني .. ادخلي داخل واقـ ..

لكنها ولأول مرة تتحدث بغضب مع والدتها : لا يما .. انا بجي معاك واللي فيها فيها .. – مسحت دموعها للمرة الالف بباطن كفها وهي تتابع بخضوع – انا ما اقدر يماا .. ما اقدر اتحمل اجلس هنا لحالي و انا ما اعرف ايش صار مع محمد .. اترجاك يماا ..

هزت والدتها رأسها وهي تتحدث بتعب : لا يا نجود .. خواتك مين بيبقى معهن ؟ ..

اجابت نجود مترجية ووجهها يزداد شحوباً شيئا فشيئا ودموعها ما زالت مستمرة بالسقوط : يما .. واللي يسلمك طمنيني .. طيـ .. ـب ؟ .. – كتمت صوت شهقاتها – .. يما لا تنسين ..

امتدت يدي والدتها لتحتضنها وتهمس بأذنها : لا تخافين .. انا باتصل فيك .. انتبهي لخواتك وقفلي الباب .. لا تفتحيها ابد ..



التفتت الاخيرة لتكمل مسيرها نحو الباب الخارجي .. بينما الاولى رجعت لتدخل المنزل الذي حوا اجمل واتعس لحظات حياتها .. دخلت الغرفة التي اعتادوا ان يناموا فيها .. جلست على مكان نومها – على الارض – وعينيها تعلقت بهاتين الطفلتين اللاتي لم تتجاوز اعمارهن ال 9 سنوات .. ارتفع بصرها شيئا فشيئا ليعانق فراش ذلك الحبيب .. الفراش الذي اعتاد ان يحتضن جسد * محمد * الاخ .. والاب .. والصديق .. نهضت مسرعة نحوه .. احتضنت الوسادة .. وبكــت .. بكت محبتها له .. بكت تعبه وشقائه لاجلهم .. بكت عطفه .. بكت حنانه .. بكت فقدانــه .. وبين ثانية واخرى تردد : ياا رب رجعه سالم .. يا رب ..



لم تستطع ان تتحكم بشهقاتها المتطافرة .. دفنت وجهها بوسادته لكتم تلك الشهقات المتمردة خوفاً على اخواتها من الصدمة .. بقيت على هذا الحال لمدة لا تقل عن ال 15 دقيقة .. نظرت الى الساعة المعلقة على الحائط .. وجدتها - 6:35 - .. تعوذت من الشيطان ونهضت لتدخل دورة المياه وترش بعض من قطرات المياه الباردة كبرودة الجو على وجهها المحمر من كثرة البكاء .. خرجت لتوقظ اختيها استعداداً للذهاب الى المدرسة ..







******





المملكة العربية السعودية

الرياض

احــد الاحياء الراقية

الاثنين

6:45 صباحاً

هـادئ كعادته .. يجلس على طاولة الطعام .. يحمل بكلتا يديه جريدة تحجب عنه رؤية الدخان المتصاعد من كوب القهوة .. يقرأ الاخبار الاقتصادية .. وبنفس الوقت فكره مشغول بالمناقصة التي يسعى لربحها .. سيكون اليوم هو اليوم المنشود .. لا بد من ربح هذه الصفقة .. لا يريد ان يكون خاسراً .. لم يفشل فيما سبق ابــداً .. ولــن يفشل اليوم .. تسلل الى مسامعه صوت زوجته الغاضب .. للمرة الثالثة : فيصـــل .. عمى بعين العــدو .. قووووم .. ما شبعت نوم .. فصيــل ..



انقطع الصوت قليلاً .. وما هي الا ثواني حتى عاد مرة اخرى : فيصــل .. يمااا .. يكفي نوووم .. تعبتني .. قوووم .. – استعملت سلاحها الاخير معه - انا بنزل وما علي منك .. لو ما رحت المدرسة ابوك بيكسر راسك ..



اعتلى الضيق على ملامحه .. غضباً من ذلك الابن الذي لا يسمع لأي شخص غير نفسه .. دخلت الى الصالة ويديها تحتضن يد صغيرها المتعثر بخطواته من شدة النعاس .. ساعدته ليجلس على الكرسي وهي تحرك شعره بباطن كفها .. ومن ثم رتبت حاجبيه المبعثران دائمــاً بأبهامها .. بدأت بادخال الطعام الى فم الطفل النصف نائم .. وهي تحدث زوجها بحب : عبد العزيز .. ليه ما اكلت شي ..



اجاب وعينيه لم تتزحزح عن الجريدة : ما اشتهي ..

امتدت يديه نحو كوب القهوة الذي اصبح محتواه دافئ – كما يحب - واخذ يرتشف منه بهدوء .. وضعه على الطاولة وهو يقول : ليه سيف ما صحى للحين ؟ ..



اجابت وهي تطعم الصغير : مرسل لي رساله يقول بيروح الشركة متأخر اليوم ..



استغرب ذلك .. : مريــض ؟ ..



