عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /02-20-2012, 08:39 AM   #5

صـ ـدى‘آلآهـ ـآت
 
محبوب vib


الصورة الرمزية صـ ـدى‘آلآهـ ـآت

صـ ـدى‘آلآهـ ـآت غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 61736
 تاريخ التسجيل : 11 - 2 - 2012
 المشاركات : 2,127
 الحكمة المفضلة : Saudi Arabia
 SMS :

Female

افتراضي

منـــــزل * ابو محمد *

الاثنين

8:15 مساءاً



تجلس على الاريكة القديمة .. وبجانبها هاتف المنزل .. تنتظر بلهفة اي خبر من والدتها عن اخيها .. تشعر بصداع يكاد ان يقسم رأسها نصفيشن .. عينيها تنظران للطفلتان الجالستان على الارض .. تتابعان احد الافلام الكارتونية المعروضة على التلفاز .. وفكرها مشغول بوالدتها .. لقد اتصلت بها في الصباح واخبرتها بان محمد ما زال نائماً .. وحينما سألتها عن وضعه .. قالت باختصار * ادعي له * .. لا تعرف ماذا حل به .. ولا تعرف متى ستعود والدتها .. انها لا تعرف اسم المستشفى ايضاً .. وحتى لو ارادت الذهاب بنفسها للاطمئنان عليهم .. لن تستطيع ترك الصغيرتان في المنزل .. دون ان يبقى شخص بالغ معهن ..



رُبـــــــــــاه .. الحرارة المتأججة في عينيها .. تطرد الدموع خارجاً .. لا تريد ان تبكي امام شقيقتيها .. لا تريد اخافتهما .. اغمضت عينيها بقوة .. في محاولة لابتلاع الدموع .. لكن .. حينما يتمرد الحزن في حنايا روحها .. لن تستطيع ردعه .. لن تستطيع قمع ثورة الوجع المتغلغل في احساسها .. نهضت مبتعدة عن الفتاتان .. خوفاً من ردة فعلهما ..



- نجوووود .. ماما تأخرت ..



ازداد سيل الدموع المنبعثة من منبع خوفها .. دون اصدار اي صوت .. ازدردت ريقها .. مرة .. ومرتين .. في محاولة يائسة لابتلاع كتلة الحزن تلك .. التي تقف كحاجز في بلعومها .. ينهيها عن اصدار اي كلمة .. قالت بعد جهد جهيد : بتجـــــ .. ـــي بعد شــــــــوي ..




خرجت من الغرفة بسرعة متوجهة نحو المطبخ .. لا تريد ان تواجه شقيقتيها بما حدث .. تشعر بعجزها .. فهي لا تستطيع تحمل ما يحدث .. لم تعتاد حدوث مثل هذه المواقف .. طوال ال 21 سنة التي عاشتها لم تواجه اي موقف صعب كهذا .. حتى في وفاة والدها .. لم تستصعب الامر حقاً .. كانت تستند بكل حزنها والمها على والدتها واخيها .. والدتها التي كانت – رغم حزنها – قوية .. مؤمنة .. و صابرة .. واخيها الذي كان نعم الابن .. فرغم صغر سنه – آنذاك - .. هو الذي قام بالعزاء على اكمل وجه .. وهي لم تفعل شئ سوى البكاء .. لم تكن قادرة على فعل شئ .. وحتى الان .. لن تستطيع فعل شئ .. انها ضعيـــــــفة .. و خائفـــــــــــــة ..



شهقاتها اخذت تعلو شيئاً فشيئاً .. لذلك كان لابد من دخولها الى دورة المياه .. لتعصتر غددها الدمعية حد الجفاف .. لا تريد لهذه الدموع ان تكون على مرأى من قبل الاخرين .. بقيت في الحمام عدة دقائق .. بكت فيها كثيرا .. وشهقت اكثر .. لكن لو كان البكاء ذا منفعة لبكى العالم بأسره لاستبعاد مصابه ..



خرجت متوجهة نحو المطبخ .. لعمل العشاء .. وما ان همت بتقطيع الخضروات حتى تسلل صوت رنين الهاتف لاذنيها .. رمت السكين وانطلقت راكضة نحو الهاتف .. رفعته بسرعة .. : الو يماا ..



