عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /02-20-2012, 08:51 AM   #15

صـ ـدى‘آلآهـ ـآت
 
محبوب vib


الصورة الرمزية صـ ـدى‘آلآهـ ـآت

صـ ـدى‘آلآهـ ـآت غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 61736
 تاريخ التسجيل : 11 - 2 - 2012
 المشاركات : 2,127
 الحكمة المفضلة : Saudi Arabia
 SMS :

Female

افتراضي

/4/
















الرياض

مستشفى ال ****** الخاص

8:17 صباحاً





توقفت السيارة امام البوابة الرئيسية للمشفى .. همت بفتح الباب الجانبي .. لكن صوت اخيها الهادئ أجبرها على العدول عن قرارها ..



- نـــــدى .. انتي بتبقين لابسة اللثمة بس ؟؟ ..



ابتسمت بهدوء .. وهي ترد عليه بثقة .. : ايـــه ..



قال بشئ من التذمر .. : وما تقدرين تلبسين الخمار ؟؟ ..



اجابته بسرعة .. : ما اقدر يا خالد .. لأني ما بشوف .. طبيعة الشغل هنا يجبرني اني اكشف عن عيوني ..



زفر بغضب .. ثم اشار بيده نحو الباب .. بما معناه " ترجلي " .. فتحت الباب .. وخرجت بهدوء رغم تعكر صفو صباحها .. اغلقت باب السيارة بعد ان قالت .. : الله معك ..



بقيت واقفة لمدة لا تزيد عن الدقيقة .. وهي تتابع حركة السيارة التي أقلتها .. ثم سارت بخطا شبه مهرولة .. وهي تحمل بيدها اليمنى .. الرداء الابيض الخاص بالاطباء .. لوحت بالبطاقة التي تحملها في يدها الاخرى امام اعين احدى موظفات الاستقبال .. والتي بدورها حركت رأسها بتحية بسيطة .. للطبيبة الجديدة ..



دخلت حُجرة استراحة الطبيبات .. خلعت عباءتها لتكشف عن - تنورة – طويلة و سوداء اللون .. وكنزة ذات لون رمادي .. وارتدت فوقهم رداءها الابيض الفضفاض .. دون ان تخفي الحذاء الرياضي ذو اللون الابيض .. ثبتت بطاقة اسمها على صدر ثوبها الايسر .. وضعت السماعة الخاصة بفحص المرضى بجيبها الايمن .. ثم ثبتت قلماً ازرق اللون على حافة الرداء الابيض الخاص بالكادر الطبي .. واخيراً ثبتت حجابها و – لثمتها - .. وخرجت متوجهة نحو قسم الطوارئ ..



القت التحية الصباحية على بعض الممرضات .. ثم جلست على احد المقاعد القريبة .. يبدو بأن صباحهم سيكون هادئ جداً مقارنة بصباحات الايام الماضية .. قفزت الى مخيلتها صورة والدها حينما تجاوزها هنا في المشفى قبل بضعة ايام .. وعادت موجة الوجع لتغلفها مرة اخرى .. حزينة هي الساعات التي تقضيها في المنزل .. وتأتي الى هنا ليزداد وجعها برؤية ذلك الرجل الذي كان في يوم من الايام محباً لها .. وشعورها بالتعاسة يتفاقم مع مضي الايام .. فهي تهرب من تجاهلهم لها ضمن اسوار المنزل .. وتدفن نفسها هنا .. ليأتي التجاهل متبختراً ومتفاخراً بتتبعه لها .. وما سيزيد جراحها هو اجتماع العائلة اليوم في منزل جدتها .. تنهدت بصوت مسموع .. وهي ترى عدة رجال قد جلبوا فتى لا يتجاوز عمره ال 18 عاماً .. وهو يتلوى بألم ..