تحاول اطعام الصغير الذي يبدو عليه النعس : يالله حموودي ماما .. بس هذي .. – اجابت على سؤاله – لا ما اظن لان البارحة المغرب ما كان فيه شي .. وبعدين انت تعرفه ما يتكلم معي في المواضيع ذي ..



رشف من قهوته مرة اخرى : خيــر ان شالله ..



نظر لذلك الكسول * فيصل * وهو يدخل الى الصالة ويجلس على المقعد البعيد عنهم .. شعره غير مرتب .. ووجهه ما زال مبللاً .. لكن ملابسه مرتبة ومكوية من الواضح ان والدته * هنادي * هي من جهزتها له .. لا يعرف متى سيشعر بأن ابنه قادر على حمل المسؤولية .. ان عمره الان 14 سنة وما زال لا يحكم تصرفاته .. رتب الجريدة ووضعها على الطاولة ونهض وهو يقول بغضب بارد وكلمات قليلة كعادته .. موجهاً الكلام لابنه الثاني .. : متى بتكبر وتصير رجــال ؟؟...

توجه نحو الباب خارجاً ليواجه يوماً مليئاً بالعمل : انا بتأخر اليوم لا تستنوني ع الغدا ..



اتاه صوتها الحبيب مودعاً اياه : الله معك .. انتبه لنفسك ..

*

*

*

بعد ان خرج زوجها نظرت لفيصل الغاضب .. والذي بدأ بالحديث : ارتحتي الحيــن .. ؟ هذا ابوي عصب علي وانتي السبب .. يعني ما تعرفين تصحيني بهدوء ..



نهضت متوجهة نحو حقيبة الابن الاصغر لتضع له بعض الطعام الذي يأخذه معه الى المدرسة : لما انت ما ترضى ابوك يعصب عليك ليه ما تقوم بسرعة ؟؟ .. سيف لما كان بعمرك هو يوقت المنبه ويقوم بدون حتى لا اصحيه ..



صرخ بغضب مضاعف : ياا ذا السيف .. فهمــنا .. فهمنــا .. سيف ما في منه .. الشرهة مب عليكم الشرهـ ..



قاطعته بغضب هي الاخرى : رخي صوتك لا اقطع لك لسانك .. صدق قليل ادب .. والله لو سمعت صوتك الحين باتصل فابوك وهو بيتفاهم معاك ..



نهض بسرعة وهو يحمل بيده بعض الكتب المربوطة بحزام اسود .. متوجهاً نحو مرآب السيارت ..



تنهدت بغضب .. هذا المراهق بحاجة لمن يوقفه عند حده .. ويمنعه من ان يتجاوز الخطوط الحمراء .. هي والدته ولا يحق له محادثتها بهذه الطريقة .. لا تريد ان تخبر عبد العزيز عنه .. فزوجها سريع الغضب وان فقد اعصابه من الممكن ان يقتل ابنه بيديه العاريتين .. لا بد من اخبار سيف .. تقدمت من الصغير المغمض العينين وهو جالس على الكرسي .. وبدأت باحكام اغلاق ازرار – جاكيته – خوفاً عليه من البرد .. : حموودي .. ماما يالله قووم .. بتروح المدرسة ..

فتح عينيه ومد ذراعيه ليحتضن عنق والدته .. طوقته بذراعها وهي تقبل رقبته بمحبة .. : يا حبي لك .. بس انت اللي تبرد خاطري ..

مشت به نحو المرآب لتضعه على المقعد الخلفي للسيارة بجانب شقيقه .. الذي ينظر الى الجهة المعاكسة دليل على غضبه .. هي غاضبة ايضاً ولكنها ام ولا تستطيع ان تحتمل مغادرته دون ان يتناول فطوره ..رمت مبلغا من المال بالقرب من مكان جلوسه : اشتري لك فطور .. لا تبقى بلا اكل .. وانتبه لأخوك ..



اغلقت باب السيارة وهي تلوح للطفل الصغير ذو ال 8 اعوام .. حتى اختفت السيارة عن ناظرها .. عادت للداخل لتبدأ رحلة العمل الدؤوب لجعل المنزل اهلاً لاستقبال زوجها واطفالها ظهراً ..







******








آخــر مواضيعـى » رواية ميهاف وفيصل كامله بدون ردود , لتحميل رواية ميهاف وفيصل كامله تحميل روعه
» رواية لاصد قلبي صد من دون رجعه ، تحميل رواية لاصد قلبي صد من دون رجعه
» رواية غضو النظر عني تراني حلاله
» رمزيات بلاك بيري بنات ماسكين كام 2012 - صور رمزيه للبلاك بيري بنات ماسكين كاميرا 2012 -
» تحميل رواية في ديسمبر تنتهي كل الأحلام لـ اثير عبدالله كامله
التوقيع

 

  رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 6 7 8 9 10 11 12 13 15 16 17 18 19 20 21 22 23 28 29 30 33 34 35 36 37 39 41 42 43 44 45 46 47 48 49 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 77 78 79 80 98