- هلا نجود ..



شعرت بتلك الدموع اللعينة التي قد بدأت بالتجمع في عينيها .. لا بد من ان تبتعد عن مرأى ومسمع هاتان الصغيرتان .. سحبت الهاتف ومشت به نحو المطبخ .. واغلقت الباب خلفها .. : يماا شلونك ؟ .. وشلون محمد ؟ .. طمنيني ..



- انا بخير الحمد لله .. ومحمد .. – سكتت لبرهة - .. محمد مدري شلونه ..

تساقطت دموعها مرة اخرى : ايـــــ .. ــــــش يعني ؟؟ ..



- مدري .. مدري ..



ارتفع صوتها مترجياً : يماا دخيلك .. قولي لي الصدق .. انا بمووت هنا من الخوف ..



- * صوت والدتها قد تخلله البكاء * يقولون دخل فغيبوبة .. حد ضربه على راسه .. مدري ايش .. انا مدري ايش اسوي ..



الصــــــدمة التي حلّت عليها كانت كفيلة بقطع سيل الدموع .. قالت بانفعال .. : كيف يعني حد ضربه ؟ .. مافي شرطة ؟ .. مافي قوانين ؟ ..



- نجوود .. انا مدري .. الشرطة كل دقيقة يجي حد منهم يسأل اذا كان في عندنا اعداء او اي حد يبي يأذينا .. انا مدري ايش اقول .. ولا ايش اسوي ..



لا تريد ان تزيد اوجاع والدتها .. يكفيها ما تمر به الان .. : يماا انتي بتبقين معاه ..؟ ..



- ايــــه ..



والدتها لم تذق النوم منذ البارحة : بس انتي تعبانة .. تعالي البيت وانا اروح مكانك ..



- لا .. نجود اسمعيني .. انتبهي لخواتك .. وقفلي الباب .. ولا تفتحي لأي حد ..



قالت نجود باستسلام : طيب يما .. لا تشغلين بالك انا اعرف اتصرف .. بس اسمعي .. بكرا الصبح تعالي البيت .. يماا واللي يسلمك انتي تعبانة .. انا باروح مكانك .. تعالي ارتاحي .. وارجعي المستشفى بعدها ..



- طيب .. يصير خير .. يالله مع السلامة ..



نجود : الله معك ..



اغلقت الهاتف .. ومسحت دموعها بباطن كفها .. ثم نهضت لتكمل صنع العشاء لكل من هند ونجد .. ودموعها قد اضافت ملوحة مؤلمة على الطعام الذي تصنعه ..







******







منـــــزل " عبد العزيز " / " ابو سيف "

الاثنين

9:00 مساءاً



اغلقت جهاز هاتفها المحمول ورمته على الاريكة بغضب .. و خرجت من غرفة المعيشة متوجهة الى المطبخ وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة .. فهذان الاثنان سوف يفقدانها صوابها .. كلاهما من احب الناس اليها ولكنهما في خضم عداوة عنيفة .. تؤثر عليها .. فهي الطرف الاضعف في الموضوع .. بل الطرف المتألم .. فأن غضب احدهما .. تقع على عاتقها مسؤلية ارضاءه .. وان خسر احدهما .. تقع على عاتقها مسؤلية تحمل اللوم الذي سيُصب في جعبتها .. وان دخلت منزل احدهما .. تقع على عاتقها مسؤلية تحمل نظرات الازدراء من الطرف الاخر .. الى متى سيستمر هذا الوضع ؟ .. لم تعد قادرة على تحمل هذا التشتت .. والمسألة الاعظم .. بل ما يثير السخرية في هذا الوضع .. كلاهما رجلان بالغان راشدان .. لا يصح صدور هذه التصرفات الطفولية الرعناء منهم .. كما انهما يملكان نفس المزايا في شخصهما .. فالغضب السريع من شيمهما .. والبرود في اوقات اخرى يتقاسماه .. والكلام الجارح يصدر منهما كما لو انه قد صدر من فم شخص واحد .. لمــــــــــاذا اذن لا يتوافقان ؟ .. انها تائهة بينهما .. فهذا اخاها .. وذلك زوجها .. ماذا يمكنها ان تفعل لانهاء هذه المسرحية الهزلية ..؟ ..

