خـــــروج الدّابة..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله الطيبين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين وبعد..
أختى السائلة عن الدّابة، وإليك الجواب المختصر: إنّ
خروج الدّابة من الأرض هو إنسانٌ يمشي فيُكلم النّاس، والنّاسُ دواب. وقال الله تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النّاس بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَٰكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى} صدق الله العظيم [فاطر:45].
إذاً المقصود بالدّابة هو إنسان يُكلم النّاس شاهداً بالحقّ؛ وهو المسيح عيسى ابن مريم - صلّى الله عليه وآله وسلّم - يُخرجه الله من الأرض لأنه الرقيم المُضاف إلى أصحاب الكهف فيُكلم النّاس كهلاً بالحقّ كما كلمهم طفلاً يوم ولادته، ويقول: {إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ} [مريم:30]، فيجعله الله حكماً بين المسلمين والنّصارى الذين قالوا: إنّ الله هو المسيح عيسى ابن مريم، وطائفة أخرى قالوا: وَلَدُ الله! ولكن المسلمين يعتقدون بالحقّ أنه عبد الله، ثم يأتي حكماً بالحقّ في اختلاف المسلمين والنّصارى فيقول لهم كما قال لهم من قبل وهو في المهد صبيا: {إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ}، وذلك لأن المسيح الكذاب سوف يأتي ويقول أنه المسيح عيسى ابن مريم ويقول أنه الله ولذلك تمّ تأخير المسيح الحقّ ليجعله الله شاهداً بالحقّ وجعله الله للإمام المهدي وزيراً، ويكون من الصالحين ولا يدعو النّاس إلى اتّباعه بل إلى اتّباع الإمام المهدي، ويكون من الصالحين التّابعين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيُكَلِّمُ النّاس فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ} صدق الله العظيم [آلعمران:46].
ومعنى قول الله تعالى: {وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ}، أي حين يُكلمهم كهلاً فهو يكون من الصالحين التّابعين ولا يدعو النّاس لاتّباعه كونه نبيّ؛ ولكنّه لا ينبغي أن يأتي نبيٌّ من بعد محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فيدعو النّاس لاتّباعه. تصديقاً لقول الله تعالى:{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَٰكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} صدق الله العظيم [الأحزاب:40].
ولذلك حين تأتي دعوة ابن مريم الأخرى سوف يكون من الصالحين التّابعين للإمام المهدي يوم يأتي المسيح عيسى ابن مريم يُكلم النّاس وهو كهلاً، ولكن ماهي المعجزة أن يتكلم رجل وهو كهل؟ بل المعجزة في نزول نفس ابن مريم من عند بارئها فينهض جسد المسيح المُضاف إلى أصحاب الكهف الثلاثة وتوجد هنا معجزة من ربّ العالمين لينطق ابن مريم بالحقّ بإذن الله، فأمّا الأولى فهي {وَيُكَلِّمُ النّاس فِي الْمَهْدِ} [آل عمران:46]، ومضت وانقضت يوم ميلاد المسيح عيسى ابن مريم -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ونطق بإذن الله وقال: {إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ}، ولم يقُل أنّه الله ولا ولد الله.
وأما المُعجزة الأخرى في تكليم ابن مريم للناس في قول الله تعالى: {وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ} [آل عمران:46]، وتلك معجزة الإحياء لجسد الإنسان المسيح عيسى ابن مريم وعودة نفس المسيح إلى الجسد ليُكلم النّاس كهلاً، والكهل هو سنٌّ متوسطٌ بين سنِّ الشباب والمَشيب ذو اللحية المخلوطة بالشعر الأبيض والأسود ويُطلق على من كان بهذا السن كهلاً، وذلك هو الدّابة يخرج من الأرض، وهو الإنسان المسيح عيسى ابن مريم ليُكلم النّاس كهلاً فينطق بنفس القول من قبل {إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ} أي أنه ليس الله ولا ولد الله سُبحانه! كما يعتقد النّصارى بالباطل ويريد المسيح الكذاب أن يستغل عقيدة الكفار من النّصارى فيقول أنه الله. وقال الله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابن مريم وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ ربّي وَربّكمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الجنّة وَمَأْوَاهُ النّار وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} صدق الله العظيم [المائدة:72].
وبما أن المسيح الدجال سوف يأتي مؤيّداً لعقيدة الباطل لدى كُفار النّصارى فيدعي الربوبيّة ويقول إنّه المسيح عيسى ابن مريم وإنّه الله ربّ العالمين ولذلك يُسمّى المسيح الكذاب بمعنى إنّه ليس المسيح عيسى ابن مريم الحقّ، ولذلك تتبين لكم الحكمة من رجوع المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهو الوزير الأول ونائب خليفة الله الإمام المهدي ورئيس مجلس الوزراء.
يتبع
تستطيع المشاركة هنا والرد على الموضوع ومشاركة رأيك عبر حسابك في الفيس بوك