تقدمت منهم شبه راكضة .. وهي ترى احد افراد الكادر الطبي .. والذي انضمت له مؤخراً .. يتقدم بسرعة ويجري فحصاً سريرياً سريعاً .. ويحاور المريض بصوت لم يصل الى مسامعها .. ضغط على الجهة اليمنى من اسفل بطن المريض بخفة .. ليصرخ الاخير بألم .. اغمضت عينيها بخوف .. وتراجعت عدة خطوات .. حتى ارتفع صوت الطبيب .. : احتمال التهاب حاد للزائدة .. – نظر لإحدى الممرضات - .. سوي تحليل للدم والبول بسرعة .. – نظر اليها وهي مشدوهة بسبب سرعة الموقف والحركة المحيطة حولها - .. د. ندى .. اطلبي من د. حسام يجهز غرفة السونار ..



لم تستوعب ما طُلب منها .. بل بقيت ساكنة وبصرها معلق بذلك الفتى الذي يتلوى بوجع .. صرخ الطبيب مرة اخرى بغضب .. : تحركـــــي ..



ركضت باتجاه حُجرة التصوير بالاشعة فوق الصوتية .. وتم تجهيز غرفة العمليات بعد التأكد من الحالة المرضية للفتى ..



- د. ندى .. تعالي ساعديني ..



نظرت لوجه د. بدر بوجل .. : هااا ؟؟ ..



رد عليها وهو يتوجه نحو حجرة التعقيم .. بشئ من السخرية .. : خــايفة ؟؟؟ ..



قالت بتلعثم .. : لا .. ابد ..



هرولت خلفه .. وارتدت الملابس الخضراء الخاصة بالعمليات الجراحية .. خلعت – لثمتها - .. واستبدلتها بـ " كمامة " .. عقمت يديها .. ودخلت اول عملية جراحية مباشرة .. في حياتها .. حيث ستعمل بكل ما فيها لانقاذ حياة شخص ما ..

*

*

*

تسير بخطا بطيئة متمهلة بعد اتمام العملية بنجاح .. ولكن رغم سهولتها .. ورغم مشاركتها البسيطة .. إلا انها تشعر بالفخر والاعتزاز بنفسها .. لا تعلم لما راودها هذا الشعور .. كل ما تعرفه .. انها اصبحت جزءاً حقيقياً من عالم واسع .. عالم لا يدخله سوى المصابون .. ابتسمت بارتياح بالغ ..



ارتفع حاجبها بملل من المشهد اليومي المتكرر .. اما والدها .. او عمها .. يدخلان ويخرجان من تلك الحُجرة .. واليوم على ما يبدو .. انه دور عمها في القدوم الى هنا .. ساقتها خطواتها نحو تلك الغرفة .. من هناك يا ترى ؟ .. بالتأكيد انه احد اصدقائهم .. ولكن الغريب بالامر .. لا احد يزور ساكن تلك الغرفة سواهما .. وصلت .. ودخلت بدون استئذان .. بحجة انها " طبيبة " .. القت نظرة سريعة على محتويات الغرفة .. : السلام عليكم ..



اجابها ذلك المستلقي على الفراش .. بهدوء .. : وعليكم السلام ..



تقدمت عدة خطوات .. واخذت الملف الخاص بحالته .. والمعلق على الطرف السفلي للسرير ..



قال بنبرة خافتة .. : وين د. عمر ؟؟؟ ..



اتسعت عيناها بذهول .. " سرطان في الدماغ " .. يا للهول .. بالتأكيد انه في حالة يرثى لها ..



ارتفعت نبرة صوته .. : ما سمعتـي ؟؟؟ ..



وضعت الملف في مكانه .. ولا تعلم كيف استطاعت صياغة الكذبة بسرعة كافية .. : آآآ .. إلا .. بس د. عمر .. مشغول ..



ارجع رأسه للخلف .. وقال بشك .. : اممممممم .. انتي بنت عبدالرحمن .. صح كلامي ؟؟



تلفتت حولها ببطئ .. مستغربة معرفته بها شخصياً .. لم تلبث الا ثواني معدودة حتى تبادر لذهنها وجود البطاقة التعريفية معلقة على صدر ثوبها .. : آآآ .. ايــه ..



ابتسم .. : انتي اللي نزلتي راس ابوك فالارض ..



ارتفع صوتها في محاولة لثنيه عن التنكيل بشرفها .. : لو سمحت لا تتجاوز ..



قال ببرود .. : ماني متجاوز عليك .. انا اقول الصدق ..



رتبت – لثمتها - .. : ابوي راسه فوق .. وبيظل مرفوع ..