*

*

*

*

يجلس في غرفة المعيشة .. وعينيه على التلفاز .. امامه على الارض يجلس اخاه الاصغر وهو يكتب شيئا ما في كراسته .. واذنيه تستمع لصوت وضع اواني الطعام على طاولة الطعام بقوة .. يبدو ان والدته غاضبة .. وغضبها كالعادة لا يحدث الا بسبب شيئين فقط .. السبب الاول هو نفسه .. والسبب الثاني عداوة والده وخاله .. وبما انه لم يفعل اي شئ سلبي هذا اليوم .. فلا بد ان السبب هو الثاني .. ابتسم لاكتشافه الخطير ..



- يالله العشا جاهز ..



نهض متوجهاً نحو طاولة الطعام .. واخاه يسابقه في الوصول .. قال بهدوء .. : وابوي وسيف .؟؟



قالت بحنق .. : ابوك عنده شغل فالشركة ما بيجي الحين .. واخوك بينام اليوم عند جدته ..



جلسوا حول الطاولة وبدأوا بتناول الطعام .. وتعليقات * حمودي * هي السائدة طوال فترة تناولهم العشاء .. نظر لوالدته مطولاً يشعر بالاسف عليها .. انها لا تستحق ان تكون بين يدي اولئك الوحوش .. فوالده وخاله رغم انهما يحبانها كثيرا .. الا ان عداوتهما قد تسحقها وتنهيها .. يتمنى ان يعرف سبب هذه الحزازية المتفاقمة بينهما ..



هل اخذها والده رغماً عن انف خاله ؟ .. كلا انه امراً بسيطاً يمكن ان يُحل بنقاش هادئ .. كما ان والدته تحب والده كثيراً .. ربما والدة سيف .. زوجة والده الاولى كانت حب حياة خاله .. مـــــــا هـــذا ؟؟ .. هل الحياة في السعودية قد اصبحت مسلسلاً تركياً .. ضحك بقوة على فكرته الغبية ..



- ايــــــش فيك ؟ ..



لم يجيبها بل استمر بالضحك .. لدرجة جعلت اخاه الصغير يضحك معه .. نهضت والدته بغضب وهي تقول : بتجننوني .. بتجننوني انتو الخمسة ..



الخمســـة ؟ .. من نحن الخمسة ؟ .. هو .. اخيه الصغير .. والده .. خاله .. وسيف .. عاد للضحك مرة اخرى وهو ينهض متجهاً الى غرفته .. لقد دخل سيف الى القائمة الان .. هذا جيد ..







******







شــــركة العالي

الاثنين

10:10 مساءاً



يستند بكوعيه على المكتب امامه .. واضعاً رأسه بين كفيه .. يشعر بالعجز .. رغم ان خسارته اليوم لا تؤثر على ميزانية شركته .. الا انه يشعر بالفشل .. فخسارته امام شخص وضيع مثل * فاروق * .. لم تكن في الحسبان .. تأفأف بضيق واعاد رأسه الى الخلف في محاولة لطرد الصداع .. كان لا بد من العودة الى المنزل لأخذ قسطاً من الراحة .. لكن الكره المتلبد في قلبه تُجاه ذلك الوغد .. قد يخرج كغضب ثائر في وجه * هنادي * .. تلك الحبيبة الهادئة .. التي احتملته كثيراً .. لا يريد ايذائها بسبب اخيها التافه .. لذلك قرر البقاء في الشركة الى وقت متأخر تجنباً لأي نوبة غضب قد تستعر اليوم ..



- طال عمرك في اتصال ع الخط 1 ..



ضغط على احد ازرار الجهاز امامه وهو يصرخ : كم مرة قلت لك ما ابي اي اتصال اليوم ..



- اسف طال عمرك .. بس المتصل يقول هذي مسألة حياة او موت ..