اغمض عينيه بتعب .. : يمكن ..



انتفضت حواسها .. حينما حاولت ربط كلامه عن والدها بهذه الطريقة .. مع استمرارية وجود الاخير هنا .. : ليش ابوي وعمي يتواجدون هنا يوميا ؟؟



ما زال مغمضاً عينيه .. : عندهم شي يبغون ياخذونه مني ..



اعتراها الفضول .. : اللي هو ؟؟ ..



قال بنحول .. : اسألي ابوك .. او الافضل تسألين عمك .. لكن الشي الاكيد ان اللي سويتيه لهم كان عقاب واضح من رب العالمين ..



عقدت حاجبيها بعدم فهم .. : ايـش ؟؟ ..



اكمل كلامه غير مبالياً .. : لانهم ما كانوا مع الحق ..



ارتفع صوتها .. : انت ايش تقول ؟؟ ..



ابتسم .. وفتح عينيه ببطئ .. : تفضلي اطلعي برا .. لاني تعبان ..



زفرت بضيق .. خرجت من الحجرة .. وعلامات الغضب مرتسمة على ملامحها .. لقد فعلت شيئاً عظيماً في حق والدها .. شيئاً لم يستطع الاخرون نسيانه .. حتى وبعد مضي ثلاث سنوات .. انها نادمة وحزينة .. لكن .. بذات الوقت .. انها فخورة بما انجزت .. كيف لهذا ان يحدث ؟ .. لا تعلم ..





******





الرياض

بيت " ابو محمد "

10:30 صباحاً





تنظر الى السقف بشرود .. وهي ما زالت متمددة على فراشها .. استيقظت منذ هنيهة .. ولكنها تريد العودة لعالم احلامها .. لا تود البقاء على ارض الواقع .. تريد ان تفقد وعيها في غمرة الوجوه المبهمة التي تطوف عليها اثناء نومها .. كم هو مؤلم .. شعورها .. حينما تستيقظ صباحاً .. وتعلم انها لن تراه اليوم .. كم هو مُدمي لعروقها .. حينما تمر الساعات تلو بعضها .. وهي لم تسمع عزف نبرة صوته .. وما يجعلها عاجزة فعلاً .. هو عدم قدرتها على البكاء بعد الان .. هل جفت غددها الدمعية ؟ .. هل أُغلقت منافذها ؟ .. أم .. هل نست شقيقها بالفعل ؟ .. كـلا .. لم تنساه .. لكنها وببساطة .. تتناسى غيابه .. تتناسى رحيله .. وبالاصح .. تتناسى موتــه ..



- نجــود ..



أغمضت عينيها .. لا تريد الاستيقاظ .. ورؤية وجه والدتها الشاحب .. لا تريد سماع أي صوت .. سوى صوته .. صوته الذي حاولت .. وما زالت تحاول .. الحفاظ عليه .. ضمن لفائف دماغها .. فُتحت باب الغرفة .. واقترب صوت والدتها ..



- نجــود .. نجود .. اصحــي ..



رفعت رأسها ببطئ .. لا جدوى من اصطناع النوم .. لا جدوى من الهرب .. ولا جدوى من الحزن .. فمن غادر اسوار هذا المنزل .. ورحل مرتدياً البياض .. لــن يعود .. : نعـم يماا ..



اجابتها الاخرى بنحول .. : قومي اجلسي معاي ..



هبت واقفة .. وهمت بترتيب الفراش .. : ان شالله ..



انهت ترتيب الحجرة .. ورفعت شعرها على هيئة ذيل الفرس .. دخلت دورة المياه .. بللت وجهها .. ثم خرجت لتجلس بجوار والدتها في الغرفة الاخرى .. غرفة المعيشة المتواضعة ..



قالت ام محمد بحنان .. : ليه ما فطرتي ؟؟ ..



تشعر بالضيق .. فلا يوجد في دواخلها رغبة لتناول الطعام .. : ما ودي ..



مسحت على ظهر ابنتها برفق .. : ما بيتغير شي وانا امك ..



متعجبة هي .. من تكيف والدتها السريع .. : ادري ..



زفرت بهدوء .. : تعرفين .. انا لما كنت فعمر هند ونجد .. توفى ابوي .. بقيت مع امي في بيت خالي .. الى ان كبرت وصار عمري 15 سنة .. يومها ..



نظرت لوالدتها التي سكتت فجأة .. وعينيها قد بدأت بالغرق في بحيرة من الدموع ..



تريد ان تخفف وجع ابنتها .. : يومها .. توفت امي .. وبقيت لوحدي مع خالي وحرمته .. وعيالهم .. صحيح انهم ما قصروا معاي .. بس انا كنت مستسلمة للحزن .. بقيت اعيش معاهم في خيالي .. وبنفس الوقت اشوف الدنيا حولي تمشي .. ولا كأنه في شخص ترك الحياة ..



قالت برجاء .. بعد ان رأت دموع والدتها المنسكبة .. : يماا خلاص ..



لكنها استمرت بسرد الحكاية .. : الى ان جا ابوك وخطبني .. وقتها كنت رافضة .. وشلون افرح .. وابوي وامي تحت الثرى .. لكن خالي خاف .. – ابتسمت بخجل - .. خاف لا اكون جنيت .. فوافق بدون لا ياخذ رايي .. وتزوجت ابوك .. وطلعت من حزني .. لكن ما نسيتهم .. ابد .. فرحت لما انولد محمد .. وبعده انولدتي .. وفرحت اكثر لما انولدوا هند ونجد .. ولما توفى ابوك .. طلعت الدنيا من عيني .. ما كان ودي اعيش .. لكن وجودكم عطاني القوة .. والحين لما راح محمد .. وجودك انتي وخواتك .. بيصبرني ..



مسحت الدموع المنسابة بحرية .. وقلبها ما زال يومض بحنين دفاق .. شوقاً لأخيها ..



نظرت لإبنتها بحب .. رغم الدموع التي حجبت عنها الرؤيا : وانتي بعد .. اصبري .. بنلقاه في الجنة ان شالله ..



ارتمت بحضن والدتها .. وبكت .. كلتاهما مشتاقتان له .. لكن ما باليد حيلة ..



مسحت على شعرها .. : انا ما قلت الكلام هذا عشان نبكي .. انا باعتمد عليك بعد الله يا نجود ..



رفعت نفسها .. ونظرت لعينا والدتها .. : طيب ؟ ..



نظرت الى الامام بحيرة .. مما ستقول .. : تعرفين ان محمد الله يرحمه كان يشتغل ليل ونهار عشان يجيب لنا اللي نبغيه ..



حركت رأسها بإيجاب .. مؤيدة لكلام الاخرى ..



اكملت حديثها .. : واللحين .. مافي احد بيقدر يسندنا غيرك ..



فتحت فمها بذهول .. : هاا ؟ ..



ابتسمت والدتها مطمئنة .. : انتي كبيرة .. وفاهمة .. عشان كذا انا متأكدة انك بتكونين قد المسؤولية اللي بعطيكياها ..



اعتدلت بطريقة جلوسها .. : ايش يعني .. ؟



تحدثت بخفوت .. : كلمت ام عبدالله .. عشان تقول لولدها انه يخليك تشتغلين فشركتهم في مكان محمد ..



هبت واقفة بغضب .. : يماا .. ايش هالكلام ؟ ..



تعلق بصرها بتلك الغاضبة .. : نجود انتي تعرفين .. حنا مالنا احد بعد محمد ..



صرخت بتأييد .. : ايـه ادري .. وعشان كذا انا كنت بدور على وظيفة تناسبني ..



حاولت تهدأتها .. : طيب .. وهذي فرصتك ..



انها مستعدة لاحتمال اي شئ .. عدا الذل .. : بس ما كان في داعي .. انك تطلبين هذا الشي من ام عبدالله .. يما حنا مبحاجة شفقة منهم ..



ارتفعت نبرة صوتها .. : كيف ماله داعي .. انتي ما كملتي تعليمك .. مين بيرضى يشغلك معاه ؟؟ .. – بدأت دموعها تسقط مرة اخرى - .. مين ؟؟ ..



بكت هي الاخرى .. : بشتغل اي شي .. حتى لو اشتغلت منظفة .. لكن ما ابي اي شخص يدري بحالتنا ويتصدق علينا من ماله ..