ربـــــــاه ماذا يمكن ان يحصل بالاضافة الى ما حصل اليوم .. استغفر ربه عدة مرات ثم ضغط على زر اخر ورفع سماعة الهاتف : نعـــــم ..



- السلام عليكم ..



عبد العزيز : وعليكم السلام .. تفضل اخوي ..



- حضرتك عبد العزيز ناصر العالي ؟؟



عبد العزيز والخوف قد بدأ يسيطر عليه : ايه نعم ..



- تقدر تتفضل لمستشفى ال ****** الحين لو سمحت ..



عبد العزيز بقلق : خير اخوي ..؟



- تعال وانت تعرف .. مع السلامة ..



نظر الى سماعة الهاتف القابعة في يده اليمنى .. ماذا من الممكن ان يكون قد حدث ؟ .. نهض بسرعة حاملا مفتاح سيارته .. وخرج متوجهاً نحو المصعد .. الذي لم يستغرق سوى ثواني حتى انفتحت بابه .. لكن هذه الثواني مضت ببطئ فضيع عليه ..



انطلق بسيارته بسرعة قصوى متجاهلاً كل ارشادات السلامة .. وفكره مشغول بالشخص الموجود في المشفى .. استبعد والدته .. فلقد تكلم معها قبل قليل .. وعبد الرحمن خرج من الشركة ظهراً ولم يأتي مجدداً وتكلم معه ايضا قبل ساعة بخصوص بعض الاوراق .. هنادي تحدث معها وطمئنته عنها وعن ولديه .. لكن سيف وعبد الله لا يعلم عنهما شئ .. منذ خروجهما من عنده صباح اليوم .. ربما قد اصابهما مكروه .. رفع – شماغه وعقاله – ورماهما على المقعد المجاور له .. يا الله .. يشعر بالطريق قد اصبح طويلاً جداً .. طـــــــويلاً لدرجة مُربكة .. ماذا كان اخر رد لولده .. واخاه ..



" قلت اطلع وسكر البــاب .. "

" ايش ارتجي من واحــــــــد باع اخــوه .. ووقف بصف العـــــــــدو .. "



رُبــــــــــــــــاه .. يشعر بأن قلبه قد اصبح رماداً .. فمجرد تخيله بأن احدهما مُصاب .. ترتجف اوصاله رعباً .. وصل الى المشفى .. و ترجل من السيارة بسرعة .. وصل الى الاستقبال واعطى اسمه .. اتاه احد الممرضين وهو يتحدث معه ببرود .. : تفضل اخوي من هنا ..



مشى خلفه .. يشعر بأن ريقه قد جف .. وتنفسه قد اخذ بالاضطراب .. لكنه استمر في السير وراء ذلك الجامد حتى وصلا الى احدى الغرف .. طرق الممرض الباب مرة واحدة ثم فتحها واشار بيده نحو الغرفة وهو يقول : تفضل ..



اما هو فأخذ نفس عميـــــق ودخل الغرفة وهو يتمتم بأدعية مختلفة خوفاً مما سيلاقيه .. لكنه صُدم بذلك المستلقي على الفراش .. واتسعت عيناه بذهول .. هــــــل ما يراه حقيقــة ؟ ..

هــــــــــذا مستحيـــــــــــل ..







******







إنتهــــــــــــــــــــــــــــى








آخــر مواضيعـى » رواية ميهاف وفيصل كامله بدون ردود , لتحميل رواية ميهاف وفيصل كامله تحميل روعه
» رواية لاصد قلبي صد من دون رجعه ، تحميل رواية لاصد قلبي صد من دون رجعه
» رواية غضو النظر عني تراني حلاله
» رمزيات بلاك بيري بنات ماسكين كام 2012 - صور رمزيه للبلاك بيري بنات ماسكين كاميرا 2012 -
» تحميل رواية في ديسمبر تنتهي كل الأحلام لـ اثير عبدالله كامله
التوقيع

 

  رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 6 7 8 9 10 11 12 13 15 16 17 18 19 20 21 22 23 28 29 30 33 34 35 36 37 39 41 42 43 44 45 46 47 48 49 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 77 78 79 80 98