انها تعترف بذلك .. انهم بحاجة لهذه الصدقات .. : حتى لو لقيتي وظيفة ثانية .. تظنين انا برضى وبكون مطمنة عليك .. ما اقدر اتركك تشتغلين مع ناس اغراب .. على الاقل عبدالله صديق محمد .. وبيحسبك مثل اخته ..



جلست امام والدتها بيأس .. : طيـب خلاص .. لا تبكين .. لو وافقوا علي بروح واسد مكان محمد .. لا تبكين ..



مسحت دموعها بطرف حجابها .. : انا ادري اني ضغطت عليك .. بس انا مالي احد اعتمد عليه غيرك ..



قبلت رأس والدتها .. : اللي تبيه يصير .. وحقك علي ..



تشعر بالندم .. لمجرد معرفتها برفض ابنتها للموضوع .. لكنها مجبرة .. مجبرة على فعل هذا ..



نهضت ببرود .. : انا بروح المطبخ ..



خرجت قبل ان تسمع رد والدتها .. وتوجهت نحو دورة المياه اولا .. لتُخرج تلك الدموع الجديدة .. اصعب شعور قد يمر على الانسان .. هو شعوره بالذل .. يصعب عليها ان ترى الشفقة بنظرات الاخرين .. حتى ولو استحقتها بالفعل .. لا تريد تلك الصدقات منهم .. لا تريد من يربت على كتفها في محاولة لتخفيف مصابها .. لقد كرهت هذه الحاجة .. كرهت هذا الفقر .. الذي صاحبهم منذ الطفولة .. استغفرت ربها .. وهمت بصنع الغداء ..





******





الرياض

مخفر الشرطة

11:35 صباحاً





يمشي بخطوات ثابتة .. وعينيه تجول بوجوه من حوله .. عناصر شرطة .. رجال بانتظار ابنائهم المتهمين .. مجرمين مكبلين بالاصفاد .. دعى في سره بـ " يا رب ابعدنا عن المشاكل " .. سأل احد الرجال عن مكان المحقق " هادي السالم " .. ليدله على احد الابواب الخشبية والتي نُحت عليها اسم ذلك الرجل .. والذي . كما يقال .. مسؤول عن التحقيق في جريمة قتل صاحبه .. طرق الباب مرتين .. ثم دخل بعد ان سُمح له .. : السلام عليكم ..



اجابه الاخر .. برسمية تامة .. : وعليكم السلام ..



قال الاول محاولا التعريف بإسمه .. : انـا عبدالله العالي .. اتصلت فيك قبل يومين ..



لاح شبح ابتسامة على وجه الاخر .. : يا هلا فيك اخوي ..



جلس على احد المقاعد القريبة من مكتب المحقق .. : وفيك زود .. – سكت لثواني قليلة ثم ابتدأحديثه - .. انا جيت هنا عشان افهم مجرى التحقيق بقضية قتل محمد سلطان الماجد ..



عقد حاجبيه وقال بشئ من الشك .. : ايش هي صلة القرابة بينك وبين المجني عليه ؟ ..



اجابه بتلعثم .. : آآآ .. انا ولد خــالــ .. – قطع جملته .. فما فائدة الكذب - .. انا صاحبه .. من زمان ..



ارتفع حاجبه الايسر .. باستنكار .. : وحتى لو كنت صاحبه .. ايش يخليني اعطيك معلومات عن سير التحقيق ؟ .. وبعدين .. المفروض يجي واحد من اهله .. ابوه .. اخوه .. عمــ ..



قاطعه عبدالله بضيق .. وهو يضع بطاقة هويته امام المحقق .. : هنا المشكلة .. ما في احد غير امه المريضة وخواته الصغار .. وانا صاحبه من سنين .. عشان كذا انا بقوم مقام اخوه ..



أُعجب برده .. وتصرفه : طيب اخوي .. كل اللي اقدر اقوله لك .. حنا لحد الحين ما عندنا اي دليل ..



تنهد بصوت مسموع .. : طيب كيف عرفتوا بالاعتداء عليه يوم الحادث ؟ ..



استند بكوعيه على المكتب .. : جاءنا اتصال من المستشفى اللي استقبلته يوم الحادث .. وأكدوا لنا بان اللي صار في محمد هو محاولة قتل ..



قال الاخر بنفاذ صبر .. : قصدي المستشفى كيف عرفوا بوجود مصاب .. في الكافيه الموجود بالمنطقة البعيدة عنهم ؟ ..



ابتسم .. : تعرف ان اسألتك هذي بتخليك ضمن دائرة المشتبه فيهم ..



حرك رأسه بعلامة الايجاب .. : ما عليه .. المهم اعرف الموضوع ..



رجع الى الخلف باسترخاء .. : اتصل فيهم رجال .. وطلب منهم الحضور للكافيه .. يعني قال لهم انها حالة طارئة ..



عبدالله .. بسرعة .. : طيب وما تتبعتوا الاتصال ..



المحقق .. : ايـه طبعا .. لكن ما في فائدة .. لان الرقم اللي اتصل منه كان رقم تلفون ارضي .. لبقالة ..



اجابه .. بخيبة امل .. : وطبعا صاحب البقالة ما قدر يميز الرجال ..



حرك رأسه بايجاب ..



عبدالله بشرود .. : طيب وبعدين ..؟ .. ما في طريقة تقدرون تعرفون المجرم فيها ..؟؟؟ ..



المحقق .. : اغلب القضايا اللي مثل هذي .. تُسجل ضد مجهول .. وتُغلق ..



عبدالله وهو ينهض .. : طيب اخوي .. تعبتك معاي .. – اخرج من جيب ثوبه بطاقة تحمل رقم هاتفه - .. لكن لو صار اي تغيير .. اتمنى انك تتصل علي .. وتبلغني ..



اخذ البطاقة .. وارجع له بطاقة هويته .. : ان شالله ..



ساق خطاه نحو مكان سيارته .. وهو شارد الذهن .. هل فعلا سيبقى قاتله طليقاً ؟ .. كيف لهذا ان يحدث ؟ .. لا بد من ايجاد ذلك الوغد .. ماذا سيقول لوالدته ؟ .. " عُذرا .. ولكن دماء ابنك ذهبت سدى " .. يا لهذا العبئ الثقيل .. ليست له جرأة على اخبارها ..



استوى جالساً خلف المقود .. وصورة تلك الصغيرة تلوح امام عينيه .. صراخها .. وبكائها .. كان من الصعب عليه رؤيتها بذلك المنظر .. يشعر بالشفقة على حالهم .. فابواب الحياة موصدة بوجههم في كل مكان .. ليت الامر بيده .. لقد وافق الجميع على وجودها ضمن موظفي الشركة .. لكنه ما زال رافضاً للفكرة .. يستطيع ان يخصص مرتباً ثابتاً لهم .. دون عملها .. لكنها بالتأكيد ستقتله .. ان فكر .. مجرد تفكير .. باعطائهم المال كصدقة ..



أدار محرك السيارة .. وانطلق نحو منزلهم .. سيجتمع الجميع اليوم .. سيتحتم عليه رؤية ابنة اخيه الاكبر المنفية .. وسيحاول فهم سبب توتر حالة اخيه الثاني منذ فترة ليست بقصيرة .. وبالتأكيد سيحاول ان يرضى بفكرة عمل تلك الفتاة في شركتهم ..





******








يتبــــــــــع








آخــر مواضيعـى » رواية ميهاف وفيصل كامله بدون ردود , لتحميل رواية ميهاف وفيصل كامله تحميل روعه
» رواية لاصد قلبي صد من دون رجعه ، تحميل رواية لاصد قلبي صد من دون رجعه
» رواية غضو النظر عني تراني حلاله
» رمزيات بلاك بيري بنات ماسكين كام 2012 - صور رمزيه للبلاك بيري بنات ماسكين كاميرا 2012 -
» تحميل رواية في ديسمبر تنتهي كل الأحلام لـ اثير عبدالله كامله
التوقيع

 

  رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 6 7 8 9 10 11 12 13 15 16 17 18 19 20 21 22 23 28 29 30 33 34 35 36 37 39 41 42 43 44 45 46 47 48 49 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 77 78 79 80 98